العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

فهم التشيع ج 10 أهل البيت: المفهوم والأبعاد الدينية والسياسية

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
أهل البيت: المفهوم والأبعاد الدينية والسياسية

تعدّ مسألة "أهل البيت" حجر الأساس الذي يقوم عليه الفكر السياسي والعقدي الشيعي؛ فأحقية "أهل البيت" بوراثة النبي صلى الله عليه وسلم سياسيا ودينيا هي الأساس الذي يقوم عليه ذلك الفكر، وهي المحور الذي ظل يدور حوله ويفتخر به، فهم يحرصون دائما على القول بأنهم أتباع "أهل البيت" وأن فقههم هو فِقْه "أهل البيت"، وهذا يعني أنهم أتباع الحقّ الذين ورثوا الهدي النبوي، أما غيرهم فإنما يتبعون دعاة على أبواب جهنم من أمثال أبي بكر وعمر وعائشة. وتقوم نظرية الشيعة الإثني عشرية على حصر "أهل البيت" في علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ثم ألحقوا بهم أئمتهم الثمانية الآخرين والشخص التاسع الذي افترضوا وجوده -وهو غير موجود أصلا- وجعلوه الإمام الثاني عشر، وسموه المهدي المنتظر.

إن السبب الذي جعل منظّري الشيعة الإثني عشرية ينقلون مصطلح "أهل البيت" من البيت النّبوي إلى البيت العلوي (بيت عليّ بن أبي طالب) أن
نشأة التيار الشيعي كانت نشأة سياسية تعتمد على تقديم علي بن أبي طالب بالخلافة بسبب قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم جعل الخلافة وراثية في ذريته. ومع مرور الوقت وتطور الفكر العقدي الشيعي ظهرت فكرة العصمة للأشخاص الذين افترضوهم أئمة لهم، وكانت تلك الفكرة محاولة لتحقيق نَصْر نظري على التيارات السياسية والفكرية المخالفة بادعاء أن زعماءهم الروحيين (الأئمة) يتفوّقون على زعماء التيارات المخالفة بكونهم معصومين ورثوا النبوة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الأمر الذي يعطيهم الأولوية المطلقة في الزعامة الدينية والدنيوية. وكان التيار الشيعي في حاجة إلى تسجيل هذا النّصر النظري للتعويض عن الهزائم الميدانية التي مُنِيَ بها في صراعه السياسي من أجل الاستيلاء على الحكم، وإعطاء أتباعه دفعا معنويا يجعلهم يشعرون أنهم أفضل من غيرهم من الناحية الدينية على الرغم من كونهم أقلية وفشلهم في محاولات الاستيلاء على الحكم.

وبسبب عدم وجود أساس شرعي لدعم فكرة العصمة سعى منظرو التيار الشيعي إلى ربطها بآية التطهير، حيث يكون التطهير علامة على العصمة. ولكن المشكلة أن آية التطهير تتحدث عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهم زوجاته، وليس عن أهل بيت علي بن أبي طالب. ومن أجل حلّ هذه الإشكالية عمد منظرو التيار الشيعي إلى نسج شبكة من الأخبار تنص على أن المراد بأهل البيت هم: عليّ وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين، وأن تلك الأخبار المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخرجت زوجاته أمهات المؤمنين من مفهوم أهل البيت، ونقلت هذا المفهوم إلى هؤلاء الأربعة. ثم بعد ذلك ألحقوا بهؤلاء الأربعة الأشخاص الآخرين الذين اختاروهم أئمة لهم.


أولا: مفهوم أهل البيت

جاء في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي: "أهل الرجل زوجه، وأخصّ الناس به. التّأهُّل التّزوُّج، وأهل البيت سكّانه، وأهل الإسلام من يدين به".([1]) هذا الكلام يبيّن أن أوّل ما يُطْلَقُ عليه لفظ "أهل" هي الزوجة، فكلمة "أهل" في اللغة تشمل الزوجة قبل الأولاد، كما أن مصطلح "أهل البيت" يعني كلّ سكّان البيت. وهذا يبطل ما يزعمه بعض كُتّاب الشيعة من أن كلمة "أهل" في اللغة العربية لا تشمل الزوجة، ولا تُطلق عليها إلاّ بقرينة،([2]) فهو زعم مخالف لكلام أهل اللغة ومعهود العرب في استعمال كلمة "أهل". كما أنه مخالف لصريح القرآن الكريم، فالقرآن الكريم -وهو أصل اللغة العربية- يستعمل كلمة "أهل" أو "أهل البيت" بمعنى الزوجة خصوصاً، أو الزوجة والأولاد، ومن ذلك: قوله سبحانه وتعالى عن أهل إبراهيم عليه السلام: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (*) قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (*) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).([3]) والمقصود بأهل البيت هنا إبراهيم عليه السلام وزوجته؛ إذ لم يكن لهما في ذلك الوقت أولاد تشملهم عبارة "أهل البيت".

وفي قول الله سبحانه وتعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)([4]) نجد أنّ أوّل من يجب على الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم بالصلاة من أهله هم زوجاته.


وفي قول الله سبحانه وتعالى: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)([5])حديث عن غزوة أُحُد، وكان أهل الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت هم زوجاته وبناته، ولم يكن الحسن والحسين قد وُلِدَا بَعْدُ في ذلك الوقت حتّى يكونا مقصودين بالآية.


وقول الله سبحانه وتعالى عن موسى عليه السلام لَمّا كان راجعاً من مدين إلى مصر مع أهله: (إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)،([6]) وقوله تعالى: (إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى)([7]) لا خلاف في دلالة "الأهل" في هذه الآيات على الزوجة، وبذلك فسَّرها المفسّر الشيعي الطباطبائي، حيث قال: "المراد بأهله امرأته، وهي بنت شعيب".([8])


هذا القرآن الكريم ناطقٌ صراحة لا كناية بأنّ أوّل من يشمله مصطلح "أهل/أهل البيت" هي الزوجة، فكيف يمكن بعد ذلك أن يُقَال إنه لا يُطْلَقُ على الزوجة إلاّ بقرينة تدلّ عليه؟!


ثانيا: تطهير أهل البيت ودلالاته الدينية والسياسية

آية التطهير في من نزلت؟
يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا (*) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (*) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا).([9])

يزعم الشيعة الإثني عشرية أن قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) -وهي التي يسمونها آية التطهير- نزلت خصوصاً في عليّ بن أبي طالب وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين، ولا يدخل فيها زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.


ونحن إذا نظرنا في الآيات السابقة نجد أنها تتحدّث عن إرشادات وتوجيهات لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أثناء تلك الإرشادات والتوجيهات بيانٌ للغرض والحكمة منها، وهو تطْهِيرهن وإذهاب الرجس عن أهل البيت النبوي الشريف. ولفظ "إنما" صريح في الدلالة على ذلك؛ فهو وارد لتعليل تلك التوجيهات والإرشادات وبيان الحكمة منها، وهي إذهاب الرّجس عن أهل البيت وتطهيرهم.


