العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

محاكمة ابن القيم بين العز وبين ابن الصلاح فيما ثار بينهما في معنى طيب خلوف فم الصائم عند الله، ومتى هو؟

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
[FONT=خط لوتس الجديد]محاكمة ابن القيم[/FONT]


[FONT=خط لوتس الجديد]بين [/FONT]


[FONT=خط لوتس الجديد]العز بن عبد السلام وبين ابن الصلاح[/FONT]


[FONT=خط لوتس الجديد]في طيب خُلوف فم الصائم عند الله، [/FONT]


[FONT=خط لوتس الجديد]متى هو؟[/FONT]


[FONT=خط لوتس الجديد]وما معناه؟[/FONT]



[FONT=خط لوتس الجديد]يقول ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب [صفحة 43، ط. دار الكتاب العربي، وتم تصحيح بعض الأخطاء من طبعة عالم الفوائد بتحقيق عبد الرحمن قائد 58-68]:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وقد اختلف في وجود هذه الرائحة من الصائم هل هي في الدنيا أو في الآخرة على قولين، ووقع بين الشيخين الفاضلين أبي محمد [ عز الدين ] بن عبد السلام وأبي عمرو ابن الصلاح في ذلك تنازع:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]فمال أبو محمد:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]إلى أن تلك في الآخرة خاصة وصنف فيه مصنفا رد فيه على أبي عمرو.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وسلك أبو عمرو في ذلك:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]مسلك أبي حاتم بن حبان فإنه في صحيحه بوب عليه كذلك فقال:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد][ ذكر البيان بأن خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ][/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ثم ساق حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد][ كل عمل ابن آدم له إلا الصيام والصيام لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح ] [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ثم قال:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد][ ذكر البيان بأن خلوف فم الصائم يكون أطيب عند الله من ريح المسك يوم القيامة ] [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ثم ساق حديثا:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]من حديث ابن جريج عن عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم [ قال الله تبارك وتعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك للصائم فرحتان : إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي الله تعالى فرح بصومه ] [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]قال أبو حاتم : [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]شعار المؤمنين يوم القيامة التحجيل بوضوئهم في الدنيا فرقا بينهم وبين سائر الأمم وشعارهم في القيامة بصومهم طيب خلوف أفواههم أطيب من ريح المسك ليعرفوا من بين ذلك الجمع بذلك العمل جعلنا الله تعالى منهم ثم قال ذكر البيان بأن خلوف فم الصائم قد يكون أيضا من ريح المسك في الدنيا .[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ثم ساق :[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]من حديث شعبة عن سليمان ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم [ كل حسنة يعملها أبن آدم بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف يقول الله عز و جل : إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به يدع الطعام من أجلي والشراب من أجلي وأنا أجزي به وللصائم فرحتان : فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه عز و جل ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك ] [/FONT][FONT=خط لوتس الجديد]واحتج الشيخ أبو محمد:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]بالحديث الذي فيه تقييد الطيب بيوم القيامة.