أبو محمد المصرى
موقوف
- إنضم
- 16 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 290
بعض ماتميز به إمام أهل الحديث في عصرنا الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ
مقال لشيخنا عبد العزيز بن مبارك الحنوط ذكر فيه بعض ما يتميز به منهج شيخه الألبانى رحمه الله تعالى ...كتب حفظه الله :
بعض ماتميز به إمام أهل الحديث في عصرنا شيخنا الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ :
1ـ بث في قلوب الناس أهمية التحقق من الأحاديث ، والبحث عن صحتها وضعفها .
ولا يخفى أن الغاية من دراسة علم الحديث تمييز ما صحت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم مما لم تصح نسبته، وتصفيته من كل دخن شاب السنة النبوية المطهرة.
ولم يقف شيخنا عند ذلك بل ترقى إلى الثمرة المرجوة من معرفة صحة الحديث من ضعفه وهي : معرفة المعنى الحق الذي أراده الله ورسوله ؛ لأن الأحاديث النبوية قاضية على الكتاب ، وهي تفسر بعضها بعضاً .
ولا تتم الغاية والثمرة على وجهها المرضي عند جهابذة هذا الفن من أئمة الصناعة الحديثية إلا بالوقوف على طرق الحديث،وتعدد رواياته وذلك محصور في الاعتبار: معرفة المتابعات والشواهد والطرق بالتتبع والاستقراء في كتب الحديث المسندة : من صحاح ، وسنن ، ومسانيد ، ومعاجم ، وأمالي ,وأجزاء، وفوائد، وعوالي ،وأربعينيات ،ومشيخات ،وكتب الفقه التي تروي الأحاديث بالأسانيد ككتب الشافعي ، وكتب ابن المنذر ، وكتب البيهقي ، وابن عبدالبر ، وابن حزم وغيرهم،وكتب التواريخ والتراجم التي تعنى بذكر رواية الأحاديث بالاسانيد , وكتب الطبقات ...الخ .
2ـ كان مثلاً وقدوة حسنة في الجهر بالحق ، فما كان يخاف في الله لومة لائم ، بل كان يصدع بالحق الذي يعتقده، ويرد الباطل مهما كان صاحبه، لا يحابي، ولا يجامل ، ولو على نفسه، فكم رأيناه يرجع عن خطئه بعد أن يتبين له الصواب، ويجهر بذلك ، ويبينه بأبلغ بيان وأوضحه .
3ـ صرف الناس إلى العقيدة الصافية، والمنهج القويم ، القائم على الأصول العلمية ، المبنية على الدليل والبرهان ، بعد أن كان أخذُ الدين قبل ذلك وتلقيه بطريق التقليد والعشوائية .
4ـ كان رحمه الله من أكثر وأشهر علماء هذا العصر الذين دعوا إلى منهج السلف الصالح ، وأظهروا وجوب اتباعه ، ووجوب الانتساب إليه .
5ـ ودعوته رحمه الله لم تكن محصورة على العقيدة فقط بل كان يضم إلى المنهج والسلوك ، فمن الممكن أن نشترك مع شخص في الدعوة إلى العقيدة الصحيحة التي كان عليها سلف الأمة غير أنه يخالفنا في المنهج ، فقد يكون إخوانياً أو سرورياً أو تحريرياً أو تبليغياً أو غير ذلك .
ومن فضل الله على شيخنا لا تجد تلامذته إلا يسلكون طريقة السلف الصالح في العقيدة والمنهج والسلوك ، وما ذاك إلا بالتربية الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة الصحيحة على فهم السلف الصالح التي كان يزرعه في نفوس تلامذته .
6ـ مناظرة أهل البدع بالتي هي احسن للتي هي أقوم ، وكشف زيغهم وضلالهم وتعريتهم للملأ وبيان ما عندهم من جهل وجرأة وعدم معرفة بالعلوم الشرعية .
7ـ التحذير من البدعة وأهلها، ومن المنكرات ، والعادات والتقاليد الأجنبية الدخيلة على المسلمين .