وما يُسمى "آية التطهير" لا تمثِّل آية مستقلة بل هي مقطع من آية، والآية الكاملة هي: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).([10]) فهل يمكن أن تكون العبارات الأولى من الآية في زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والعبارات الأخيرة تُخْرِجُهُنّ من معناها؟ وأنت ترى أن المقطع الذي يتحدّث عن إذهاب الرجس والتّطهير إنّما هو تعليل وبيان للحِكْمَة من تلك الأوامر التي أمَرَ الله عزّ وجلّ بها زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، فهل يمكن أن يكون الحُكْمُ الـمُعَلَّلُ يتحدّث عن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والعِلّة تتحدّث عن غيرهن وتخرجهنّ منها؟ هل يمكن فَصْلُ العلّة عن الحُكْمِ الـمُعَلَّل؟ وعلى ماذا يعود التّعليل إذا قطع عنه الحُكْمُ الـمُعَلَّلُ؟


نعم، لو كان ما يسمى "آية التطهير" آية مستقلَّة ولم تُصَدَّر بأداة التعليل لكان من الممكن القولُ بأنّ لها سبباً خاصّاً في النُّزول يختلف عن الآيات السابقة واللاحقة لها، ولكن تصديرها بأداة التعليل يجعل فَصْلَهَا عمّا قَبْلَها أمراً مستحيلاً؛ فكيف يمكن فصل العلة عن المعلول؟


أما استخدام صيغة التذكير في قوله تعالى: (لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ) فلأن الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل مع زوجاته وبناته في أهل البيت، وهو مثل قوله تعالى في إبراهيم عليه السلام: (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) والمراد زوجته وهو عليه السلام.


وزيادة على كون سياق الآيات في غاية الوضوح على أن المراد بأهل البيت فيها زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن الاستعمال اللغوي والعرف الشرعي ينفيان دخول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أهل البيت. فهو ليس من أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس فردا من أفراد البيت النبوي، وعلاقته بالرسول صلى الله عليه وسلم تقتصر على كونه ابن عمه وصهره. ونحن نتساءل: ما السبب في إدخاله ضمن أهل بيت النبوة؟ إذا كان سبب ذلك المصاهرة فعثمان بن عفان رضي الله عنه ينبغي أن يكون أيضا من أهل بيت النبوة لأنه تزوح بنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم. وإذا كان السبب هو كونه ابن عمه، فأبناء عمومة الرسول صلى الله عليه وسلم كُثُر، فهم أيضا يكونون من أهل بيت النبوة.


أما ما نُسج من الآثار المرويّة حول هذه الآية وسبب نزولها فإنها ليس فيها خبر ثابت الصحة، ويظهر ذلك من خلال النظر في مَتْن تلك الأخبار وفي أسانيدها. أما من حيث المتن فإن مضمونها مخالف لما هو ثابت في القرآن الكريم من أن المراد بأهل البيت الزوجات والأولاد، وليس من الممكن أن يعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى إخراج زوجاته وأولاده من أهل بيته، وإحلال أهل بيت علي بن أبي طالب مكانهم، فهل يمكن لنبيّ أن يتبرأ من أهله ويدخل غيرهم مكانهم؟ وما الداعي إلى ذلك؟ إذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لعلي بن أبي طالب وأهل بيته بالتطهير وإذهاب الرجس فإنه يفعل ذلك دون حاجة إلى أن يحلهم محلّ أهل بيته.


أما من حيث السند، فإن أسانيد تلك الأخبار كلها تشتمل على رواة مجروحين. وأفضل تلك الروايات هي الرواية الواردة عند مسلم:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ -وَاللَّفْظُ لأَبِي بَكْرٍ- قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، قَالَتْ: قَالَتْ عَائِشَةُ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ، مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).([11]) عند النظر في أسانيد هذه الرواية نجدها تلتقي في مصعب بن شيبة، وهو راوٍ تكلّم فيه علماء الجرح والتعديل واختلفوا في توثيقه: وثّقه العجلي، وضعّفه آخرون منهم: أحمد بن حنبل وأبو حاتم والدارقطني. جاء في ميزان الاعتدال: "مصعب بن شيبة الحجبي المكي... قال أبو حاتم: لا يحمدونه. وقال غيره: ثقة. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال أحمد: أحاديثه مناكير."([12]) وجاء في تهذيب التهذيب لابن حجر: "قال الأثرم عن أحمد: روى أحاديث مناكير. وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: لا يحمدونه وليس بقوي. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث. وقال النسائي: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: في حديثه شيء. قلت: وقال الدارقطني: ليس بالقوي ولا بالحافظ... وقال ابن عدي: تكلّموا في حفظه. وقال العجلي: ثقة."([13])وخلاصة القول فيه ما ذكره الذهبي في الكاشف، حيث قال: "فيه ضعف."([14]) وما ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب، حيث قال: "لين الحديث".([15])

وبهذا يتبيّن أن هذا الراوي مجروح، وهو أمرٌ يشكك في ثبوت روايته، وقد روي عن الإمام أحمد أنه وصف روايته بأنها منكرة؛
جاء في موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله: "قال أحمد بن محمد بن هانىء: ذكرت لأبي عبد الله الوضوء من الحجامة، فقال: ذاك حديث منكر، رواه مصعب بن شيبة، أحاديثه مناكير، منها هذا الحديث، وعشرة من الفطرة، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه مرط مرجل... وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: مصعب بن شيبة روى أحاديث مناكير."[16] ومما يلقي بظلال الشك على ثبوتها أنها منسوجة على مقاس نظرية الشيعة في الإمامة، وأنها تعارض بشكل جليّ صريح القرآن الكريم الذي ينص على أن التطهير وإذهاب الرجز متعلق في الأساس بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا كله يرجح أنها رواية تسرّبت من الفكر الشيعي.

والظاهر أن الإمام مسلم رحمه الله أورد هذه الرواية في كتابه -على ما في سندها من ضعف- لأنه لم يجد ما هو أفضل منها في بابها فكانت هي الرواية الوحيدة التي أوردها في فضائل أهل البيت،([17]) وربما كان ذلك من باب التساهل في الروايات المتعلقة بالمناقب واستئناسا برأي من وثّق ذلك الراوي. والواقع أنه ينبغي التشديد في الروايات المتعلقة بالمناقب، خاصة ما كان منها متعلقا بالصراع السياسي والفكري الذي وقع في صدر الإسلام؛ لأن موضوع المناقب كان
مَرْتَعا خصْباً لوضْع الأخبار، ولا ينبغي أن يُقبل منها إلا ما كان ثابت الصحة لا تشوبه شائبة.

أما عن كيفية نَسْج رجال الشيعة لتلك الشبكة من الروايات حول مفهوم أهل البيت وربطه بآية التطهير فالظاهر أن أصل قصة الكساء صحيح يرجع إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا في وقت من أوقات البرد وعليه كساء يتدفأ به، فجاءه الحسن والحسين وهما طفلان صغيران فأدخلهما معه تحت الكساء للتدفئة والمداعبة كما يفعل الآباء والأجداد عادة مع أولادهم الصغار في مثل تلك الحال. ثم أخذ رجال الشيعة هذه الحادثة وبدأو بالنسج حولها، فأضافوا إليها فاطمة وعلي، ثم أضافوا قوله: هؤلاء أهل بيتي مع ربط ذلك بالآية، وبذلك يتمكنوا من ربط الآية بأسرة علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وادعاء أنهم هم أهل البيت، ثم بعد ذلك ربطوا التطهير بفكرة عصمة أئمة الشيعة الإثني عشرية.


