العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الامام ابو الوليد الباجي يناظر الشيعة ويفتتح بلادهم بالمذهب المالكي

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
ورد الامام أبو الوليد الباجي المالكي مدينة حلب صادراً من العراق وكان قصده أن ينصرف منها بعد يومين، وقد غلب على أهل البلد ومعظمهم التشيع، وناظر بعض علمائها من الشيعة على مذاهب أهل السنة، فأفحمهم.

قال أبو الوليد الباجي في كتابه فرق الفقهاء: (ورغب إلى اهل العلم والحال في المقام بها وقالوا لى: أنت مستقبل الشتاء وليس بوقت سفر وأنت تقيم بصور أو غيرها إلى وقت السفر، فاجعل مقامك عندنا، وظهر من قلق المتشيعين فيها ما شاع، وبلغ السيدة بنت ابن رباب وكانت من اهل السنة و، وقصدت مجلسي وبلغ الامر الامير معز الدولة ثمال أبي علوان بن صالح الكلابي وهو صاحب حلب في ذلك الوقت.وكان قد أفسد مذهبه معلم قرأ عليه، فكانت زوجه السدة بنت ابن رباب أنمري تروم صرفه عن ذلك فلا تقدر عليه، فوجدت السيبل بي إليه، ورغب في إن يلقاني، فلقيته مرارا.وانصرف عن ذلك الرأي الفاسد على ما أظهر، وكلمت بين يديه المخالفين، وبلغ به الميل إلى ضرب بعض الشيعة المتعصبين وأخرجهم من البلد، وظهرت كلمة السنة.وقعدت لاقراء كتاب البخاري وحضرت السيدة المذكورة قراءة جميعه، وحضر الجم الغفير من الناس بعد منافرتهم لى، وأنسوا بما فيه من فضائل الصحابة، وبقيت عندهم بقية عام سبعة وثلاثين وعام ثمانية وثلاثين، وقد قرأ علي جماعة من أهل تلك الجهة، وفشت فيهم السنة، وكانت الفتوى فيها على مذهب مالك رحمه الله مدة مقامي بها.

وبلغ ذلك القاضي أبا جعفر السمناني شيخنا - رضي الله عنه - فكاتبني يقول لي: (استفتحت بلدا ما استفتح القاضي أبو بكر مثله)...إلى أن استدعاني وبلغ ذلك القاضي أبا جعفر السمناني شيخنا - رضي الله عنه - فكاتبني يقول لي: (استفتحت بلدا ما استفتح القاضي أبو بكر مثله)...إلى أن استدعاني إلى المغرب من كان بها من الوالدة والاخوة والاهل، فخرجت منها في صدر تسع وثلاثين وأربعمائة) ولعله عرج على صقلية حينما كان مشرقا أو مغربا، ولقي أبا العباس أحمد بن محمد الجزار الحراني الصقلي بها، أو بغيرها.

وهكذا مرت رحلته التي استغرقت ثلاثة عشر عاما، يجالس الشيوخ ويلازم الحفاظ، ويبحث عن حلقات الدرس والتدريس حيثما حل وارتحل.وينافح عن السنة ويروم الائمة الاعلام، لا فرق في ذلك بين الشافعية والحنفية والحنابلة والاشاعرة والمعتزلة، مع تمسكه بالمذهب المالكي، فتبرز في الحديث أيما تبرز، وأصبح من كبار الحفاظ وأئمة المسلمين.

أشهر مناظراته: كانت حياته حافلة بالدفاع عن السنة على مذهب مالك، وعقيدة الاشعري، فجادل وناظر حيثما حل وارتحل بايمان قوي، وشجاعة ادبية احتسابا لوجه الله تعالى.

ومن ذلك: اولا: ناظر الشيعة في حلقات مساجد حلب وبين يدي أميرها معز الدولة فانتصر عليهم وبقيت الفتوى تدور بها على مذهب الامام مالك طيلة الفترة التي قضاها الباجي بحلب من أواخر إلى اوائل (439هـ).

ثانياً: وتو عودته إلى الاندلس، وجد المذهب الظاهري يكاد ينتشر على يد ابن حزم بجزيرة ميورقة، فاستدعى لمناظرته بين يدي اميرها أبي العباس أحمد إبن رشيق فافحمه وفل من وجهه وأحرقت كتبه.

ثالثاً: كما ناظر بدانية أبا بكر بن الصائغ، وابن سهل بين يدي أميرها اقبال الدولة علي بن مجاهد.

رابعاً: وقعت بينه وبين أبي حفص الهوزني منازعات بمرسية، ذكر كل ذلك وغيره في كتابة (فرق الفقهاء)، ومع الأسف لم نعثر منه الا على نصوص وإشارات يسيرة متفرقة في مختلف المؤلفات التي ترجمت له.

نقلا عن هلال بن عبد الله بن عمر من كتاب التعديل والتجريح لرجال الصحيح للامام الباجي
 
إنضم
10 يونيو 2009
المشاركات
395
التخصص
فقه واصوله
المدينة
قرطبة الغراء
المذهب الفقهي
المالكي -اهل المدينة-
فائدة قيمة ، ماشاء الله بارك الله فيك اخي الكريم
 
أعلى