رد: هل من ترك كل أبعاض الصلاة صلاته صحيحة ؟
الحل أن تطلب من شيخ شافعي يؤدبه تأديبا قاسيا، فلحمه أقوى من عظمك مع أمثال هؤلاء
يقول له فيما يقول:
إن معنى السنن والأبعاض: في صحة الصلاة، لا في تركها والتهاون فيها
فمن يتهاون في السنن والأبعاض: يتهاون في الأركان، قال الفخر الرازي في معرض تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)}، قال الفخر الرازي (8/ 330): (إن عِلَّةَ الذِّلَّةِ وَالْغَضَبِ وَالْمَسْكَنَةِ هِيَ الْكُفْرُ وَقَتْلُ الْأَنْبِيَاءِ، وَعِلَّةُ الْكُفْرِ وَقَتْلُ الْأَنْبِيَاءِ هِيَ الْمَعْصِيَةُ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ لَمَّا تَوَغَّلُوا فِي الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ فَكَانَتْ ظُلُمَاتُ الْمَعَاصِي تَتَزَايَدُ حَالًا فَحَالًا، وَنُورُ الْإِيمَانِ يَضْعُفُ حَالًا فَحَالًا، وَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ بَطَلَ نُورُ الْإِيمَانِ وَحَصَلَتْ ظُلْمَةُ الْكُفْرِ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ: {كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ مَا كانُوا يَكْسِبُونَ} [الْمُطَفِّفِينَ: 14]، فَقَوْلُهُ {ذلِكَ بِما عَصَوْا} إِشَارَةٌ إِلَى عِلَّةِ الْعِلَّةِ، وَلِهَذَا الْمَعْنَى قَالَ أَرْبَابُ الْمُعَامَلَاتِ: "مَنِ ابْتُلِيَ بِتَرْكِ الْآدَابِ وَقَعَ فِي تَرْكِ السُّنَنِ، وَمَنِ ابْتُلِيَ بِتَرْكِ السُّنَنِ وَقَعَ فِي تَرْكِ الْفَرِيضَةِ، وَمَنِ ابْتُلِيَ بِتَرْكِ الْفَرِيضَةِ وَقَعَ فِي اسْتِحْقَارِ الشَّرِيعَةِ، وَمَنِ ابْتُلِيَ بِذَلِكَ وَقَعَ فِي الْكُفْرِ").
ومن يتهاون في السنن والأبعاض: يُحرَم الخشوع، وفي مذهب الشافعية وجه أن من فاته الخشوع بطلت صلاته
ومن يتهاون في السنن والأبعاض: قد لا يقبل الله هذه الصلاة التي صلاها فليس له منها إلا التعب، كمن صام عن الأكل والشرب وأطلق جوارحه فيما حرمه الله تعالى.
قل له: هذه حُلَّتُك وعبادتك تقف يوم القيامة بين يدي رب العزة فإن أنت أحسنتها وأحسنت وضوءها وخشوعها وأتممت أركانها وسننها كانت لباسا جميلا
وإن أنت قصرت بلا عذر فأنت تشوه لباسك يوم القيامة
وليعلم أن فعله هذا يحرم عليه، ويَفسُق به، ويخرجه عمن تقبل شهادته، كما ذكره أئمتنا، ففي التهذيب (8/ 262): (ومن اعتاد ترك السنن الرواتب، وتسبيحات الركوع والسجود: ترد شهادته؛ لتهاونه بالسنن).
وفي الشرح الكبير ط العلمية (13/ 23): (فَرْعٌ: الذي يترك السُّنَنَ الرواتِبَ وتسبيحاتِ الرُّكوع والسُّجودِ ...، وإن اعتاد ترْكَها رُدَّتْ شهادتُهُ؛ لتهاونه بالسُّنَنِ، ذكره في "التهذيب" وسببه إشعارُ هذا التهاوُنِ بقلةِ المبالاةِ والاهتمام بالمهمَّات).
وفي روضة الطالبين وعمدة المفتين (11/ 233): (فَرْعٌ: مَنْ تَرَكَ السُّنَنَ الرَّاتِبَةَ، وَتَسْبِيحَاتِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ...، وَمَنِ اعْتَادَ تَرْكَهَا، رُدَّتْ شَهَادَتُهُ لِتَهَاوُنِهِ بِالدِّينِ وَإِشْعَارِ هَذَا بِقِلَّةِ مُبَالَاتِهِ بِالْمُهِمَّاتِ).
فليعلم أنه أمير نفسه إن شاء أنقذها، وإن شاء تدرج معها إلى الحضيض اتباعا لتلبيس إبليس عليه
والله أعلم