الأبعاد السياسية والدينية لـ"آية التطهير"

بغضِّ النَّظر عَمَّنْ يشملهم لفظ أهل البيت وتشملهم إرادة التطهير، فإن الانتماء إلى البيت النبوي والتطهير لا يحملان بُعدا دينيّاً ولا سياسيّاً؛ فأولاد الأنبياء وأقاربهم ليسوا أنبياء، بل هم بَشَرٌ مثل غيرهم من البشر ينطبق عليهم قول الله تعالى: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (*) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)([18]) إن النسب قد يُعطي لصاحبه امتيازات اجتماعية حين يتفاضل الناس في الدنيا بالأنساب، ولكنه في ميزان الله تعالى لا يقدم ولا يؤخر، فميزان التفاضل في الدين هو التقوى كما بيّن ذلك القرآن في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)،([19]) وكما بيّن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، سَلِينِي بِمَا شِئْتِ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا."([20]) وقوله صلى الله عليه وسلم: "ومَنْ بَطَّأ به عَمَلُهُ لم يُسْرِع به نَسَبُه."([21])

إن مصدر التشريع في الإسلام محصور في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس أهل البيت ولا الصحابة ولا غيرهم مصدرا للتشريع في الإسلام. والصحابة -ومنهم عليّ والحسن والحسين- وأهل بيت النبوّة رضي الله عنهم جميعا كان لهم الفَضْلُ في حِفْظ مصدريْ الإسلام (القرآن والسنة) ونقْلِهما إلينا، ولهم ميزة في فهم مصادر التشريع بحكم معايشتهم لها، ولكننا نفرِّقُ بين ما نقلوه إلينا من القرآن الكريم والسنّة النبويّة، وبين اجتهاداتهم وفهمهم للقرآن والسنّة. فما نقلوه إلينا من القرآن الكريم والسنّة النبويّة يجب علينا العمل به؛ لأنّه كلامُ الله تعالى وكلامُ رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو تشريعٌ مُلْزِمٌ لنا. وأما آراؤهم واجتهاداتهم فهي قابلة للصواب والخطأ، وما كان فيها من خطَأ فإنه لا يَقْدَح في عدالتهم ولا في عُلُوِّ مرتبتهم. إن المصادر الأساسية للإسلام هي القرآن الكريم وسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، ومن أراد أن يجعل لدينه مصادرَ أخرى غير هذين المصدرين، ويُلْزَم نفسه بما لم يُلْزِمه الله تعالى به فهو مسؤول عن نفسه، ولكن لا يحِقّ له أن يفْرِض ذلك على المسلمين.


لقد قام الشيعة بتضخيم ما يسمى "آية التطهير"، وحمّلوها أبعادا لا تحتملها، كل ذلك من أجل تبرير معتقداتهم. ونحن إذا نظرنا في القرآن الكريم نجد أن التطهير ليس خاصا بأهل البيت النبوي، بل هو واقعٌ لغيرهم من المسلمين أيضا. فالآيات التي تحدثت عن إرادة التطهير لأهل البيت ربطت ذلك التطهير بمجموعة من الأوامر والإرشادات. وكذلك نجد القرآن الكريم يتحدث عن تطهير وتزكية نفوس الذين يؤدون زكاة أموالهم في قوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
([22]) ونجد القرآن الكريم يتحدث عن تطهير الصحابة الذين كانوا في غزوة أحد وإذهاب رجز الشيطان عنهم بما أنزله عليهم من السماء من ماء في قوله تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ).([23]) كما يتحدث القرآن الكريم عن جعل الوضوء والتيمم تطهيرا للمؤمنين في قوله تعالى: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).([24])

وينبغي عدم الخلط بين التّطْهير والعِصْمَة، فالتّطْهير شيء والعِصْمة شيء آخر، ولا يلزم من التّطهير العِصْمة. ولو كان التطهير يقتضي العصمة لثبتت العصمة للذين اشتركوا في غزوة أحد لأن القرآن نص على تطهيرهم وإذهاب رجز الشيطان عنهم، وللذين يؤدون زكاة أموالهم إيمانا واحتسابا، وللمؤمنين الذين يتطهرون بالوضوء والتيمم.


ثالثا: فاطمة الزهراء وأبو بكر الصديق

تماشيا مع نظرية المؤامرة التي يروِّج لها الشيعة من أجل استعطاف الناس، تُظهر المصادر الشيعية الصحابة -خاصة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب- بمظهر المتآمرين ليس فقط ضدّ علي بن أبي طالب بحرمانه من حقه في الخلافة، بل ضد فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم. والغرض من هذا رسم صورة للصحابة على أنهم لم يكتفوا بعصيان الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، وخيانته بعد موته حين لم ينفذوا الوصية المزعومة بأن يكون علي بن أبي طالب هو وريثه في الحكم من بعده، بل تعدى الأمر ذلك إلى التآمر على أسرة الرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة ابنته فاطمة من خلال حرمانها من ميراثها نكاية وحقدا!

لقد سجّل لنا التاريخ حوادث كثيرة رُفِعَت إلى الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليحكم فيها، فحكم فيها بما عنده أو عند الصحابة من السنّة النبوية. ومنها أنّ جدّةً جاءت إلى أبي بكر تسأله حقّها في الميراث من حفيدها الذي مات، ولم يجد لها أبو بكر حقّاً في القرآن الكريم ولا فيما يعلم من السنّة فأَرْجَأَ الحكم في المسألة حتى يسأل أصحابه إنْ كان أحدهم يعلم قضاءً للرسول صلى الله عليه وسلم في المسألة. ولما سأل عن ذلك شهد صحابيّان بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قضى لها بالسدس، وعند ذلك قضى لها أبو بكر بقضاء الرسول صلى الله عليه وسلم.
([25])

وكان من القضايا التي رُفِعَت إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه قضيّة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد أرسلت تطلب ميراثها من الرسول صلى الله عليه وسلم، فقضى أبو بكر في المسألة بما عنده من نصوص شرعيّة، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ. إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ -يَعْنِي مَالَ اللَّهِ- لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَأْكَلِ. وَإِنِّي وَاللَّهِ لا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
([26])

وأبو بكر رضي الله عنه في هذه المسألة كما في المسألة التي قبلها قاضٍ، والقاضي إنما يقضي بما هو منصوص عليه في القانون المعمول به وبما يفهمه من ذلك القانون، وقد وجد أَمَامَه حديثاً سَمِعَه هو نفسه من الرسول صلى الله عليه وسلم بأنّ الأنبيّاء لا يورثون، وأن ما تركوه يكون صدقة لبيت مال المسلمين، وتكون نفقة أهل الرسول صلى الله عليه وسلم من بيت مال الدولة، فقضى بذلك.


ولا فرق أمام القضاء الإسلامي بين جميع المواطنين، ولا امتيّاز لأحد مهما كانت رتبته؛ فكون فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعطيها امتيازاً خاصّاً أمام القضاء. وهذا حُكْم الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته، فقد قال قولته المشهورة -عندما أراد بعض الناس الشّفاعة في عقوبة شرعيّة ثَبَتَتْ على امرأة من قومٍ ذوي مكانةٍ اجتماعيّة عاليّة: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا".
([27]) إنه إعلان صريح بمساواة الناس جميعاً أمام القضاء الإسلامي بما في ذلك بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.

ويتساءل الإنسان هنا: ما الدافع الذي يمكن أن يدفع أبا بكر الصديق إلى حرمان فاطمة من ميراثها ظلماً وعدواناً كما يقول الشيعة؟

لو كانت القضيّة التي رُفعت إلى أبي بكر فيها نزاع بين فاطمة وأحد أقارب أبي بكر أو أصدقائه لأمكن القولُ بأنّ أبا بكر حكم ضدّ فاطمة لأنّه كان يريد أن يحكم لصالح أقاربه أو أصدقائه. ولو كانت القضيّة هي نزاع بين فاطمة وأيّ شخص آخر لأمكن القولُ إنّ أبا بكر حكم ضدّ فاطمة لأنه تلقّى رشوة من الطرف الآخر فحكم لصالحه.

لكن أملاك الرسول صلى الله عليه وسلم التي حكم أبو بكر بأن فاطمة ليس لها حقّ في الإرث منها إنما ذهبت إلى بيت مال الدولة ولم يستفد منها أبو بكر ولا أحد من أقاربه أو أصدقائه. بل على العكس، فإن أقارب أبي بكر وعمر قد خسروا بسبب حكم أبي بكر بعدم إرث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمن المعلوم أنّ الزوجات لهن حقّ في الميراث من الزوج الميّت، وقد كان من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وحُكْمُ أبي بكر بعدم إرث النبي صلى الله عليه وسلم أدّى إلى حرمانهما من حقيهما في الميراث. فحُكْمُ أبي بكر لم يَحْرِم فاطمة فقط، بل حَرَمَ معها ابنته عائشة وابنة عمر بن الخطاب حفصة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم الأخريات.