ولهذا نجده رحمه الله تعالى يخصص ذيلاً في بعض مصنفاته يسرد فيه جملة من البدع للتحذير منها .
8ـ النظرة إلى أئمة المذاهب نظرة متساوية ، لأنه لا معنى للتعصب لأبي حنيفة دون أحمد ، أو غيره .
فيستفيد من شروحهم وأفهامهم وترجيحاتهم وإدراكهم لمقاصد الشريعة دون التعصب للواحد بعينه .
9ـ إحياؤه لعدد من السنن المهجورة ، في كثير من الأمصار من خلال كتابته واجتماعاته .
10ـ دعوته إلى التصفية ـ أي تصفية التراث الإسلامي مما علق به مما ليس منه ـ والتربية على ذلك التراث المصفى .
قال أبوعبدالرحمن: من أجل هذا وذاك قال بعض أهل العلم والفضل أن الطعن في الألباني هو طعن في السنة ؛ لأنه هو حامل لواء السنة في هذا العصر .
ولا يطعن في الشيخ رحمه الله إلا :
1ـ صاحب هوى .
2ـ جاهل بعلم الشيخ ومكانته العلمية السلفية الأثرية .
3ـ أو متعصب محترق في المذهب الذي ترعرع ونشأ عليه سواء في الأصول أو الفروع .
قال أبو عبدالرحمن : وقد كان في هذا العصر من له عناية في الحديث النبوي كزاهد الكوثري إلا أنه ابتلي بآفتين اثنتين :
1ـ العصبية المذهبية فقواعده التي يبني عليها الجرح والتعديل ، والتصحيح والتضعيف غير منضبطة فالرجل الضعيف قد يصبح ثقة إذا وافقت روايته المذهب الحنفي ، ويصبح ضعيف إذا خالفت روايته المذهب .
وهو متحامل على أئمة السلف المثبتين لله عز وجل من الصفات ما وصف بها نفسه ، أو وصفه بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ،لكن إثباتاً بلا تكيف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل ، فنجده يصف ابن خزيمة بكلمات تقشعر منها الجلود أثناء تعليقه على كتاب الأسماء والصفات للبيهقي ، وكلامه في ابن تيمية وابن القيم معلوم لا يخفى على طلبة العلم .
وهناك أحمد بن صديق الغماري وإن كان أحسن حالاً من الذي قبله إلا أن عنده شطحات في العقيدة والمنهج .
وهناك إمامان سلفيان أثريان هما أحمد محمد شاكر والمعلمي اليماني إلا أنهما أقل حظوة وشهرة من شيخنا الألباني رحمهم الله جميعاً ولعل سبب ذلك عدم انتشار الفهارس وكتب الأطراف وتحقيق المخطوطات التي ازدهرت في عصرنا الحاضر.
ومع هذا الحب والتقدير والتعظيم والإجلال لشيخنا الإمام ، حسنةالأيام ، وريحانة بلاد الشام أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى لا نعتقد فيه العصمة فهو رجل من بني آدم ، يصيب كما يصيب غيره ، ويخطىء كما يخطىء غيره ، ولم يدع لنفسه عصمة من مفارقة الزَّلل ، ولا أمناً من مواقعة الخطل ، وكتبه شاهدة على ذلك ، لاسيما ماجدَّد طبعه أو الأجزاء الأخيرة من الصحيحة والضعيفة ، فقد تراجع عن تصحيح أحاديث بعدما استبانت له علَّتُها ، وتراجع عن تضعيف أحاديث ، بعد أن وقع لها طرق أو شواهد ، والكلام في التصحيح والتضعيف أمرٌ اجتهادي ، فلا ينبغي أن يشغَّب على المخطىء فيه ـ بعد أهليته ـ إن ثبت أن أصوله التي يعتمد عليها منضبطه فإذا كان الخطأ ملازماً للبشر ، لا يعرى عنه مخلوق مهما اجتهد واحتاط لنفسه في تحري الحق ، فليس من الإنصاف أن يعير المرء به إذا وقع منه ، لا سيما إن كان أهلاً للنظر ، ولو أراد أحد أن لا يخطىء في شيء من العلم ، فينبغي له أن يموت وعلمه في صدره ، فليس إلى العصمة من الخطأ سبيل إلا بتفضل رب العالمين على عبده .
