شهاب الدين الإدريسي
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 20 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 376
- التخصص
- التفسير وعلوم القرآن
- المدينة
- مكناس
- المذهب الفقهي
- مالكي
يعتبر كتاب: «عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة» لأبي محمد جلال الدين عبد الله بن نجم بن شاس الجذامي السعدي (ت616هـ)، من المختصرات الفقهية الجامعة لأمات المذهب المالكي، المتقدمة منها والمتأخرة. ذكر المؤلف في مقدمته باعثه على تأليفه بقوله: «بعثني على جمعه في مذهب عالم المدينة، إمام الهجرة مالك بن أنس ... ما رأيت عليه كثيرا من المنتسبين إليه في زماننا من ترك الاشتغال به، والإقبال على غيره».
والكتاب من المختصرات الجيدة النظم، والمحكمة التقسيم، بحيث قسمه المؤلف إلى كتب تفرعت عنها أبواب وفصول، استهله بفقه الطهارة، وختمه بكتاب جامع لمجموعة من الآداب الشرعية التي يجب على المسلم التحلي بها.
سلك ابن شاس في كتابه منهجا رصينا، إذ بين أنه نظم المذهب بأسلوب يوافق مقاصد علماء المالكية ورغباتهم، مع حذف التكرار المعيب، كما نص على أنه جعله على طريقة الإمام الغزالي في كتابه الوجيز - في فقه الشافعية - لكونه غاية منتهى التحرير.
ومن جملة منهجه أيضا: الاستدلال بالنصوص والآثار، وعزو الأقوال إلى أصحابها، والترجيح بينها، والاحتكام للغة العرب في بعض الأحيان، والحكم على المسائل التي لم يرد فيها حكم، واستنباط قواعد فقهية من بعض المسائل، واستعماله لبعض المصطلحات الفقهية للاختصار، مثل: المدنيون، والمصريون، والعراقيون.
اعتمد ابن شاس في كتابه حوالي أربعين مصنفا من مصنفات المذهب، أهمها: المدونة لسحنون، والعتبية للعتبي، والنوادر والزيادات لابن أبي زيد، والمعونة، وشرح الرسالة، والإشراف للقاضي عبد الوهاب، وشرح التلقين للمازري، والمنتقى للباجي، والتبصرة للخمي، وعارضة الأحوذي لأبي بكر بن العربي، والتنبيه على مبادئ التوجيه لأبي الطاهر التنوخي، والبيان والتحصيل، والمقدمات الممهدات لأبي محمد بن رشد الجد.
ولم يسلم الكتاب من الانتقاد لبعض مسائله، التي خَرَجَ فيها مؤلفه عن المذهب المالكي، آخذا بكلام الغزالي، ومثال ذلك ما أورده الونشريسي في المعيار (4/158): في مجموعة من الأسئلة طرحت على ابن مرزوق تتعلق بجواهر ابن شاس منها: وسئل عن قول ابن شاس: وإذا قال العبد لزوجته: إن مات سيدي فأنت طالق، فبت السيد عتقه في المرض ثم مات، فبقيت معه بطلقة على حكم يوم الحنث، انظر هذا فإنه خالف المذهب، والذي عندي في غالب الظن نَقْله هذا الفرع من كتاب الغزالي.
وقد حاول بعض العلماء تتبع الأماكن التي خالف فيها المؤلف المذهب، كابن غازي المكناسي في كتابه: «شفاء الغليل في حل مقفل خليل»، وعليش في: «منح الجليل».
وما ذكر لا ينقص من قيمة الكتاب ولا من أهميته، إذ استحسنه العلماء وأثنوا عليه، قال ابن خلكان: «وصنّف - يقصد ابن شاس - في مذهب الإمام مالك رضي الله عنه كتابا نفيسا أبدع فيه». وقال القرافي في الذخيرة:« ومنهم من سلك الترتيب البديع، وأجاد فيه الصنيع، كالإمام العلامة صاحب الجواهر الثمينة رحمه الله، واقتصر على ذلك، مع اليسير من التنبيه على بعض التوجيه».
وعلى العموم فالكتاب لقي اهتماما بالغا من قبل من جاء بعده، فهذا عبدالعظيم بن عبدالله البلوي (ت666 هـ)، كان يقرئ الفقه وأصوله، ويعتمد في الأكثر قراءة مستصفى أبي حامد، وجواهر ابن شاس، وكان له بهذين الكتابين اعتناء كبير، وفيهما تصرف لتعويله عليهما، ودؤوبه على تدريسهما.ومما يرفع أيضا من شأنه كثرة نقول المتأخرين عنه، كابن عرفة، والرصاع، والبقوري، وابن جزي، والشيخ خليل وغيرهم.
