شهاب الدين الإدريسي
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 20 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 376
- التخصص
- التفسير وعلوم القرآن
- المدينة
- مكناس
- المذهب الفقهي
- مالكي
يعتبر كتاب المنتقى لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي المالكي (تـ494هـ) من أهم شروح موطأ الإمام مالك وأحسنها تفريعا وأكثرها فائدة، عمّ نفعه بين الناس، وكثُر تداوله بينهم، ولقي قبولا منقطع النظير.
فلا غرابة من كون الكِتَاب أخذ أنظار المهتمين بشروح الموطأ؛ فمؤلفه ـ رحمه الله ـ كان فقيها نظّارا، محققا، راوية، محدّثا، يفهم صنعة الحديث ورجاله، ومتكلما، أصوليا، فصيحا، برز في علم الرّواية والدراية، وفي كتبه الفقهية امتزجت مناهج العراقيين في البحث مع طرائق الأندلسيين والقرويين المحققين، فكان ثمرة ذلك أن تلقى أهل المشرق والمغرب مصنّفاته بقبول كبير. وكتاب «المنتقى في شرح الموطأ» من هذا القبيل؛ فهو دليل على تبحّر مؤلّفه في العلوم والفنون، وكان الباجي قد وضع على الموطأ شرحا موسّعا كبير الحجم سمّاه «الاستيفاء»؛ بلغ فيه الغاية واستوفى، إلاّ أنه لما رأى أكثر الناس قد تعذّر عليهم جمعه، وبَعُدَ عنهم درسه، تصدّى لاختصاره وانتقى منه الكلام على معاني ما يتضمّنه الموطأ من الأحاديث والفقه، ثمّ رأى بعد ذلك أن يزيد في اختصاره، ويقرب للمبتدئين منابع أسراره، فألّف كتاب «الإيماء» مُـخْتَصِراً ما في «المنتقى» من المعاني، ومُقتصراً على إشارات تفيد الشَّادِينَ في الإحاطة بأصول أهل المدينة.
وقد وُفّق الباجي توفيقا كبيرا في تطبيق منهجه؛ فهو في المنتقى يورد حديث الموطأ ويشرحه، وكثيرا ما يورد مسائل وفروعا متعلّقة به، مع عرض أقوال الأئمة ومناقشتها أحيانا، ودعم الاتجاه المالكي بدليله، مع ذكر مختلف الروايات، وتوجيه الحُكم في الغالب، كل ذلك مع حسن ترتيب وتنظيم في العرض.
ظهرت ملكة الباجي الحديثية والفقهية واضحة متميزة في هذا الكتاب الجليل، كما برزت قدرته الفذة على الجمع بين المدرستين المالكيتين: العراقية والقيروانية، يتضح ذلك في استشهاده بنصوص وآراء القاضي إسماعيل في مبسوطه، والقاضي عبد الوهاب في التلقين، والإشراف، والمعونة، وشرح الرسالة، وابن الجلاب في التفريع، وابن القصار في عيون الأدلة، ممزوجة مع آراء أبي محمد ابن أبي زيد في النوادر، والرسالة، ومختصر المدونة، مع الاعتماد على المدونة والواضحة والعتبية، ولم يكتف الباجي باستيعاب آراء أمّهات الكتب المالكية بل قدّم لنا آراء المذاهب الأخرى شارحاً وموجِّهاً.
وقد وصف العلماء الكتاب بأنه أحسن ما أُلّف في مذهب مالك، قال القاضي عياض: «لم يؤلّف مثله»، وقال المقّري:«أحسنُ كتاب أُلّف في مذهب مالك»، وهذا ما حذا بالعلماء إلى العناية به عناية خاصة؛ إذ نجد عليّ بن عبد الله اللّمائي المالطي(تـ539هـ) ألّف كتابا جمع فيه بين «المنتقى» و«الاستذكار» لابن عبد البر، ومحمد بن سعيد بن زرقون (تـ586هـ) ألّف «اختصار المنتقى»، وكتاب «الجمع بين المنتقى والاستذكار» ولهذا الأخير نسخ خطية في المكتبات، كما ألف محمد بن عبد الحق اليَفْرَني (تـ625هـ) «المختار الجامع بين المنتقى والاستذكار» منه أجزاء في بعض الخزائن، وألّف موسى بن الرويَّة الرُّنْدي «الجمع بين المنتقى والاستذكار»، إلى غير ذلك.
ظهرت أولى طبعاته في القاهرة بمطبعة السعادة سنة: 1331هـ/1912م، في 7 أجزاء، ثم طبع بعد ذلك طبعات أخرى يعتريها الكثير من القصور، ولا يزال الكتاب في حاجة إلى تحقيق علمي يرقى به إلى المستوى المطلوب.