( فائدة ) : قال الإمام الشوكاني اليماني ـ رحمه الله ـ :
" فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو الحق وهو الأولى بالحق ومن كان دليل الكتاب والسنة عليه لا له كان هو المخطىء ولا ذنب عليه في هذا الخطأ إن كان قد وفى الاجتهاد حقه بل هو معذور بل مأجور كما ثبت في الحديث الصحيح ( إنه إذا اجتهد فأصاب فله أجران وإن اجتهد فاخطأ فله أجر ) فناهيك بخطأ يؤجر عليه فاعله ولكن هذا إنما هو المجتهد نفسه إذا أخطأ لا يجوز لغيره أم يتبعه في خطئه ولا يعذر كعذره ولا يؤجر كأجره بل واجب على من عداه من المكلفين أن يترك الإقتداء به في الخطأ ويرجع إلى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإذا وقع الرد لما اختلف فيه أهل العلم إلى الكتاب والسنة كان من معه دليل الكتاب والسنة هو الذي أصاب الحق ووافقه وإن كان واحد والذي لم يكن معه دليل الكتاب والسنة هو الذي لم يصب الحق بل أخطأه وإن كان عدداً كثيراً فليس لعالم ولا لمتعلم ولا لمن يفهم وإن كان مقصراً أن يقول أن الحق بيد من يقتدي به من العلماءإن كان دليل الكتاب والسنة بيد غيره فإن ذلك جهل عظيم وتعصب شديد وخروج من دائرة الإنصاف بالمرة لأن الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق وليس أحد من العلماء المجتهدين والأئمة المحققين بمعصوم ومن لم يكن معصوماً فهو يجوز عليه الخطأ كما يجوز عليه الصواب فيصيب تارةً ويخطىء أخرى ولا يتبين صوابه من خطئه إلا بالرجوع إلى دليل الكتاب والسنة فإن وافقهما فهو مصيب وإن خالفهما فهو مخطىء ... "
مقال لشيخنا عبد العزيز بن مبارك الحنوط ذكر فيه بعض ما يتميز به منهج شيخه الألبانى رحمه الله تعالى ...كتب حفظه الله :
بعض ماتميز به إمام أهل الحديث في عصرنا شيخنا الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ :
1ـ بث في قلوب الناس أهمية التحقق من الأحاديث ، والبحث عن صحتها وضعفها .
ولا يخفى أن الغاية من دراسة علم الحديث تمييز ما صحت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم مما لم تصح نسبته، وتصفيته من كل دخن شاب السنة النبوية المطهرة.
ولم يقف شيخنا عند ذلك بل ترقى إلى الثمرة المرجوة من معرفة صحة الحديث من ضعفه وهي : معرفة المعنى الحق الذي أراده الله ورسوله ؛ لأن الأحاديث النبوية قاضية على الكتاب ، وهي تفسر بعضها بعضاً .
ولا تتم الغاية والثمرة على وجهها المرضي عند جهابذة هذا الفن من أئمة الصناعة الحديثية إلا بالوقوف على طرق الحديث،وتعدد رواياته وذلك محصور في الاعتبار: معرفة المتابعات والشواهد والطرق بالتتبع والاستقراء في كتب الحديث المسندة : من صحاح ، وسنن ، ومسانيد ، ومعاجم ، وأمالي ,وأجزاء، وفوائد، وعوالي ،وأربعينيات ،ومشيخات ،وكتب الفقه التي تروي الأحاديث بالأسانيد ككتب الشافعي ، وكتب ابن المنذر ، وكتب البيهقي ، وابن عبدالبر ، وابن حزم وغيرهم،وكتب التواريخ والتراجم التي تعنى بذكر رواية الأحاديث بالاسانيد , وكتب الطبقات ...الخ .