موقف الشيعة أم موقف فاطمة؟


نعم، لقد غضبت فاطمة رضي الله عنها من حكم أبي بكر الصديق،([28]) ولكنّ تصوير موقف فاطمة رضي الله عنها من ذلك الحكم بالصورة التي تصوِّرها كتب الشيعة فيه مبالغات كثيرة دفعتهم إليها العواطف الجياشة وحِقْدُهُم على أبي بكر لدافع سياسيّ محض هو كونه تولَّى الخلافة قَبْل عليّ بن أبي طالب الذي يعتقدون أنه أولى بالخلافة منه.

وقد نسب الشيعة الإثني عشرية إلى فاطمة رضي الله عنها خطبة درامية طويلة تصوِّرها بصورة امرأة لاهثة وراء متاعٍ من الدنيا زائل، تثور من أجله على أبي بكر وعليّ زوجها، وتترك بيتها وتذهب إلى مجلس أبي بكر ساخطة ثائرة، وتقف خطيبة في المجلس مستعملة عبارات حادّة من السّبّ والشّتْم والتّكفير. ثم ترجع إلى بيت زوجها القاعد في داره المتخاذل عنها، فتصبّ عليه ما بقيّ من غضبها وشتائمها!


وفيما يأتي مقتطفات من تلك الخطبة الطويلة: "...فلما اختار الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم دار أنبيّائه ومأوى أصفيّائه، ظهر فيكم حَسَكَة النِّفَاق...وأطْلَعَ الشيطان رَأْسَه من مغرزه هاتفاً بكم، فأَلْفَاكُم لدعوته مستجيبين...ابْتِدَاراً زعمتم خوف الفتنة! ألاَ في الفتنة سقطوا وإنّ جهنّم محيطة بالكافرين. فهيهات منكم! "وكيف بكم وأنَّى تُؤْفَكُون؟ وكتاب الله بين أظهركم...ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين...وتستجيبون لهتاف الشيطان الغويّ، وإطفاء أنوار الدين الجليّ، وإخماد سنن النبيّ الصفيّ...وأنتم - الآن - تزعمون أن لا إرث لنا، أَفَحُكْم الجاهليّة يبغون؟ ومنْ أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟...يا ابن أبي قحافة! أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟؟ لقد جِئْتَ شيئاً فَرِيّا!!...ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت: ...سرعان ما أحدثتم...ونكصتم بعد الإقدام؟ وأشركتم بعد الإيمان؟...ألا قد قلتُ ما قلتُ على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم...فالتفتت فاطمة (عليها السلام) إلى الناس وقالت: معاشر الناس! المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل القبيح الخاسر، أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟ كلاّ، بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأولتم وساء ما به أشرت...ثم انكفأت (عليها السلام) وأمير المؤمنين عليه السلام يتوقّع رجوعها إليه ويتطلّع طلوعها عليه. فلما استقرّت بها الدّار قالت لأمير المؤمنين عليه السلام: يا ابن أبي طالب! اشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الظنين...".
([29])

الناظر في هذه الخطبة الطويلة يجزم بأنها لا تشبه أسلوب الخطابة في عصر فاطمة رضي الله عنها، وأنها تحمل ملامح أسلوب العصر العباسي أو ما بعده. فقد خُصِّصَ جزءٌ كبيرٌ من الخطبة لبيان الحالة السياسيّة والاجتماعيّة والدينيّة للعالم بصفة عامّة، والعرب بصفة خاصة في وقت نزول الرسالة، ثم استعرضت الخطبة تعليل أبرز عقائد الإسلام وشرائعه. والتفصيل في هذه القضايا غير معهود في السنّة النبويّة وزمن الصحابة والتابعين! وإنما بدأت هذه التعليلات المفصَّلة في زمن متأخِّرٍ عندما اشتدَّ الصراع بين الفلسفة الإسلاميّة والفلسفات الوثنيّة، وظهر الطَّاعنون في شرائع الإسلام. هذا فضلاً عن أنّ المسائل الكلاميّة التي افْتُتِحَتْ بها الخطبة تعكس مرحلة زمنيّة متأخرة جداًّ عن زمن فاطمة رضي الله عنها، وهي مرحلة ظهور الفِرَق الكلاميّة والخلاف بينها في بعض المسائل، ومنها مسألة رؤية الله سبحانه وتعالى، حيث تحرص الخطبة على تأكيد رأي المعتزلة -الذي تَبَنَّاهُ الشيعة الإثني عشريّة فيما بعد- في عدم إمكانية رؤية الله تعالى يوم القيامة، ولم تكن هذه المسألة مُثَارَةً قَبْلَ نهاية القرن الأوّل ناهيك عن وقت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم! وهذه كلّها دلائل تدلّ على أنّ الخطبة إنما وُضِعَتْ في وقت متأخِّر.


كما أنه لم يكن من عادة العرب في ذلك الوقت الإطالة في الخُطَب بهذا الشكل؛ فإذا نظرت في خُطَب الرسول صلى الله عليه وسلم وجدتها لا تتعدى عادة بضعة أسطر، وكذلك خُطَب مشاهير خطباء العرب والصحابة رضي الله عنهم. كما أنه لم يكن من عادة العرب وضع مقدمات طويلة لخطبهم يمهِّدُون بها بين يدي كلامهم، بل كانوا يَلِجُون إلى الموضوع مباشرة. وعلى العكس من ذلك ترى في هذه الخطبة أن المقدمات أكثر من صلب الموضوع، ولم يظهر هذا النوع من الخطب قبل زمن الدولة العباسية. ولم يكن العرب يعدُّون التكلُّف في السَّجْع والمحسِّنات اللفظيّة من علامات الفصاحة؛ فلم تكن الفصاحة عندهم هي صناعة الكلام، وإنما ظهرت صناعة الكلام بما تشتمل عليه من محسنات لفظية وبديعية في الأدب العربي في زمن العباسيين. لقد كانت الخطابة عند العرب سَجِيَّةً، ثم صارت بعد ذلك صناعة، وفاطمة رضي الله عنها عربيّة وبنت أَفْصَح العرب، ونشأت في قبيلة كانت هي أَفْصَح قبائل العرب، فلا يمكن أن تصدر منها خطبة مصنوعة مثل هذه، ولا يُعْقَلُ أن تصدر منها خطبة فيها من صناعة الكلام ما لم يظهر إلاّ بعد ما يقارب القرنين من بعد وفاتها!


إن التَّنَكُّرُ لأهل الفضل شيمة اللؤماء والغلاة. والأنصار -الذين يُنْسَبُ إلى فاطمة أنها سَبَّتْهُم واتهمتهم بالنفاق والرِّدّة والكفر- هم الذين وفَّرُوا الأمْن والسَّكن لها ولأبيها وزوجها وأولادهما، فهل يكون من المعقول أنْ تَعُضَّ فاطمة الزّهراء يَدَ الأنصار، وتَتَنَكَّرَ لفضل أولئك العظماء فتصفهم بالنِّفاق واتِّباع هُتَاف الشيطان وإطفاء نور الإسلام وإخماد سُنَنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ إنّ اللجوء إلى تكفير المخالف واتِّهامه بالنِّفاق والتَّشْكِيك في دينه واستباحة دمه هي صفات الغلاة المتطرِّفين، وقد بدأت مع الرعاع الذين استباحوا دم عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم امتدّ شرُّهم إلى الشيعة الخوارج الذين اختلفوا مع عليّ بن أبي طالب في مسألة الصلح مع معاوية فكفَّرُوه واستباحوا دمه وقتلوه، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الشيعة الذين كفّروا الأمويين والعباسيين، بل وصفوا الصحابة بالنِّفاق والردّة. وحاشا لفاطمة الزهراء أو لعليّ بن أبي طالب أن يكونا من أولئك الغلاة المتطرِّفين، وأن تصدر عنهم مثل هذه المواقف.


