العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

معنى قول الإمام المطلبي إن صح الحديث فهو مذهبي (فوائد أصولية جميلة)

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
قال العلامة السبكي رحمه الله في كتابه "معنى قول المطلبي إذا صح الحديث فهو مذهبي" :
"في كلام الشافعي هذا فوائد قد امتاز بها :
إحداها : الفائدة التي قدمناها من جواز نسبته إليه , وفيها ثلاثة أشياء : أحدها : مجرد جواز نقله إليه . والثاني : أنه إن أراد أحد تقليده فيه جاز له ذلك , إذا كان ممن يجوز له التقليد . والثالث : إذا كان العلماء كلهم إلا الشافعي على مقتضى حديث , والشافعي رحمه الله بخلافه لعدم اطلاعه , فغن صح صارت المسالة إجماعية , لأنه لم يكن خالف فيها الشافعي , ويبين بالحديث أن قوله مرجوع فيه , أو لا حقيقة له , فلا ينسب إليه , بل ينسب إليه خلافه موافقة لبقية العلماء فيكون إجماعا , فينقض قضاء القاضي لمخالفته النص والإجماع.
ولو اتق ذلك لغير الشافعي ممن لم يقل مثل قوله : كان نقض القاضي به لمخالفته النص فقط , لا لمخالفته الإجماع , فهذه أشياء في هذه الفائدة الواحدة.
الفائدة الثانية : أن الأحاديث الصحيحة ليس فيها شئ له معارض متفق عليه ,والذي يقوله الأصوليون من أن خبر الواحد إذا عارضه خبر متواتر , أو قرأن , أو إجماع , أو عقل إنما هو فرض , وليس شئ من ذلك واقعا , ومن ادعى ذلك فليبينه حتى نرد عليه.
وكذلك لا يوجد خبران صحيحان من أخبار الآحاد متعارضان بحيث لا يمكن الجمع بينهما .
والشافعي قد استقرأ الأحاديث فعرف أن الأمر كذلك وصرح به في غير موضع من كلامه, فلم يكن عنده ما يتوقف عليه العمل بالحديث إلا صحته, فمتى صح وجب العمل به , لأنه لا معارض له , فهذا بيان للواقع.
والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع , وهذه فائدة عظيمة وإليها الإشارة بقوله : "إذا صح الحديث..." حيث أطلقه ولم يجعل معه شرطا آخر.
الفائدة الثالثة : أن العلماء رضوان الله عليهم لكل منهم اصول وقواعد بنى مذهبه عليها , لأجلها رد بعض الأحاديث , وأما الشافعي فليس له قاعدة يرد بها الحديث, فمتى صح الحديث قال به , والمعارض –والمعارض الذي لو وقع كان معارضا عنده , وعند غيره وهو : المعقول أو افجماع أو القرأن أو السنة المتواترة – لم يقع اصلا , وقد صان الله شريعته عن ذلك , فكان في قول الشافعي :"إذا صح الحديث فهو مذهبي " إشارة إلى ذلك.
الفائدة الرابعة : في عموم الألف واللام من قوله( الحديث) سواء أكان حجازيا أم عراقيا لام شاميا خلافا لمن لم يقبل إلا أحاديث الحجاز."اهـ
 
أعلى