العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ما يستحب من الأسماء وما يحرم وما يكره وما يباح

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
قال ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد: لما كانت الأسماء قوالب للمعاني، ودالة عليها، اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها، فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك، والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسمَّيات، وللمسمَّيات تأثُّر عن أسمائها في الحُسن والقُبح، والخِفَّة والثِقَل، واللَّطافة والكثافة؛ كما قيل:وقلَّما أبصرت عيناك ذا لقبٍ ... إلا ومعناه إنْ فكرتَ في لقبه
«وكان صلى الله عليه وسلم يستحبُّ الاسم الحسن، وأمر إذا أبْرَدوا إليه بريداً أن يكون حسن الاسم حسن الوجه». وكان يأخذ المعاني من أسمائها في المنام واليقظة، كما «رأى أنَّه وأصحابَه في دار عقبة بن رافع، فأتوا برطب من رطب ابن طاب، فأوَّله بأنَّ لهم الرِّفعة في الدنيا، والعاقبةَ في الآخرة، وأنَّ الدِّين الذي قد اختاره الله لهم قد أرطب وطاب، وتأوَّل سهولة أمرهم يوم الحديبية من مجيء سهيل بن عمرو إليه».
«وندب جماعةً إلى حلب شاة، فقام رجل يحلبها، فقال:" ما اسمك؟ " قال:" مُرَّة فقال: اجلس، فقام آخر، فقال:" ما اسمك؟" قال: أظنُّه حرب، فقال: اجلس، فقام آخر، فقال:" ما اسمك؟ " فقال: يعيش، فقال: " احلبها».
وكان يكره الأمكنةَ المنكَرةَ الأسماءَ، ويكره العبور فيها، كما مرَّ في بعض غزواته بين جبلين، فسأل عن اسميهما، فقالوا: فاضِح ومُخْزٍ، فعدَلَ عنهما، ولم يجُزْ بينهما."

لذا لخصتُ باب ما يستحب من الأسماء وما يكره وما يحرم وما يباح في هذه الأسطر:

أولاً: الأسماء المستحبة:
1- أسماء الأنبياء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تَسَمَّوْا بأسماء الأنبياء..".
2- عبد الله وعبد الرحمن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ..وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ.." وكذلك سائر الأسماء المعبَّدة لله تعالى، مثل: عبد الرحيم، عبد الملك، عبد الصمد..
أما حديث:"خير الأسماء ما حُمِّد وعُبِّد" فلا أصل له.
ثانياً: الأسماء المحرمة:
1- التسمي بالأسماء الخاصة بالله تعالى، وهي: الله، والرحمن، والحَكَم، والأحد، والصمد، والخالق، والرزاق، والجبار، والمتكبر ، والأول، والآخر، والباطن، وعلام الغيوب.
وأما باقي الأسماء الحسنى، فيجوز التسمي بها، لكن دون أل التعريف، فيسمى: كريم، رحيم، لطيف، ولا يسمى: الرحيم، والكريم، واللطيف.
2- ما عُبِّد لغير الله تعالى، مثل: عبد الكعبة، عبد النبي، عبد الحسين.
3- التسمية ب (ملك الملوك)، أو (ملك الأملاك)، أو (سلطان السلاطين)..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ أخنع اسم عند الله رجلٌ يسمَّى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله". وأخنع: يعني أذلّ، وأحقر.
وقال بعض العلماء: ومثلها: (قاضي القضاة)، و(حاكم الحكام).
4- التسمية ب (سيد الناس)، (سيد الكل)، (سيد ولد آدم)؛ لأن هذا ليس إلا للرسول صلى الله عليه وسلم.
5- التسمي بأسماء الأصنام.
6- التسمية بأسماء الشياطين، مثل: إبليس، وخنزب.
ثالثاً: الأسماء المكروهة:
1- ما فيه تزكية النفس، مثل: تقية، عابدة، مؤمن.. وتزكية النفس هو وصفها بالتقوى والإيمان والطاعة.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ، اللهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ".
2- التسمية بما تنفر منه القلوب، لمعانيها، أو ألفاظها، لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم فضلاً عن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء.
3- التسمي بأسماء فيها معانٍ رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير، كفاتن ودلع ومغناج.
4- التسمي بأفلح ونافع ورباح ويسار، لأنَّ ذلك قد يكون ذريعة إلى ما يُكره من الطِيَرة بأن يقال: ليس هاهنا يسار، ولا رباح، ولا أفلح. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم :"لَا تُسمِّينَّ غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجاحاً ولا أَفْلح؛ فإنَّك تَقول: أثَمَّ هو؟ فَلَا يكون؛ فَيَقُول لَا". وفي معنى هذا: مبارك، ومفلح، وخير، وسرور، ونعمة، وما أشبه ذلك؛ فإنَّ المعنى الذي كره له النبيُّ هالتسميةَ بتلك الأربع موجود فيها فإنَّه يقال: أعندك خير؟ أعندك سرور؟ أعندك نعمة؟ فيقول: لا؛ فتشمئزُّ القلوب من ذلك، وتتطيَّر به، وتدخل في باب المنطِق المكروه.
5- تعمُّد التسمي بأسماء الفساق المجّان من الممثلين والمطربين وعُمَّار خشبات المسارح باللهو الباطل.
6- التسمية بأسماء فيها معانٍ تدلُّ على الإثم والمعصية .(عاصي، ظالم)
7- التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة (فرعون، قارون..)
8- التسمية بالأسماء الأعجمية المولَّدة للكافرين الخاصة بهم .
9- التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة مثل كلب وحمار وتيس ونحو ذلك .
10- التسمية بكل اسم مضاف إلى لفظ ( الدين ) ولفظ ( الإسلام ) مما يحمل معنى التزكية للمسمى مثل : نور الدين ، ضياء الدين ، سيف الإسلام ، نور الإسلام.
11- التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام. أما تسمية النساء بأسماء الملائكة، فظاهره الحرمة ، لأن فيها مشابهة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم .
12- التسمية بأسماء سور القرآن، مثل: طه، ويس، وحم..
رابعاً: الأسماء المباحة:
كل الأسماء عدا المذكورة.
 
أعلى