غضب فاطمة من غضب الرسول صلى الله عليه وسلم!

كانت فاطمة رضي الله عنها أصغر بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، وللولد الأصغر -عادة- مكانة خاصة عند الوالدين، فهو -عادة- يلقى من العطف والرعاية والدلال ما لا يلقاه من هو أكبر منه. ولم تكن لفاطمة رضي الله عنها ميزة دينيّة تميِّزها عن أخواتها، ولكن بحكم صغر سِنِّها كانت تحتاج إلى رعاية وعناية أكبر مما تحتاجه أخواتها اللاتي صِرْنَ أمّهات يمنحن من العطف والرعاية لأسرهن أكثر من حاجتهنّ للتّلقّي.

وقد حاول الشيعة أن يجعلوا لتلك الرعاية الحانيّة والعاطفة النّبيلة من الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه ابنته الصغيرة دلالةً على خصوصيتها، فحاولوا إعطاءَها بُعداً دينيّاً واستغلالَها في تصفيّة حساباتهم السياسيّة مع أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.


ومن ذلك أنهم أخذوا ما رُوِيَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي" للاستدلال به على أنّ أبا بكر الصديق قد تعرَّض لغضب الرسول صلى الله عليه وسلم وغضب الله سبحانه وتعالى لأنه أغضب فاطمة عندما حكم بأنها لا يحق لها شرعاً أن ترث شيئاً من تَرِكَةِ الرسول صلى الله عليه وسلم.
([30])

ولكن النّاظر في هذا النصّ يجد أنّه لا يدلّ من قريب ولا من بعيد على ما أراده الشيعة؛ فالنصّ قد ورد في عليّ بن أبي طالب لَمّا أغضب فاطمة رضي الله عنهما. ولكن الشيعة قطعوا النصّ عن سياقه، ونقلوه إلى معنى آخر لا علاقة له أصلاً بما ورد فيه.


فسبب ورود هذا النص هو أن عليّ بن أبي طالب أراد أن يتزوّج امرأةً ثانية (بنت أبي جهل) على فاطمة رضي الله عنها، وكان قد تقدّم فعلاً لخطبتها، ولَمّا علمت فاطمة بذلك كان من الطبيعي أن لا ترضى؛ فالمرأة عادة لا ترضى بأن يتزوّج عليها زوجها امرأة ثانية ويحضر لها ضرّة إلى بيتها، فذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تشتكي. ومن الطبيعي أنّ كلّ أب لا يحبّ أن يرى ابنته في وضع غير مريح، كما أنه من الطبيعي أن يحزن الوالدان لحزن أبنائهما، ولذلك اعترض الرسول صلى الله عليه وسلم على رغبة عليّ في الزواج من امرأة ثانية، خاصة وأن المرأة المخطوبة هي بنت أعدى أعداء الإسلام، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن بصراحة أنّ ما يفعله ليس تحريماً لتعدّد الزوجات، ولكنه فقط لا يحبُّ أن يقع ذلك مع ابنته.


وإذا كان في هذه الأحاديث أيّ دلالة على غضب الرسول صلى الله عليه وسلم على أحد، فهي تدلّ على غضبه على عليّ بن أبي طالب الذي وردت فيه، وليس على أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب أو غيرهما من الصحابة.


روى البخاري عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي".
([31])

وروى البخاري أيضا عن عَلِيّ بْن حُسَيْنٍ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ قَالَ: "إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ! فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا، وَاللَّهِ لا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ. فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ".
([32])

وروى البخاري أيضا عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُوا فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَلا آذَنُ ثُمَّ لا آذَنُ ثُمَّ لا آذَنُ إِلاَّ أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا".
([33])

وفي رواية أخرى للإمام أحمد أنه قال: "...وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلالاً وَلا أُحِلُّ حَرَامًا وَلَكِنْ وَاللَّهِ لا تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللَّهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا".
([34])

([1]) الفراهيدي، الخليل بن أحمد. (د.ت.). كتاب العين. تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي. (د.م.): دار ومكتبة الهلال. ج4. ص89.
([2]) يقول الكاتب الشيعي محمد مهدي الآصفي: "ويظهر من مراجعة اللغة والحديث أن كلمة (الأهل) و(الآل) لا تطلق على الزوجة إلاّ بقرينة تدلّ عليه، فإذا خلا الكلام من أي قرينة، فإنه يدلّ على أهله الذين يتصل إليهم بنسب قريب". محمد مهدي الآصفي. آية التطهير، مبحث: الروايات المخالفة، http://www.al-islam.org/short/ arabic/tathir/4.htm.
([3]) هود: 71-73.
([4]) طه: 132.
([5]) آل عمران: 121.
([6]) النمل: 7.
([7]) طه: 10.
([8]) الطباطبائي. الميزان في تفسير القرآن. ج15. ص342. نقلا عن: عبد الحميد خروب: رواية الحديث عند الشيعة الإمامية. ص87.
([9]) الأحزاب: 32-34.
([10]) الأحزاب: 33.
([11]) مسلم. صحيح مسلم. كتاب الفضائل. باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. ج4. ص1883.
([12])
الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان. (1382هـ/1963م). ميزان الاعتدال في نقد الرجال. تحقيق: علي محمد البجاوي. بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر. ج4. ص120.
([13]) ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي. (1326هـ). تهذيب التهذيب. الهند: مطبعة دائرة المعارف النظامية. ج10. ص162. وقد أورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين فقال: "مُصعب بن شيبَة الحَجبي يروي عَن طلق بن حبيب قَالَ أحْمَد روى أَحَادِيث مَنَاكِير، وَقَالَ الدراقطني لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَلا بِالْحَافِظِ." (ابن الجوزي، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن. (1406هـ). الضعفاء والمتروكون. تحقيق: عبد الله القاضي. بيروت: دار الكتب العلمية. ج3. ص123.
([14]) الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان. (1413هـ/ 1992م). الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة. تحقيق: محمد عوامة أحمد محمد نمر الخطيب. جدة: دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن. ج2. ص267.
([15]) ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي. (1406هـ/ 1986م). تقريب التهذيب. تحقيق: محمد عوامة. سوريا: دار الرشيد. ص533.
[16] السيد أبو المعاطي النوري وآخرون (جمع وترتيب). موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله. (1417هـ/1997م). بيروت: عالم الكتب. ج3. ص357.
([17]) انظر: مسلم. صحيح مسلم. كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم. باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. ج4. ص1883، حيث اكتفى بإيراد هذه الرواية فقط لأنه لم يجد ما يصحّ في هذا الباب.
([18]) النساء: 123-124.
([19]) الحجرات: 13.
([20]) مسلم. صحيح مسلم. كتاب الإيمان. باب في قوله تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين. ج1. ص192؛ البخاري. صحيح البخاري. كتاب تفسير القرآن. باب في قوله تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين. ج6. ص111.
([21]) مسلم. صحيح مسلم. كتاب الذكر والدعاء. باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر. ج4. ص2074.
([22]) التوبة: 103.
([23]) الأنفال: 11.
([24]) المائدة: 6.
([25]) الترمذي. سنن الترمذي. أبواب الفرائض. باب ما جاء في ميراث الجدة. ج3. ص490-491.
([26]) البخاري. صحيح البخاري.كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم. ج4. ص578-579.
([27]) روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّتْهُمُ الْمَرْأَةُ الْمَخْزُومِيَّةُ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا." البخاري. صحيح البخاري، كتاب قطع السارق. ج8. ص160.
([28]) جاء في رواية البخاري لقصة حكم أبي بكر في قضية ميراث فاطمة رضي الله عنها من الرسول صلى الله عليه وسلم: "… فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلاً وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ…" البخاري. صحيح البخاري. كتاب المغازي. باب غزوة خيبر. ج5. ص99.
([29]) النص الكامل للخطبة موجود على الرابط الآتي: http://www.al-islam.org/arabic/short/KhutbatFatima.htm .
([30]) السماوي. ثم اهتديت. ص141 وما بعدها.
([31]) البخاري. صحيح البخاري. كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم. ج4. ص579.
([32]) البخاري. صحيح البخاري. كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم. ج4. ص582.
([33]) البخاري. صحيح البخاري. كتاب النكاح. باب ذبّ الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف. ج6. ص489.
([34]) أحمد بن حنبل. مسند أحمد. ج31. ص228.
 