طبع الكتاب مرتين: الأولى بتحقيق محمد أبو الأجفان وعبدالحفيظ منصور، مراجعة الأستاذين: الحبيب بن الخوجة، وبكر بن عبدالله أبو زيد، نشر المجمع الفقهي بجدة. والثانية بتحقيق حميد بن محمد لحمر، نشر دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى: 1423 – 2003.
والكتاب من المختصرات الجيدة النظم، والمحكمة التقسيم، بحيث قسمه المؤلف إلى كتب تفرعت عنها أبواب وفصول، استهله بفقه الطهارة، وختمه بكتاب جامع لمجموعة من الآداب الشرعية التي يجب على المسلم التحلي بها.
سلك ابن شاس في كتابه منهجا رصينا، إذ بين أنه نظم المذهب بأسلوب يوافق مقاصد علماء المالكية ورغباتهم، مع حذف التكرار المعيب، كما نص على أنه جعله على طريقة الإمام الغزالي في كتابه الوجيز - في فقه الشافعية - لكونه غاية منتهى التحرير.
ومن جملة منهجه أيضا: الاستدلال بالنصوص والآثار، وعزو الأقوال إلى أصحابها، والترجيح بينها، والاحتكام للغة العرب في بعض الأحيان، والحكم على المسائل التي لم يرد فيها حكم، واستنباط قواعد فقهية من بعض المسائل، واستعماله لبعض المصطلحات الفقهية للاختصار، مثل: المدنيون، والمصريون، والعراقيون.
اعتمد ابن شاس في كتابه حوالي أربعين مصنفا من مصنفات المذهب، أهمها: المدونة لسحنون، والعتبية للعتبي، والنوادر والزيادات لابن أبي زيد، والمعونة، وشرح الرسالة، والإشراف للقاضي عبد الوهاب، وشرح التلقين للمازري، والمنتقى للباجي، والتبصرة للخمي، وعارضة الأحوذي لأبي بكر بن العربي، والتنبيه على مبادئ التوجيه لأبي الطاهر التنوخي، والبيان والتحصيل، والمقدمات الممهدات لأبي محمد بن رشد الجد.
ولم يسلم الكتاب من الانتقاد لبعض مسائله، التي خَرَجَ فيها مؤلفه عن المذهب المالكي، آخذا بكلام الغزالي، ومثال ذلك ما أورده الونشريسي في المعيار (4/158): في مجموعة من الأسئلة طرحت على ابن مرزوق تتعلق بجواهر ابن شاس منها: وسئل عن قول ابن شاس: وإذا قال العبد لزوجته: إن مات سيدي فأنت طالق، فبت السيد عتقه في المرض ثم مات، فبقيت معه بطلقة على حكم يوم الحنث، انظر هذا فإنه خالف المذهب، والذي عندي في غالب الظن نَقْله هذا الفرع من كتاب الغزالي.
وقد حاول بعض العلماء تتبع الأماكن التي خالف فيها المؤلف المذهب، كابن غازي المكناسي في كتابه: «شفاء الغليل في حل مقفل خليل»، وعليش في: «منح الجليل».
وما ذكر لا ينقص من قيمة الكتاب ولا من أهميته، إذ استحسنه العلماء وأثنوا عليه، قال ابن خلكان: «وصنّف - يقصد ابن شاس - في مذهب الإمام مالك رضي الله عنه كتابا نفيسا أبدع فيه». وقال القرافي في الذخيرة:« ومنهم من سلك الترتيب البديع، وأجاد فيه الصنيع، كالإمام العلامة صاحب الجواهر الثمينة رحمه الله، واقتصر على ذلك، مع اليسير من التنبيه على بعض التوجيه».
وعلى العموم فالكتاب لقي اهتماما بالغا من قبل من جاء بعده، فهذا عبدالعظيم بن عبدالله البلوي (ت666 هـ)، كان يقرئ الفقه وأصوله، ويعتمد في الأكثر قراءة مستصفى أبي حامد، وجواهر ابن شاس، وكان له بهذين الكتابين اعتناء كبير، وفيهما تصرف لتعويله عليهما، ودؤوبه على تدريسهما.ومما يرفع أيضا من شأنه كثرة نقول المتأخرين عنه، كابن عرفة، والرصاع، والبقوري، وابن جزي، والشيخ خليل وغيرهم.
طبع الكتاب مرتين: الأولى بتحقيق محمد أبو الأجفان وعبدالحفيظ منصور، مراجعة الأستاذين: الحبيب بن الخوجة، وبكر بن عبدالله أبو زيد، نشر المجمع الفقهي بجدة. والثانية بتحقيق حميد بن محمد لحمر، نشر دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى: 1423 – 2003.