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]قلت:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ويشهد لقوله الحديث المتفق عليه [ والذي نفسي بيده ما من مكلوم يكلم في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى : اللون لون دم والريح ريح المسك ] [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]فأخبر صلى الله عليه و سلم عن رائحة كلم المكلوم في سبيل الله عز و جل بأنها كريح المسك يوم القيامة [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وهو نظير إخباره عن خلوف فم الصائم فإن الحس يدل على أن هذا دم في الدنيا وهذا خلوف له ولكن يجعل الله تعالى رائحة هذا وهذا مسكا يوم القيامة [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]واحتج الشيخ أبو عمرو:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]بما ذكره أبو حاتم في صحيحه من تقييد ذلك بوقت إخلافه وذلك يدل على أنه في الدنيا فلما قيد المبتدأ وهو خلوف فم الصائم بالظروف وهو قوله حين يخلف كان الخبر عنه وهو قوله أطيب عند الله خبرا عنه في حال تقييده فإن المبتدأ إذا تقيد بوصف أو حال أو ظرف كان الخبر عنه حال كونه مقيدا فدل على أن طيبه عند الله تعالى ثابت حال إخلافه [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]قال :[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وروى الحسن بن سفيان في مسنده عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا ] فذكر الحديث وقال فيه [ وأما الثانية فإنهم يمسون وريح أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك ] [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ثم ذكر كلام الشراح في معنى طيبه وتأويلهم إياه:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]بالثناء على الصائم والرضى بفعله.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة حتى كأنه قد بورك فيه فهو موكل به![/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وأي ضرورة تدعو إلى تأويل كونه أطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله والرضا بفعله وإخراج اللفظ عن حقيقته ؟[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وكثير من هؤلاء ينشئ للفظ معنى ثم يدعي إرادة ذلك المعنى بلفظ النص من غير نظر منه إلى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عينه أو احتمال اللغة له[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم بأن مراده من كلامه كيت وكيت فإن لم يكن ذلك معلوما بوضع اللفظ لذلك المعنى أو عرف الشارع صلى الله عليه و سلم وعادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى أو تفسيره له به وإلا كانت شهادة باطلة [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ومن المعلوم:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك فمثل النبي صلى الله عليه و سلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعالهم وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه والعمل الصالح فيرفعه وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله الرضا فإن قال رضا ليس كرضا المخلوقين فقولوا استطابة ليس كاستطابة المخلوقين وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]ثم قال : [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وأما ذكر يوم القيامة في الحديث فلأنه يوم الجزاء وفيه يظهر رجحان الخلوف في الميزان على المسك المستعمل لدفع الرائحة الكريهة طلبا لرضاء الله تعالى حيث يؤمر باجتنابها واجتلاب الرائحة الطيبة كما في المساجد والصلوات وغيرها من العبادات فخص يوم القيامة بالذكر وفي بعض الروايات كما خص في قوله تعالى : { إن ربهم بهم يومئذ لخبير } وأطلق في باقيها نظرا إلى أن أصل أفضليته ثابت في الدارين [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]قلت:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]من العجب رده على أبي محمد بما لا ينكره أبو محمد وغيره فإن الذي فسر به الاستطابة المذكورة في الدنيا بثناء الله تعالى على الصائمين ورضائه بفعلهم أمر لا ينكره مسلم فإن الله تعالى قد أثنى عليهم في كتابه وفيما بلغه عنه رسوله صلى الله عليه و سلم ورضي بفعله فإن كانت هذه هي الاستطابة أفترى الشيخ أبا محمد ينكرها ؟![/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]والذي ذكره الشيخ أبو محمد:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]أن هذه الرائحة إنما يظهر طيبها على طيب المسك في اليوم الذي يظهر فيه طيب دم الشهيد ويكون كرائحة المسك ولا ريب أن ذلك يوم القيامة فإن الصائم في ذلك اليوم يجيء ورائحة فمه أطيب من رائحة المسك كما يجيء المكلوم في سبيل الله عز و جل ورائحة دمه كذلك لاسيما والجهاد أفضل من الصيام فإن كان طيب رائحته إنما يظهر يوم القيامة فكذلك الصائم.