إنضم
28 نوفمبر 2008
المشاركات
62
الإقامة
مكة المكرمة
الجنس
ذكر
التخصص
كيمياء
الدولة
السعودية
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: فهم التشيع ج 10 أهل البيت: المفهوم والأبعاد الدينية والسياسية

المقال جميل وفيه اكثر من نص يمكن الجدل والحوار فيه

لكن السؤال هو لماذا تم حصر الصراع بين فاطمة وابو بكر
مع ان هناك مسببات للصراع لم تذكر

صراع ابو بكر وفاطمة كان في ارض فدك وهذه الارض خالصة للرسول او افاء الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بها

كان هذا في السنة السابعة والرسول انتقل لجوار ربه في اوائل السنة الحادية عشرة تقريبا لدينا ثلاث سنوات فهل يعقل ان انسان له نصيب من هذه الارض و يقال له انها لا تورث
او كما قال سيدنا ابو بكر في بعض الروايات : لا نورث، ما تركنا فهو صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله

لم ينكر ان لهم فيها رزقا وهو واضح من قوله : إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله
https://dorar.net/firq/1329/المطلب-الرابع-عشر:-قضية-فدك


لو تفضلت ونظرت الحديث
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة


https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12323&idto=12330&bk_no=52&ID=3708


6346 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة والعباس عليهما السلام أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال قال أبو بكر والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت حدثنا إسماعيل بن أبان أخبرنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة

فهي لم تذهب الى ابو بكر لوحدها وحقيقة لو نظرت لكتب الرافضة ستجد العجب لكن نترك العجب هناك وننظر الحديث وفيه من قول سيدنا ابو بكر
لا نورث ما تركنا صدقة : الحديث يقول يطلبان ارضيهما
إنما يأكل آل محمد من هذا المال : لم ينكر ابو بكر ان لهما حقا لكن هناك مانع يمنعه من تسليم فاطمة نصيبها تديره كيفما ارادت
قال أبو بكر والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته : لكلام يحمل تطمينا لفاطمة اكثر من العباس بان ابو سيفعل مثلما كان الرسول يفعل

الحقيقة هي ان ابو بكر هنا منع فاطمة شيئا اتت لأجله غير ماقيل بانها تطلب الارض كلها بل هي تعرف ان لها سهما كغيرها لكن تريد ان تجعل ادارة هذا السهم للعباس فقط

وهذا هو سبب جعل الصراع او الخلاف بين فاطمة وابو بكر بسبب كمالهما فما يقال في فاطمة بانها تجهل ان الانبياء لا يورثون لا ينقص كمالها ولو قيل ان ابو بكر منع فاطمة حقها لا ينقص كماله ولكن لو قيل ان العباس حرض فاطمة على ابي بكر فهو نقص في حقه وقدر ورد انه طلب السقاية من رسول حين فتح مكة فاعطاها لعثمان بن مظعون وطلب من علي ان يسأل الرسول حين مرضه عن من سيكون بعده فرفض عليوقال لأن منعها عنا لن يعطيها الناس لنا لكن الذي حصل وهو المهم ان عمر تولى الخلافة بعد وفاة ابو بكر وسلم الى العباس وعلي ارض فدك ليس كلها بالطبع فهناك غيرهم لكن اعطى علي نصيبه من فاطمة واعطى العباس نصيبه من الرسول

انظر
https://library.islamweb.net/newlib...823&idfrom=5364&idto=5369&bookid=53&startno=2

1757 وحدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن مالك بن أوس حدثه قال أرسل إلي عمر بن الخطاب فجئته حين تعالى النهار قال فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله متكئا على وسادة من أدم فقال لي يا مال إنه قد دف أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخ فخذه فاقسمه بينهم قال قلت لو أمرت بهذا غيري قال خذه يا مال قال فجاء يرفا فقال هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد فقال عمر نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلي قال نعم فأذن لهما فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن فقال القوم أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم فقال مالك بن أوس يخيل إلي أنهم قد كانوا قدموهم لذلك فقال عمر اتئدا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم ثم أقبل على العباس وعلي فقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركناه صدقة قالا نعم فقال عمر إن الله جل وعز كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره قال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا قال فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال بني النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقة سنة ثم يجعل ما بقي أسوة المال ثم قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك قالوا نعم ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك قالا نعم قال فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نورث ما تركناه صدقة فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبي بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد فقلتما ادفعها إلينا فقلت إن شئتم دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتماها بذلك قال أكذلك قالا نعم قال ثم جئتماني لأقضي بينكما ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي حدثنا إسحق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا وقال الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال أرسل إلي عمر بن الخطاب فقال إنه قد حضر أهل أبيات من قومك بنحو حديث مالك غير أن فيه فكان ينفق على أهله منه سنة وربما قال معمر يحبس قوت أهله منه سنة ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله عز وجل

يفهم من هذا ان منع ابو بكر لم يكن بسبب ان الرسول لا يورث بل بسبب خوفه من تعدي العباس على فاطمة كما حصل مع علي تعدى عليه العباس وهذه هي نهاية القصة وخلاصتها ان المنع من ابي بكر هو رحمة بفاطمة وليس منع ميراث لكن لكي لا يخرج الامر الى العباس لا يقولون ان العباس حرض فاطمة

ونهاية القصة معروفة وهي ان علي غلب العباس هنا وغضب العباس من عمر لكونه لم يعطه ارض فاطمة ايضا فاغتنم عمر فرصة ليصالح فيها العباس عم النبي فقدمه للاستسقاء مرة

https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=52&ID=6746

3507 حدثنا الحسن بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون

وهذا سبب تقديم عمر للعباس هو اذهاب غضبه من عمر
 
إنضم
28 نوفمبر 2008
المشاركات
62
الإقامة
مكة المكرمة
الجنس
ذكر
التخصص
كيمياء
الدولة
السعودية
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: فهم التشيع ج 10 أهل البيت: المفهوم والأبعاد الدينية والسياسية

وما يُسمى "آية التطهير" لا تمثِّل آية مستقلة بل هي مقطع من آية، والآية الكاملة هي: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).([10]) فهل يمكن أن تكون العبارات الأولى من الآية في زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والعبارات الأخيرة تُخْرِجُهُنّ من معناها؟ وأنت ترى أن المقطع الذي يتحدّث عن إذهاب الرجس والتّطهير إنّما هو تعليل وبيان للحِكْمَة من تلك الأوامر التي أمَرَ الله عزّ وجلّ بها زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، فهل يمكن أن يكون الحُكْمُ الـمُعَلَّلُ يتحدّث عن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والعِلّة تتحدّث عن غيرهن وتخرجهنّ منها؟ هل يمكن فَصْلُ العلّة عن الحُكْمِ الـمُعَلَّل؟ وعلى ماذا يعود التّعليل إذا قطع عنه الحُكْمُ الـمُعَلَّلُ؟