2ـ كان مثلاً وقدوة حسنة في الجهر بالحق ، فما كان يخاف في الله لومة لائم ، بل كان يصدع بالحق الذي يعتقده، ويرد الباطل مهما كان صاحبه، لا يحابي، ولا يجامل ، ولو على نفسه، فكم رأيناه يرجع عن خطئه بعد أن يتبين له الصواب، ويجهر بذلك ، ويبينه بأبلغ بيان وأوضحه .
3ـ صرف الناس إلى العقيدة الصافية، والمنهج القويم ، القائم على الأصول العلمية ، المبنية على الدليل والبرهان ، بعد أن كان أخذُ الدين قبل ذلك وتلقيه بطريق التقليد والعشوائية .
4ـ كان رحمه الله من أكثر وأشهر علماء هذا العصر الذين دعوا إلى منهج السلف الصالح ، وأظهروا وجوب اتباعه ، ووجوب الانتساب إليه .
5ـ ودعوته رحمه الله لم تكن محصورة على العقيدة فقط بل كان يضم إلى المنهج والسلوك ، فمن الممكن أن نشترك مع شخص في الدعوة إلى العقيدة الصحيحة التي كان عليها سلف الأمة غير أنه يخالفنا في المنهج ، فقد يكون إخوانياً أو سرورياً أو تحريرياً أو تبليغياً أو غير ذلك .
ومن فضل الله على شيخنا لا تجد تلامذته إلا يسلكون طريقة السلف الصالح في العقيدة والمنهج والسلوك ، وما ذاك إلا بالتربية الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة الصحيحة على فهم السلف الصالح التي كان يزرعه في نفوس تلامذته .
6ـ مناظرة أهل البدع بالتي هي احسن للتي هي أقوم ، وكشف زيغهم وضلالهم وتعريتهم للملأ وبيان ما عندهم من جهل وجرأة وعدم معرفة بالعلوم الشرعية .
7ـ التحذير من البدعة وأهلها، ومن المنكرات ، والعادات والتقاليد الأجنبية الدخيلة على المسلمين .
ولهذا نجده رحمه الله تعالى يخصص ذيلاً في بعض مصنفاته يسرد فيه جملة من البدع للتحذير منها .
8ـ النظرة إلى أئمة المذاهب نظرة متساوية ، لأنه لا معنى للتعصب لأبي حنيفة دون أحمد ، أو غيره .
فيستفيد من شروحهم وأفهامهم وترجيحاتهم وإدراكهم لمقاصد الشريعة دون التعصب للواحد بعينه .
9ـ إحياؤه لعدد من السنن المهجورة ، في كثير من الأمصار من خلال كتابته واجتماعاته .
10ـ دعوته إلى التصفية ـ أي تصفية التراث الإسلامي مما علق به مما ليس منه ـ والتربية على ذلك التراث المصفى .
قال أبوعبدالرحمن: من أجل هذا وذاك قال بعض أهل العلم والفضل أن الطعن في الألباني هو طعن في السنة ؛ لأنه هو حامل لواء السنة في هذا العصر .
ولا يطعن في الشيخ رحمه الله إلا :
1ـ صاحب هوى .
2ـ جاهل بعلم الشيخ ومكانته العلمية السلفية الأثرية .
3ـ أو متعصب محترق في المذهب الذي ترعرع ونشأ عليه سواء في الأصول أو الفروع .
قال أبو عبدالرحمن : وقد كان في هذا العصر من له عناية في الحديث النبوي كزاهد الكوثري إلا أنه ابتلي بآفتين اثنتين :
1ـ العصبية المذهبية فقواعده التي يبني عليها الجرح والتعديل ، والتصحيح والتضعيف غير منضبطة فالرجل الضعيف قد يصبح ثقة إذا وافقت روايته المذهب الحنفي ، ويصبح ضعيف إذا خالفت روايته المذهب .
وهو متحامل على أئمة السلف المثبتين لله عز وجل من الصفات ما وصف بها نفسه ، أو وصفه بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ،لكن إثباتاً بلا تكيف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل ، فنجده يصف ابن خزيمة بكلمات تقشعر منها الجلود أثناء تعليقه على كتاب الأسماء والصفات للبيهقي ، وكلامه في ابن تيمية وابن القيم معلوم لا يخفى على طلبة العلم .
وهناك أحمد بن صديق الغماري وإن كان أحسن حالاً من الذي قبله إلا أن عنده شطحات في العقيدة والمنهج .
وهناك إمامان سلفيان أثريان هما أحمد محمد شاكر والمعلمي اليماني إلا أنهما أقل حظوة وشهرة من شيخنا الألباني رحمهم الله جميعاً ولعل سبب ذلك عدم انتشار الفهارس وكتب الأطراف وتحقيق المخطوطات التي ازدهرت في عصرنا الحاضر.
ومع هذا الحب والتقدير والتعظيم والإجلال لشيخنا الإمام ، حسنةالأيام ، وريحانة بلاد الشام أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى لا نعتقد فيه العصمة فهو رجل من بني آدم ، يصيب كما يصيب غيره ، ويخطىء كما يخطىء غيره ، ولم يدع لنفسه عصمة من مفارقة الزَّلل ، ولا أمناً من مواقعة الخطل ، وكتبه شاهدة على ذلك ، لاسيما ماجدَّد طبعه أو الأجزاء الأخيرة من الصحيحة والضعيفة ، فقد تراجع عن تصحيح أحاديث بعدما استبانت له علَّتُها ، وتراجع عن تضعيف أحاديث ، بعد أن وقع لها طرق أو شواهد ، والكلام في التصحيح والتضعيف أمرٌ اجتهادي ، فلا ينبغي أن يشغَّب على المخطىء فيه ـ بعد أهليته ـ إن ثبت أن أصوله التي يعتمد عليها منضبطه فإذا كان الخطأ ملازماً للبشر ، لا يعرى عنه مخلوق مهما اجتهد واحتاط لنفسه في تحري الحق ، فليس من الإنصاف أن يعير المرء به إذا وقع منه ، لا سيما إن كان أهلاً للنظر ، ولو أراد أحد أن لا يخطىء في شيء من العلم ، فينبغي له أن يموت وعلمه في صدره ، فليس إلى العصمة من الخطأ سبيل إلا بتفضل رب العالمين على عبده .
( فائدة ) : قال الإمام الشوكاني اليماني ـ رحمه الله ـ :
" فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو الحق وهو الأولى بالحق ومن كان دليل الكتاب والسنة عليه لا له كان هو المخطىء ولا ذنب عليه في هذا الخطأ إن كان قد وفى الاجتهاد حقه بل هو معذور بل مأجور كما ثبت في الحديث الصحيح ( إنه إذا اجتهد فأصاب فله أجران وإن اجتهد فاخطأ فله أجر ) فناهيك بخطأ يؤجر عليه فاعله ولكن هذا إنما هو المجتهد نفسه إذا أخطأ لا يجوز لغيره أم يتبعه في خطئه ولا يعذر كعذره ولا يؤجر كأجره بل واجب على من عداه من المكلفين أن يترك الإقتداء به في الخطأ ويرجع إلى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإذا وقع الرد لما اختلف فيه أهل العلم إلى الكتاب والسنة كان من معه دليل الكتاب والسنة هو الذي أصاب الحق ووافقه وإن كان واحد والذي لم يكن معه دليل الكتاب والسنة هو الذي لم يصب الحق بل أخطأه وإن كان عدداً كثيراً فليس لعالم ولا لمتعلم ولا لمن يفهم وإن كان مقصراً أن يقول أن الحق بيد من يقتدي به من العلماءإن كان دليل الكتاب والسنة بيد غيره فإن ذلك جهل عظيم وتعصب شديد وخروج من دائرة الإنصاف بالمرة لأن الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق وليس أحد من العلماء المجتهدين والأئمة المحققين بمعصوم ومن لم يكن معصوماً فهو يجوز عليه الخطأ كما يجوز عليه الصواب فيصيب تارةً ويخطىء أخرى ولا يتبين صوابه من خطئه إلا بالرجوع إلى دليل الكتاب والسنة فإن وافقهما فهو مصيب وإن خالفهما فهو مخطىء ... "