العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ضَابِطً لِمَا يُشْتَرَط فِيهِ النِّيَّة ومَّا لَا يُشْتَرَط فيه النِّيَّة

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
قال الحافظ ابن حجر في الفتح( 1/ 179) "وَقَدْ ذَكَرَ اِبْن الْمُنِير ضَابِطًا لِمَا يُشْتَرَط فِيهِ النِّيَّة مِمَّا لَا يُشْتَرَط فَقَالَ : كُلّ عَمَل لَا تَظْهَر لَهُ فَائِدَة عَاجِلَة بَلْ الْمَقْصُود بِهِ طَلَب الثَّوَاب فَالنِّيَّة مُشْتَرَطَة فِيهِ ، وَكُلّ عَمَل ظَهَرَتْ فَائِدَته نَاجِزَة وَتَعَاطَتْهُ الطَّبِيعَة قَبْل الشَّرِيعَة لِمُلَاءَمَة بَيْنهمَا فَلَا تُشْتَرَط النِّيَّة فِيهِ إِلَّا لِمَنْ قَصَدَ بِفِعْلِهِ مَعْنًى آخَر يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الثَّوَاب . قَالَ : وَإِنَّمَا اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي بَعْض الصُّوَر مِنْ جِهَة تَحْقِيق مَنَاط التَّفْرِقَة
قَالَ : وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ الْمَعَانِي الْمَحْضَة كَالْخَوْفِ وَالرَّجَاء فَهَذَا لَا يُقَال بِاشْتِرَاطِ النِّيَّة فِيهِ ؛ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِن أَنْ يَقَع إِلَّا مَنْوِيًّا . وَمَتَى فُرِضَتْ النِّيَّة مَفْقُودَة فِيهِ اِسْتَحَالَتْ حَقِيقَته ، فَالنِّيَّة فِيهِ شَرْط عَقْلِيّ ، وَلِذَلِكَ لَا تُشْتَرَط النِّيَّة لِلنِّيَّةِ فِرَارًا مِنْ التَّسَلْسُل .
وَأَمَّا الْأَقْوَال فَتَحْتَاج إِلَى النِّيَّة فِي ثَلَاثَة مَوَاطِن : أَحَدهَا التَّقَرُّب إِلَى اللَّه فِرَارًا مِنْ الرِّيَاء ، وَالثَّانِي التَّمْيِيز بَيْن الْأَلْفَاظ الْمُحْتَمِلَة لِغَيْرِ الْمَقْصُود ، وَالثَّالِث قَصْد الْإِنْشَاء لِيَخْرُج سَبْق اللِّسَان ".


ابن المنيرهو: أحمد بن محمد بن منصور، من علماء الإسكندرية وأدبائها، ولي قضاءها، له تصانيف منها (الانتصاف من الكشاف) يكثر النقل عنه الحافظ في الفتح،يرى بعض العلماء أنه يجري في تصانيفه على طريقة المتكلمين من الأشاعرة، توفي سنة (683)هـ -رحمه الله
 
التعديل الأخير:

طالبة علم

:: متخصص ::
إنضم
26 ديسمبر 2007
المشاركات
68
التخصص
فقه
المدينة
مدينة الورد
المذهب الفقهي
الحنبلي
جزاك الله كل خير ، وجعلك نبراساً للعلم
إنها مسألة مهمة يحتاجها طالب العلم في كثير من المسائل.
 
التعديل الأخير:
إنضم
28 سبتمبر 2008
المشاركات
3
التخصص
شريعة
المدينة
اخن
المذهب الفقهي
مالكي
السلام عليكم
لقد ذكر شهاب الدين القرافي رحمه الله في الذخيرة الجزء الاول صفحة 245
فيما يفتقر الى النية الشرعية
فقال الاعمال كلها اما مطلوب او مباح والمباح لا يتقرب به الى الله تعالى فلا معنى للنية فيه والمطلوب نواه وأوامر
فالنواهي ...كلها يخرج الانسان عن عهدتها وان لم يشعر بها فضلا عن القصد اليها مثاله زيد المجهول لنا حرم الله علينا دمه وماله وعرضه وقد خرجنا عن عهدة ذلك النهي وان لم نشعر به وكذلك سائر المجهولات
نعم ان شعرنا بالحرم ونوينا تركه لله تبارك وتعالى حصل لنا مع الخروج عن العهدة الثواب لاجل النية فهي شرط في الثواب لا في الخروج عن العهدة
الاوامر على قسمين ....الاول منها ما يكون صورة فعله كافية في تحصيل مصلحته كأداء الديون والودائع والغصوب ونفقات الزوجات والاقارب فان المصلحة المقصودة من هذه الامور انتفاع اربابها وذلك لا يتوقف على قصد الفاعل لها فيخرج الانسان عن عهدتها وان لم ينوها
القسم الثاني من الاوامر ما تكون صورة فعله ليست كافية في تحصيل مصلحته المقصودة منه كالصلوات والطهارات والصيام والنسك فان المقصود منها تعظيمه تعالى بفعلها والخضوع له في اتيانها وذلك انما يحصل اذا قصدت من اجله سبحانه تعالى فان التعظيم بالفعل بدون قصد المعظم محال , كمن صنع ضيافة الانسان انتفع بها غيره فأنا نجزم بان النعظم الذي قصد اكرامه هو الاول دون الثاني فهذا القسم هو الذي امر فيه الشرع بالنيات وعلى هذه القاعدة يتخرج خلاف العلماء في ايجاب النيةفي ازالة النجاسة فمن اعتقد ان الله تعالى اوجب على عباده مجانبة الحدث والخبث حالة المثول بين يديه تعظيما له فيكون من باب المامورات التى لا تكفي صورتها في تحصيل مصلحتها فتجب فيها النية ومن اعتقد ان الله تعالى حرم على عباده ملابسة الخبث فيكون عنده من باب المنهيات فلا يفتقر اللا النية وهو الصحيح
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
فائدة عزيزة .. ولكن إن قلنا أن طلب الثواب يلزمه نية، هذا لا يعني -في نظري- أن النية تكون رغبة في تحصيل الثواب، إنما تكفي نية الخير، وما حديث الرجل الذي أزاح الغصن من طريق الناس، وحديث المرأة البغي من بني إسرائيل ببعيد من ذلك ...
 
أعلى