نعم، لو كان ما يسمى "آية التطهير" آية مستقلَّة ولم تُصَدَّر بأداة التعليل لكان من الممكن القولُ بأنّ لها سبباً خاصّاً في النُّزول يختلف عن الآيات السابقة واللاحقة لها، ولكن تصديرها بأداة التعليل يجعل فَصْلَهَا عمّا قَبْلَها أمراً مستحيلاً؛ فكيف يمكن فصل العلة عن المعلول؟


يمكن اعتبار ما قلته صحيح لو ان الاية نزلت جملة واحدة بهذه الصورة : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا). وهي التي نجدها في القرآن الان لكن للاسف اية التطهير نزلت بهذه الصورة : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ، فكل تفسير لها غير تفسير الرسول مردود على صاحبه مثل عكرمة

https://ar.islamway.net/article/28015/آيات-يستدل-بها-الشيعة

فو يقول : قال عكرمة: من شاء بَاهَلْتُهُ أنها نزلت في شأن نساء النبي.


لكن هل يعقل ان لا احد يرد عليه من بني هاشم او من قريش او من غيرهم وهو في زمن ابن عباس يعني هناك الكثير ممن لا يعجبه كلام عكرمة هذا
-------------------------------
في تفسير الاية اية التطهير اختلفت الاقوال في من هم ال البيت فلو نظرت لكتاب تفسير مثل كتاب الشنقيطي أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن

ستجد قوله في تفسير الاية ما يلي :
قوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .


قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن من أنواع البيان التي تضمنها أن يقول بعض العلماء في الآية قولا ، ويكون في نفس الآية قرينة تدل على عدم صحة ذلك القول ، وذكرنا لذلك أمثلة متعددة في الترجمة ، وفي مواضع كثيرة من هذا الكتاب المبارك .


ومما ذكرنا من أمثلة ذلك في الترجمة قولنا فيها : ومن أمثلته قول بعض أهل العلم : [ ص: 237 ] إن أزواجه - صلى الله عليه وسلم - لا يدخلن في أهل بيته في قوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، فإن قرينة السياق صريحة في دخولهن ; لأن الله تعالى قال : قل لأزواجك إن كنتن تردن [ 33 \ 28 ] ، ثم قال في نفس خطابه لهن : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ، ثم قال بعده : واذكرن ما يتلى في بيوتكن الآية [ 33 \ 34 ] .


وقد أجمع جمهور علماء الأصول على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول ، فلا يصح إخراجها بمخصص ، وروي عن مالك أنها ظنية الدخول ، وإليه أشار في " مراقي السعود " بقوله :


https://www.islamweb.net/newlibrary...628&idfrom=1947&idto=1949&bookid=64&startno=0


واجزم بإدخال ذوات السبب وارو عن الإمام ظنا تصب


فالحق أنهن داخلات في الآية ، اهـ . من ترجمة هذا الكتاب المبارك .
والتحقيق إن شاء الله : أنهن داخلات في الآية ، وإن كانت الآية تتناول غيرهن من أهل البيت .
أما الدليل على دخولهن في الآية ، فهو ما ذكرناه آنفا من أن سياق الآية صريح في أنها نازلة فيهن .
والتحقيق : أن صورة سبب النزول قطعية الدخول ; كما هو مقرر في الأصول .
ونظير ذلك من دخول الزوجات في اسم أهل البيت ، قوله تعالى في زوجة إبراهيم : قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت [ 1 \ 73 ] .

هذا القول يرد عليه بقولنا ليس كل انبياء الله صار لهم مثل محمد وابراهيم عليهما السلام فهما قد جعل الله لهما ال البيت ولم يكن لزكريا مثلا او عيسى ال بيت لذا تجد قول اخت موسى وهو رضيع في بيت فرعون : وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىظ° أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فاهل بيت هنا هم بني اسرائيل الذين منهم موسى وهذا اقرب معنى ان موسى وابويه وقومه من ال بيت ابراهيم مع ان زكريا وعيسى وغيرهم هم من ال بيت ابراهيم لكن في هذه قصة موسى المقصد من هذا اللفظ هو بيت النسب فموسى له اهل وهم امه واخته واخاه هارون وهذا المعنى في كل الايات التي ورد فيها لفظ ال البيت
وتجد هذا المعنى في قول القائل به مثل الثعلبي
انظر كتاب القرطبي ومنه
الأولى : قوله تعالى : واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة هذه الألفاظ تعطي أن أهل البيت نساؤه . وقد اختلف أهل العلم في أهل البيت ، من هم ؟ فقال عطاء وعكرمة وابن عباس : هم زوجاته خاصة ، لا رجل معهن . وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : واذكرن ما يتلى في بيوتكن . وقالت فرقة منهم الكلبي : هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة ، وفي هذا أحاديث عن النبي عليه السلام ، واحتجوا بقوله تعالى : ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم بالميم ولو كان للنساء خاصة لكان ( عنكن [ ص: 166 ] ويطهركن ) ، إلا أنه يحتمل أن يكون خرج على لفظ الأهل ، كما يقول الرجل لصاحبه : كيف أهلك ، أي امرأتك ونساؤك ، فيقول : هم بخير ، قال الله تعالى : أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت .


والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم . وإنما قال : " ويطهركم " لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليا وحسنا وحسينا كان فيهم ، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر ، فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت ؛ لأن الآية فيهن ، والمخاطبة لهن يدل عليه سياق الكلام . والله أعلم . أما أن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال : هؤلاء أهل بيتي - وقرأ الآية - وقال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : أنت على مكانك وأنت على خير أخرجه الترمذي وغيره وقال : هذا حديث غريب . وقال القشيري : وقالت أم سلمة أدخلت رأسي في الكساء وقلت : أنا منهم يا رسول الله ؟ قال : نعم . وقال الثعلبي : هم بنو هاشم ، فهذا يدل على أن البيت يراد به بيت النسب ، فيكون العباس وأعمامه وبنو أعمامه منهم .

https://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2782&idto=2782&bk_no=48&ID=2228

وقول القائل هنا هو لم ينظر لتخصيص اللفظ او الاية يريد الله ان يطهركم ، بل نظر لمعنى البيت في اللغة فقال بان هذا المعنى يراد به بيت النسب ن ولا مانع من اختلاف العلماء في معنى اللفظ لكن ان يجعل الحصر والتخصيص منه صلى الله عليه وسلم عاما فهذا غير مقبول لان ما فسره الرسول لا يقبل بان يرده تفسير غيره من الناس فقوله عليه الصلاة والسلام هؤلاء اهل بيت تخصيص قوي ولا يرد الا بحديث مثله يعم ويشمل غيرهم

وحتى القرطبي رد هذا المعنى والذي هو ان ال البيت هنا تعني قرابة النسب فقال في الرابط السابق من كتابه
وروي نحوه عن زيد بن أرقم رضي الله عنهم أجمعين . وعلى قول الكلبي يكون قوله : ( واذكرن ) ابتداء مخاطبة الله تعالى ، أي مخاطبة أمر الله عز وجل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، على جهة الموعظة وتعديد النعمة بذكر ما يتلى في بيوتهن من آيات الله تعالى والحكمة قال أهل العلم بالتأويل : ( آيات الله ) القرآن . ( والحكمة ) السنة . والصحيح أن قوله : ( واذكرن ) منسوق على ما قبله . وقال : ( عنكم ) لقوله ( أهل ) ، فالأهل مذكر ، فسماهن - وإن كن إناثا - باسم التذكير فلذلك صار ( عنكم ) . ولا اعتبار بقول الكلبي وأشباهه ، فإنه توجد له أشياء في هذا التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك وحجروا عليه . فالآيات كلها من قوله : يا أيها النبي قل لأزواجك - إلى قوله - إن الله كان لطيفا خبيرا منسوق بعضها على بعض ، فكيف صار في الوسط كلاما منفصلا لغيرهن وإنما هذا شيء جرى في الأخبار أن النبي عليه السلام لما نزلت عليه هذه الآية دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى كساء فلفها عليهم ، ثم ألوى بيده إلى السماء فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية ، أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب [ ص: 167 ] بها الأزواج ، فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة ، وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل .

رد دعوانا بان هذا تخصيص من الرسول لاهل الكساء بقوله ان هذه دعوة منه صلى الله عليه وسلم لاهل الكساء


عند الطبري وهو منصف اكثر اورد اقوالا او نقل يفهم منها ان هناك اختلاف بين اهل السنة في من هم اهل البيت هل هم الزوجات فقط وادخل الرسول اهل الكساء بينهم او هم اهل الكساء

ومنه ما صدر به كلامه
اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله ( أهل البيت ) فقال بعضهم : عني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم .


ذكر من قال ذلك :


حدثني محمد بن المثنى قال : ثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي قال : ثنا مندل ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نزلت هذه الآية في خمسة : في وفي علي رضي الله عنه وحسن رضي الله عنه وحسين رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) " .


حدثنا ابن وكيع قال : ثنا محمد بن بشر ، عن زكريا ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة ، وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن ، فأدخله معه ثم قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .


حدثنا ابن وكيع قال : ثنا محمد بن بكر ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر ، كلما خرج إلى الصلاة فيقول : " الصلاة أهل البيت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) " .


https://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=33&ayano=33

فمن هذه النقول نعرف ان الخلاف كان قديما بين الناس حول من هم اهل البيت هل هم الزوجات او الاربعة اهل الكساء
لكن الراجح ان الاربعة هم اهل البيت او الكساء للاسباب التالية
1- ان هذه الاية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ن فيها تخصيص قوي لا يمكن صرفه لغيره الا بدليل اقوى منه
2- حين نزلت الاية اية التطهير : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، كانت زوجات الرسول وقتا بالتخيير بين ان يبقين مع رسول الله او يطلقهن وصحيح انهن اخترن البقاء مع الرسول لكن كيف يكون هنا خيرة ثم يقال ان الله يريد ان يطهر ال البيت قبل ان توافق زوجات الرسول ، انظر الاية : ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ( 28 ) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ( 29 ) )

3- زوجات الرسول لهن احكام خاصة بهن وهذا لا نجده في ال البيت فلا فاطمة مأمورة ولا بناتها ولا بنات بناتها الى ان تقوم الساعة بما امرت به زوجات الرسول : ( يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ( 30 ) ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما ( 31 ) ) وغيرها من الايات التي تميز بين امهات المؤمنين وام احد من الناس ، كهذه : ( يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ( 32 ) وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 33 ) واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ( 34 ) ) ، او هذه : لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ غ— وَكَانَ اللَّهُ عَلَىظ° كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىظ° طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَظ°كِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ غ? إِنَّ ذَظ°لِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ غ– وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ غ? وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ غ? ذَظ°لِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ غ? وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا غ? إِنَّ ذَظ°لِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)
فهذه الايات كما ترى تحمل احكاما خاصة بهن او قل وصايا خاصة بامهات المؤمنين وفي المقابل ال البيت وهم هنا اهل الكساء لهم حكم واحد فقط وهو تحريم الصدقة عليهم وهذا الحكم لم يقع على الزوجات انظر الخلاف في اقوال الفقهاء في حكم الصدقة على امهات المؤمنين
النص منقول

https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=52&bookhad=4696


قال الإسماعيلي : هذا يدل على أن نسيبة غير أم عطية . قلت : سبب ذلك تحريف وقع في روايته في قوله : " بعث " والصواب " بعثت " على البناء للمجهول ، وفيه نوع التجريد لأن أم عطية أخبرت عن نفسها بما يوهم أن الذي تخبر عنه غيرها ، قال ابن بطال : إنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يأكل الصدقة لأنها أوساخ الناس ، ولأن أخذ الصدقة منزلة ضعة ، والأنبياء منزهون عن ذلك لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان كما وصفه الله تعالى : ووجدك عائلا فأغنى والصدقة لا تحل للأغنياء . وهذا بخلاف الهدية فإن العادة جارية بالإثابة عليها ، وكذلك كان شأنه . وقوله : " قد بلغت محلها " فيه أن الصدقة يجوز فيها تصرف الفقير الذي أعطيها بالبيع والهدية وغير ذلك ، وفيه إشارة إلى أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تحرم عليهن الصدقة كما حرمت عليه ، لأن عائشة قبلت هدية بريرة وأم عطية مع علمها بأنها كانت صدقة عليهما ، وظنت استمرار الحكم بذلك عليها ولهذا لم تقدمها للنبي - صلى الله عليه وسلم - لعلمها أنه لا تحل له الصدقة ، وأقرها - صلى الله عليه وسلم - على ذلك الفهم ولكنه بين لها أن حكم الصدقة فيها قد تحول فحلت له - صلى الله عليه وسلم - أيضا ، ويستنبط من هذه القصة جواز استرجاع صاحب الدين من الفقير ما أعطاه له من الزكاة بعينه وأن للمرأة أن تعطي زكاتها لزوجها ولو كان ينفق عليها منها ، وهذا كله فيما لا شرط فيه . والله أعلم .

ورد بعضهم بما قاله احمد بن حنبل رحمه الله: أن الصدقة تحرم عليهنّ؛ لأنها أوساخ الناس، وقد صان الله سبحانه ذلك الجناب الرفيع وآله من كل أوساخ بني آدم .
وخلاصة القول ان هنا اختلاف في حكم الصدقة على زوجات الرسول امهات المؤمنين ايضا وسببه هو الاختلاف في الاصل هل هن من اهل البيت ام لا


4- الصراع او الخلاف او الجدل القوي في جعل ال البيت هن زوجات الرسول لا مبرر له فمقام امهات المؤمنين افضل من مقام ال البيت وافضلية ال البيت هنا وهم الاربعة صارت بوجود النبي معهم وهناك مقام امهات المؤمنين افضل لكونهن زوجات الرسول
انظر حديث ام سلمة :
25300 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِهَا فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ قَالَتْ فَجَاءَ عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ وَالْحَسَنُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ وَهُوَ عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ عَلَى دُكَّانٍ تَحْتَهُ كِسَاءٌ لَهُ خَيْبَرِيٌّ قَالَتْ وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏ قَالَتْ فَأَخَذَ فَضْلَ الْكِسَاءِ فَغَشَّاهُمْ بِهِ ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَأَلْوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ فَقُلْتُ وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَحَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ مِثْلَ حَدِيثِ عَطَاءٍ سَوَاءً قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَبُو الْحَجَّافِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً‏.‏
فكما ترى قول الرسول لام سلمة انك الى خير هل يعني ان هناك مقام ستناله خير من مقام ال البيت ؟
اكيد والا لما قال الرسول لها انك الى خير
 

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
رد: فهم التشيع ج 10 أهل البيت: المفهوم والأبعاد الدينية والسياسية

جزاكم الله خيرا على هذه الإضافات والتعقيبات
 

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
أعلى