رد: تعريف العلة عند الشيرازي والأنصاري ما سبب الاختلاف ؟
بسم الله الرحمن الرحيم :
في كتاب البحر المحيط يقدم الإمام الزركشي خمسة تعاريف ويبدؤها بأنها أولها : " المعرِّف للحكم " ويقول : أي جُعلت علماً على الحكم ، مرافقة أو موافقة ـ إن وُجد المعنى وجد الحكم ، وهذا إنما للهروب من القول أنها مؤثرة ! ، بجعل الله -جل وعلا -لها ، أو بذاتها .قاله : الصيرفي وابن عبدان وأبو زيد من الحنفية .....
الثاني : الموجب للحكم ... أي أنَّ الشارعّ جعلها موجبة لذاتها .
الثالث : أنها موجية للحكم بذاتها ، لابجعل الله لها ، وهذا قول المعتزلة .
الرابع : أنها موجبة بالعادة .
الخامس : الباعث على التشريع ، بمعنى أنَّ لابد أن يكون الوصف " العلة" مشتملاً على مصلحة صالحة أن تكون مقصودة للشارع من تشريع هذا الحكم .
في شرح اللمع : كما ذكرت : يقول الشيرازي : والصحيح عندي - وهو آخر أرائه- :" العلة : هو المعنى المقتضي للحكم ،ففي موضع أثرت عُلِم أنها مقتضية للحكم ، أو إذا ظهر تأثيرها في موضع ما عُلم أنها مؤثرة في الأصل المقيس عليه .
النتيجة : أنَّ المعرِّف للحكم ..فقط اقتران الوصف بالحكم وارتباط العلة بالحكم .
فيكون ما اختاره الإمام الشيرازي : كونها مؤثرة بجعل الشارع ، فهي ثدفع الحكم للظهور حيث وجدت تؤثر في ظهور الحكم - فبوجود الوصف المنضبط .. المؤثر ..في حكم ما : يجعل هذا الحكم موجوداً " الحكم يدور وجوداً وعدماً مع علته مع كونها مؤثرة في ظهوره أو اختفائه " وفي شرح اللمع (2/ 878 ) يقدم الشيرازي أمثلة ..على انفراد العلة وتعدد واجتماع العلل المؤثرة في حكم ما ." الحيض ثبت تأثيره في تحريم الوطء حال الانفراد عن الإحرام ، والإحرام أيضاً علة أخرى تحرم الوطء - " كونها غير محرمة " الحيض علة منفردة مؤثرة في حكم تحريم الوطء - وفي حال الإحرام كذلك ستكون مؤثرة ..وهنالك نقاش لأشياء أخرى -لكنني سقت لك معنى المقتضي للحكم = مؤثر ،عند الشيرازي ، خلافاً لمعنى المعرِّف يعني مطلق الاقتران هروباً من القول بالتأثير ، من الناحية العقدية أنَّ الله جل وعلا هو المؤثر " على الحقيقة" .. والصحيح : أنَّ هذا لايلزم الافتئات على الله تعالى في قولنا : " علة مؤثرة " لأنَّ هذا وارد في الأسباب كقولك : الطعام يشبع ، والماء يروي : لكن طبعاً " بمشيئة الله تعالى وقدرته لهذا التأثير في كل هنيهة
والله تعالى أعلم .