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وأما حديث جابر:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]( فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب من ريح المسك)[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]فهذه جملة حالية لا خبرية فإن خبر إمسائه لا يقترن بالواو لأنه خبر مبتدأ فلا يجوز اقترانه بالواو وإذا كانت الجملة حالية فلأبي محمد أن يقول : هي حال مقدرة والحال المقدرة يجوز تأخيرها عن زمن الفعل العامل فيها ولهذا لو صرح بيوم القيامة في مثل هذا فقال : يمسون وخلوف أفواههم أطيب من ريح المسك يوم القيامة لم يكن التركيب فاسدا كأنه قال: يمسون وهذا لهم يوم القيامة.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وأما قوله:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]( لخلوف فم الصائم حين يخلف)[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]فهذا الظرف تحقيق للمبتدأ أو تأكيد له وبيان إرادة الحقيقة المفهومة منه لا مجازة ولا استعارته وهذا كما تقول : جهاد المؤمن حين يجاهد وصلاته حين يصلي يجزيه الله تعالى بها يوم القيامة ويرفع بها درجته يوم القيامة وهذا قريب من قوله صلى الله عليه و سلم [ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ] وليس المراد تقييد نفي الإيمان المطلق عنه حالة مباشرة تلك الأفعال فقط بحيث إذا كملت مباشرته وانقطع فعله عاد إليه الإيمان بل هذا النفي مستمر إلى حين التوبة وإلا فما دام مصرا وإن لم يباشر الفعل فالنفي لاحق به ولا يزول عنه اسم الذنب والأحكام المترتبة على المباشرة إلا بالتوبة النصوح والله سبحانه وتعالى أعلم [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وفصل النزاع في المسألة أن يقال :[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]حيث أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بأن ذلك الطيب يكون يوم القيامة فلأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال وموجباتها من الخير والشر فيظهر للخلق طيب ذلك الخلوف على المسك كما يظهر فيه رائحة دم المكلوم في سبيله كرائحة المسك وكما تظهر فيه السرائر وتبدو على الوجوه وتصير علانية ويظهر فيه قبح رائحة الكفار وسواد وجوههم [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وحيث أخبر بأن ذلك حين يخلف وحين يمسون فلأنه وقت ظهور أثر العبادة ويكون حينئذ طيبها على ريح المسك عند الله تعالى وعند ملائكته وإن كانت تلك الرائحة كريهة للعباد فرب مكروه عند الناس محبوب عند الله تعالى وبالعكس فإن الناس يكرهونه لمنافرته طباعهم والله تعالى يستطيبه ويحبه لموافقته أمره ورضاه ومحبته فيكون عنده أطيب من ريح المسك عندنا فإذا كان يوم القيامة ظهر هذا الطيب للعباد وصار علانية وهكذا سائر آثار الأعمال من الخير والشر ، وإنما يكمل ظهورها ويصير علانية في الآخرة وقد يقوى العمل ويتزايد حتى يستلزم ظهور بعض أثره على العبد في الدنيا في الخير والشر كما هو مشاهد بالبصر والبصيرة [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]قال ابن عباس :[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]( إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق)[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وقال عثمان بن عفان : [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد](ما عمل رجل عملا إلا ألبسه الله رداءه إن خيرا فخير وإن شرا فشر)[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وهذا أمر معلوم يشترك فيه وفي العلم به أصحاب البصائر وغيرهم حتى إن الرجل الطيب البر لتشم منه رائحة طيبة وإن لم يمس طيبا فيظهر طيب رائحة روحه على بدنه وثيابه والفاجر بالعكس والمزكوم الذي أصابه الهوى لا يشم لا هذا ولا هذا بل زكامه يحمله على الإنكار فهذا فصل الخطاب في هذه المسألة والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب[/FONT][FONT=خط لوتس الجديد].[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]إضافة:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]نقل محقق شرح الإلمام محمد خلّوف العبد الله عن الدميري في "حياة الحيوان 2/676 أنه حكى هذا الخلاف بين الشيخين أبي محمد وأبي عمرو، ثم قال: [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]والذي ينبغي أن يعلم أن جميع ما وقع فيه الخلاف بينهما، فالصواب منه ما قاله الشيخ عز الدين بن عبد السلام، إلا هذه المسألة، فإن الصواب فيها ما قاله الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمهم الله.[/FONT] (1)
[FONT=خط لوتس الجديد]إضافة ثانية:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]التنزيه عن الجسمية ولوازمها توجب استحالة الاستلذاذ بالروائح في حق الله تعالى على الوجه الذي هو ثابتٌ فينا.[/FONT] (2)

