"الخلاف بين أبي حنيفة وصاحبيه اختلاف عصر وزمان لا اختلاف حجة وبرهان !!

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي(د. فؤاد بن يحيى الهاشمي) عضو موثق.]

ذكر الدكتور المبدِع هشام آل الشيخ في كتابه الرائع: " أثر التقنية الحديثة في الخلاف الفقهي" في مقدمة كتابه ما يلي:

"الخلاف بين أبي حنيفة وصاحبيه اختلاف عصر وزمان لا اختلاف حجة وبرهان.([1]) "

فهل هذا الكلام على إطلاقه؟؟

([1]) المبسوط 8/178، تبيين الحقائق 1/43، العناية شرح الهداية 5/128، فتح القدير 3/301، البحر الرائق 6/229، حاشية ابن عابدين 5/466

 

[محمداحمد الحقاني الافغاني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في كثير من المسائل المختلفة بين الامام وصاحبيه يقولون :
ان هذا اختلاف عصر وزمان وليس اختلاف حجة وبرهان
وقد يذكرون مع هذا قولهم ايضا :
ولو شاهد ذلك أبو حنيفة لقال بقولهما .
يعني ان الصاحبين رحمهما الله تعالى افتيا في زمانهما بعد وفاة الامام في كثير من المسائل بخلاف ما افتى به الامام في زمانه ، وذلك لما شاهدوه من التغيير والتنقيص في الظروف والمسائل ، فنظرا الي اصول الامام لو كان هو موجودا في ذلك الزمان وشاهد هذا لقال هو ايضا بقولهما .

بخلاف الامام زفر ، كما ذكر ابن عابدين في حاشيته في باب خيار الرؤية :
أما خلاف زفر فهو اختلاف حجة وبرهان لا اختلاف عصر وزمان اهـ انتهٰى بلفظه
وذكر في الكفالة :
كيف يكون هذا - الاختلاف المذكور هناك في المسئلة - اختلاف عصر وزمان مع أن زفر كان في ذلك الزمان اهـ
ثم قال:
فكم من مسألة اختلف فيها الإمام وأصحابه وجعلوا الخلاف فيها بسب اختلاف الزمان كمسألة الاكتفاء بظاهر العدالة وغيرها . . . والمشاهد اختلاف الزمان في مدة يسيرة اهـ

فالنتيجة - عندي -
ان الاختلاف بين الامام ابي حنيفة وصاحبيه - ابو يوسف ومحمد رحمهم الله - اختلاف عصر وزمان في جميع المسائل ۹۹ % سوى البعض اليسير منها التي يكون نسبته ۱ %
واما الاختلاف بينه وبين زفر رحمهما الله فيكون عصري وبرهاني كليهما .

هذا ما ظهر لي ، والله اعلم وعلمه اتم واكمل

 

[عمرو بن الحسن المصري]

رد: "الخلاف بين أبي حنيفة وصاحبيه اختلاف عصر وزمان لا اختلاف حجة وبرهان !!

السلام عليكم

فهل هذا الكلام على إطلاقه؟؟

لا أرى أن هذا على إطلاقه، فإن القارئ في الفقه الحنفي يجد أن أصحاب أبي حنيفة رحمه الله قد اختلفوا معه في أحكام كثيرة من المسائل الجزئية اختلاف حجة ودليل بل وتأصيل، فقد استنبط الذين تكلموا في الأصول التي انبنى عليها الفقه؛ أنهم خالفوه في بعض قليل من القواعد التي كانت أصولًا للاستنباط، ومما يدل على ذلك استدلال الصاحبان ببعض القواعد والقياس في كثير من المسائل التي خالفوا فيها أبو حنيفة رحمهم الله جميعًا. وانظر: الفتح المبين في تعريف مُصطلحات الفُقهاء والأصُوليين للأستاذ الدكتور مُحمد إبراهشم الحفْنَاوى باب: الكصطلحات الفقهية عند السادة الحنفية. فصل: كثرة الأقوال في المذهب الحنفي/ السبب الثالث: اختلاف أصحاب أبي حنيفة ص(22).

والله أعلم.