العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دخول رمضان بين رؤية الهلال و الحساب الفلكي.

رشيد لزهاري حفوضة

:: مطـًـلع ::
إنضم
8 يناير 2012
المشاركات
103
الإقامة
الوادي/ الجزائر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد البر
التخصص
ماستر دراسات قرآنية و آداب إسلامية
الدولة
الجزائر
المدينة
الوادي
المذهب الفقهي
مالكي
  1. عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه و آله وسلم-: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُبِّيَ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) رواه البخاري، هذا الحديث أصل في إثبات دخول رمضان، و هو بيان لقول الله عز وجل: " فمن شهد منك الشهر فليصمه..." البقرة 185.
  2. في دخول رمضان يؤخذ برؤية الجماعة المستفيضة-الكثيرة-, أو رؤية عدلين-مسلمين غير مجروحي الشخصية- ، أو رؤية عدل واحد لمن لا اهتمام لهم برؤية الهلال، و قال غير مالك برؤية العدل الواحد مطلقًا ، لورود الحديث بذلك.
    و في خروج رمضان-هلال شوّال(العيد)-لا يُعمَلُ برؤية العدل الواحد اتفاقا.
  3. إذا رأينا مساء يوم 29 شعبان الهلالَ فرمضان يكون من الغدِ، و إذا لم نره و السماءُ صافية فشعبان تامٌّ، و أول رمضان بعد غدٍ.
  4. إذا كان في السماء سحاب يحجب الهلال عناَّ، وجب أن نكمل شعبان ثلاثين يوماً، و نصوم بعد ذلك .و في هذا الحديث : "غُبِّي عليكم" و في حديث آخر: "غُمَّ عليكم"، و المعنى واحد، و هو أن يحول دون رؤيته شيء.
  5. و ورد الحديث بلفظ آخر في الموطّأ عن ابن عمر-رضي الله عنهما-: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، و لا تفطروا حتى تروه، فإن غمّ عليكم فاقدروا له" ففسّر جمهور العلماء هذه اللفظة- فاقدروا له- بإكمال شعبان ثلاثين يومًا، لكن ابن عمرو بعض العلماء-و منهم الإمام أحمد- فسّروها بالاحتياط بتبييت نية صيام يوم الشّك و هذا يخالف حديث عمّار-رضي الله عنه-:"من صام اليوم الذي يشك فيه الناس فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم" أخرجه البخاري أي صيامه بنيّة أنه من رمضان، كما فسّره الأمام مالك و غيره و أمّا إن صامه بنية أخرى، فلا حرج كمن صادف يومًا نذر صيامه، أو كان يصومه كيوم اثنين أو خميس.
  6. و الهلال التابع للأرض واحد فإذا رُؤِيَ في بلد وجب الصيام على جميع المسلمين، و هذا رأي الجمهور، و منهم المالكية بدليل الحديث: "صوموا" إذْ خاطب المسلمين جميعاً، طبعاً مع مراعاة اختلاف المطالع أو الفروق الزمنية بين بلاد العالم الإسلامي, لكن تفرّق المسلمين سياسيّاً هو الذي يحول دون تحقيق توحّدهم في الصيام و الإفطار.
  7. و هل يجوز الأخذ بقول علماء الفلك في إثبات دخول رمضان؟
    أكثر العلماء على أنه لا يجوز، و حكى ابن تيميّة بوقوع إجماع على ذلك قبل نهاية القرن الثالث الهجري، و منهم من قال: يجوز(مثل المفسّر و المحدّث محمد رشيد رضا-رحمه الله-, و المحدث الكبير أحمد شاكر-رحمه الله-)..و ذلك لأن العلم الصحيح لا يناقض الشرع الصحيح, و نحن نأخذ بقول علماء الفلك في تحديد أوقات الصلاة، و هي أعظم من الصيام, و نصدق ما يقررونه عن الخسوف و الكسوف، فكيف لا نأخذ به في الصيام؟! و يقول الله تعالى: ï´؟ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ï´¾ [الرحمن : 5], وكذا قوله تعالى: ï´؟ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ï´¾ [يونس : 5], حيث امتنّ الله تعالى على عباده بجعل هذين الكوكبين دليلًا يعتمد عليه في حساب وعد الشهور و السنين.
    و عندما قال -صلى الله عليه و سلم-: "إنّا أُمَّةٌ أُمِّيةٌ لا نَكتُبُ ولا نَحسُبُ، الشهرُ هكذا وهكذا, يَعني مرَّةً تسعةً وعشرينَ ومرَّةً ثلاثين"أخرجه البخاري و مسلم عن ابن عمر، كان يتحدّث عن العرب في بداية الإسلام, و لكنه بعد ذلك محى عنهم صلى الله عليه و سلم تلكَ الأمية ,قال الله تعالى: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" سورة الجمعة/2،قال محمد عبده-رحمه الله-:"الكتاب معناه: الكتابة"، و قد امتنّ الله تعالى على عباده، فقال: "الذي علّم بالقلم" فلم يعد المسلمون أمّيّين، بل هم الذين نشروا العلم في ربوع العالم.
    و لعل الرأي الأوفق:
    أ-
    أن نعتمدَ الرؤية بالعين المجرّدة و بالمناظر الفلكيّة مراعاة للخلاف و لتحقيق التعبّد بهاته الوسيلة كما يرى المانعون.
    ب- ما يراه شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي-حفظه الله- و غيره و هو أن نأخذ بقول علماء الفلك في حالة النفي، أي إذا قالوا بأنه لم يحدث اقتران، أو لم يولد الهلال، أو يستحيل رؤيته لأنه يغيب قبل الشمس أو معها، فلا ينبغي فتح مكاتب لجان الشؤون الدينية لاستقبال الشهود، لأن شهادتهم مخالفة للعلم.
    كما هو الحال هذا العام حيث ولد الهلال اليوم 15/05/2018م الموافق لـ: 29شعبان 1439هـ على الساعة 12 و48د، بحيث يغيب قبل الشمس فلا تمكن رؤيته، و قد راعت بعض الدول الاسلامية هذا الأمر، مثل سلطنة عمان، التي صدر بيان وزارتها للشؤون الدينية و الأوقاف ليعلن عن دخول رمضان 10أيام قبل موعده مبررين ذلك بـ "عملا بما استقر عليه العمل من عدم قبول العمل في قبول البلاغات ( شهادات عن رؤية الهلال) في مثل هذه الحالة، لمناقضتها الواقع والعلم حينما تنفي حقائق العلم بإمكانية الرؤية بشكل قاطع".
    ج- و الأمل أن تتوحّد الأمّة الإسلاميّة في الصيام كما تتوحّد في الحج.
    و الله أعلم.
 
التعديل الأخير:
أعلى