[FONT=خط لوتس الجديد]وقال: لما كانت لفظة "أطيب" مذكورة في الحديث كان من وظائف الشارح أن يعرض لمعناها وينظر هل يمكن إجراؤها على ظاهرها المعلوم في العادة أو لا؟ فإن لم يكن نظر في وجه المجاز فهذا داع إلى بيان استحالة إرادة المعنى الظاهر منها عرفاً.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]والذي قاله من استحالة الاستلذاذ على الوجه المعلوم في العرف متفق عليه بين المتكلم والمتفلسف المشتَرِكين في التنزيه، وإنما اختلفا في اللذة العقلية، وليس هذا موضع الكلام على ذلك، وإنما يجوز هذا الظاهرَ الحشويُّ المصرِّح المبرح بالجسمية، والإلغاء للغيرية.[/FONT](3)
[FONT=خط لوتس الجديد]العلاقة كلما ضعفت بعد المجاز، وبالعكس، هذا من جهة النظر إلى القرب والبعد من حيث هو هو. [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد][لأن البعد يعسر على الذهن الانتقال من محل الحقيقة إلى محل التجوز][/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وقد يقوم معارض يمنع من هذا الضعف، ويحسن المجاز.[/FONT](4)
[FONT=خط لوتس الجديد]ووجوه الاستحسان والاستقباح في المجازات والاستعارات بعيدٌ أن يتيسر الوقوف على كلها، والتعبير عنها، وأبعد منه تحرير الحدود لأنواعها، والذي ذكره أهل علم البيان في هذا لا يفي بذلك.[/FONT] (5)
[FONT=خط لوتس الجديد]ثم نرجع إلى المقصود فنقول: [/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]نجعل العندية هاهنا [/FONT][FONT=خط لوتس الجديد] والله أعلم [/FONT][FONT=خط لوتس الجديد] عندية القيامة أو عندية العلم، ويكون المعنى: أن الخلوف أطيب في القيامة، أو في علم الله تعالى؛ لأنه في يوم القيامة أطيب من ريح المسك، بمعنى: أن الله تعىل يجعل رائحة الخلوف كرائحة المسك يوم القيامة، كما في دم الشهيد.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وهذا الفضل الذي ذكرناه يقصد به أمران:[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]أحدهما: بيان الحاجة إلى ذكر ما يتعلق بعلم الأصول والكلام، تنبيها على الجواب عن قول من يمنع الخوض في مثل هذا.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]والثاني: أنه إذا انقسم الحال في العلاقة بين القريب والبعيد، وأن البعد سبب للمرجوحية إلا لمعارض، وتبين كل ذلك احتاج أبو العباس [يعني القرطبي] إلى أن يبين المعارض المرجِّح لتقرير حُسْن ما قال.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وأما قول أبي العباس: ويحتمل أن يكون ذلك في حق الملائكة، يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]فإن أراد بذلك في الدنيا، فهو خلاف ما جاء: أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم مما يتأذى منه بنو آدم، وما جاء: أن السواك مطلوبٌ لتطيب الفم بسبب الملائكة.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وإن أراد أن يكون ذلك يوم القيامة، ففيه مجاز حذف المضاف؛ أي عند ملائكة الله.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]وعلى ما قلناه لا حاجة إلى هذا الحذف.[/FONT] (6)
[FONT=خط لوتس الجديد]تنبيه:[/FONT][FONT=خط لوتس الجديد] أوردت كلام ابن دقيق العيد رحمه الله لما فيه من تحرير وتنبيه على بعض النكات في المسألة، وما في كلامه من إشكال فهو مدفوعٌ بكلام ابن القيم السابق، ولا حاجة إلى إعادة الكلام وتكريره.[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]====[/FONT]
[FONT=خط لوتس الجديد]====[/FONT]

1- شرح الإلمام 3/223

2- شرح الإلمام 3/216

3- شرح الإلمام 3/217

4- شرح الإلمام 3/218، 219
5- شرح الإلمام 3/220

6- شرح الإلمام 3/220-222
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يرفع للفائدة بمناسبة الشهر الكريم
 
أعلى