مصادر ترجمته -------------------------
ترتيب المدارك (8/117)،
الصلة (1/198)،
تاريخ قضاة الأندلس-المرقبة العليا-(ص95)،
الديباج المذهب (1/330)،
تذكرة الحفاظ (3/1178)
للتحميل :
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
فلا غرابة من كون الكِتَاب أخذ أنظار المهتمين بشروح الموطأ؛ فمؤلفه ـ رحمه الله ـ كان فقيها نظّارا، محققا، راوية، محدّثا، يفهم صنعة الحديث ورجاله، ومتكلما، أصوليا، فصيحا، برز في علم الرّواية والدراية، وفي كتبه الفقهية امتزجت مناهج العراقيين في البحث مع طرائق الأندلسيين والقرويين المحققين، فكان ثمرة ذلك أن تلقى أهل المشرق والمغرب مصنّفاته بقبول كبير. وكتاب «المنتقى في شرح الموطأ» من هذا القبيل؛ فهو دليل على تبحّر مؤلّفه في العلوم والفنون، وكان الباجي قد وضع على الموطأ شرحا موسّعا كبير الحجم سمّاه «الاستيفاء»؛ بلغ فيه الغاية واستوفى، إلاّ أنه لما رأى أكثر الناس قد تعذّر عليهم جمعه، وبَعُدَ عنهم درسه، تصدّى لاختصاره وانتقى منه الكلام على معاني ما يتضمّنه الموطأ من الأحاديث والفقه، ثمّ رأى بعد ذلك أن يزيد في اختصاره، ويقرب للمبتدئين منابع أسراره، فألّف كتاب «الإيماء» مُـخْتَصِراً ما في «المنتقى» من المعاني، ومُقتصراً على إشارات تفيد الشَّادِينَ في الإحاطة بأصول أهل المدينة.
وقد وُفّق الباجي توفيقا كبيرا في تطبيق منهجه؛ فهو في المنتقى يورد حديث الموطأ ويشرحه، وكثيرا ما يورد مسائل وفروعا متعلّقة به، مع عرض أقوال الأئمة ومناقشتها أحيانا، ودعم الاتجاه المالكي بدليله، مع ذكر مختلف الروايات، وتوجيه الحُكم في الغالب، كل ذلك مع حسن ترتيب وتنظيم في العرض.
ظهرت ملكة الباجي الحديثية والفقهية واضحة متميزة في هذا الكتاب الجليل، كما برزت قدرته الفذة على الجمع بين المدرستين المالكيتين: العراقية والقيروانية، يتضح ذلك في استشهاده بنصوص وآراء القاضي إسماعيل في مبسوطه، والقاضي عبد الوهاب في التلقين، والإشراف، والمعونة، وشرح الرسالة، وابن الجلاب في التفريع، وابن القصار في عيون الأدلة، ممزوجة مع آراء أبي محمد ابن أبي زيد في النوادر، والرسالة، ومختصر المدونة، مع الاعتماد على المدونة والواضحة والعتبية، ولم يكتف الباجي باستيعاب آراء أمّهات الكتب المالكية بل قدّم لنا آراء المذاهب الأخرى شارحاً وموجِّهاً.
وقد وصف العلماء الكتاب بأنه أحسن ما أُلّف في مذهب مالك، قال القاضي عياض: «لم يؤلّف مثله»، وقال المقّري:«أحسنُ كتاب أُلّف في مذهب مالك»، وهذا ما حذا بالعلماء إلى العناية به عناية خاصة؛ إذ نجد عليّ بن عبد الله اللّمائي المالطي(تـ539هـ) ألّف كتابا جمع فيه بين «المنتقى» و«الاستذكار» لابن عبد البر، ومحمد بن سعيد بن زرقون (تـ586هـ) ألّف «اختصار المنتقى»، وكتاب «الجمع بين المنتقى والاستذكار» ولهذا الأخير نسخ خطية في المكتبات، كما ألف محمد بن عبد الحق اليَفْرَني (تـ625هـ) «المختار الجامع بين المنتقى والاستذكار» منه أجزاء في بعض الخزائن، وألّف موسى بن الرويَّة الرُّنْدي «الجمع بين المنتقى والاستذكار»، إلى غير ذلك.
ظهرت أولى طبعاته في القاهرة بمطبعة السعادة سنة: 1331هـ/1912م، في 7 أجزاء، ثم طبع بعد ذلك طبعات أخرى يعتريها الكثير من القصور، ولا يزال الكتاب في حاجة إلى تحقيق علمي يرقى به إلى المستوى المطلوب.
مصادر ترجمته -------------------------
ترتيب المدارك (8/117)،
الصلة (1/198)،
تاريخ قضاة الأندلس-المرقبة العليا-(ص95)،
الديباج المذهب (1/330)،
تذكرة الحفاظ (3/1178)
للتحميل :
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر