د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- انضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 8,678
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
هل يعد تحصيل القول الراجح بحد ذاته إضافة علمية؟
حين تلج المكتبات الجامعية وتتأمل في موضوعاتها، وتتصفح أوراق رسائلها، وتفتش فهارسها، فإنه يثار لك في كل رسالة تقبضها ثم تبسط صفحاتها:
سؤالٌ عريض، خلاصته:
سؤالٌ عريض، خلاصته:
ما هي الإضافة العلمية التي قدمها هذا الباحث في موضوعه؟
وتسجيل ماهية الإضافة العلمية هو موضوع ذا بال، لكن لعلنا نقف على نموذج واحد فقط من نماذج الرسائل العلمية، وهو نموذج "دراسة المسائل"، فكثير من الجامعات تعطي أولوية لهذا النمط من التصنيف، وتدرج تحته قوائم عدة من المشاريع.
فيتكلف الباحث في خضم بحثه إبراز المسألة بأصحابها ومستنداتها.
فيتكلف الباحث في خضم بحثه إبراز المسألة بأصحابها ومستنداتها.
وحين تقف، فتحدد دائرة الضوء في نطاق الإضافة التي قدمها هذا الباحث في تناوله للمسألة المعينة، فإنه قد تظهر لك بعض النتائج التالية:
1- اختصار المسألة.
2- بسط المسألة.
3- جمع أطرافها.
4- حسن تناول المسألة.
5- بيان القول الراجح.
2- بسط المسألة.
3- جمع أطرافها.
4- حسن تناول المسألة.
5- بيان القول الراجح.
أياً كان، فإنه يظل "القول الراجح" هو النقطة الأبرز في تكوين البحث، وهو محط اهتمامه، ومسقط نظره.
والقيمة العلمية للمسألة الفقهية التي يتناولها الباحث أيٍ كان شكلها، تتخذ صوراً عدة، يتلخص وزنها في نقطتين اثنتين:
1- شخصية الباحث.
2- حاجة المسألة إلى الإضافة.
1- شخصية الباحث.
2- حاجة المسألة إلى الإضافة.
وإذا نزلنا إلى الواقع قليلاً، ونظرنا بهذين المعيارين، لتسجيل الإضافة العلمية التي قدمها هؤلاء الباحثون، فإنه قد يتقلَّص لدينا عددٌ كبير من الإضافات العلمية، فينحسر حجمها عما كنا نتصوره ونتخيله بناء على الحجم الورقي لهذه الرسائل.
فكيف إذا أضفنا إلى ذلك أن إيراد هذه المسائل بجملتها ليست هي في مظانها الفقهية من الفقه المقارن.
فكيف إذا أضفنا إلى ذلك الواقع الفعلي في عدم تأهل كثير من الباحثين لدرجة القول الراجح، بل وما هو أقل من ذلك.
ولذلك تجد أن الإضافات العلمية التي قدمها الفقهاء القدامى ومن سار على نمطهم اليوم في الكتب المذهبية هي أقرب في تحصيل الإضافة العلمية، وذلك لأمرين اثنين:
1- أن العلم فيها مرتب، كل معلومة في موضعها المناسب حجما ودلالة.
2- أن درجات المتصدِّين لها في منازل مناسبة لأصحابها، وهم بجملتهم قد فرغوا من ترتيب مدارجهم في الاجتهاد والإفتاء.
وإن كانت تلك الطرق يبقى ما يرد عليها اليوم من إغفال الحاجة الفعلية الحالية للمسائل، بسبب اكتفائها بالمعلومة القديمة دراسة وتقويمها، مما يظهر اختلالا في التوازن إذا ما أسقطت الواقعة في تصاريف المسألة القديمة من غير التفات إلى متعلقاتها المستجدة.
1- أن العلم فيها مرتب، كل معلومة في موضعها المناسب حجما ودلالة.
2- أن درجات المتصدِّين لها في منازل مناسبة لأصحابها، وهم بجملتهم قد فرغوا من ترتيب مدارجهم في الاجتهاد والإفتاء.
وإن كانت تلك الطرق يبقى ما يرد عليها اليوم من إغفال الحاجة الفعلية الحالية للمسائل، بسبب اكتفائها بالمعلومة القديمة دراسة وتقويمها، مما يظهر اختلالا في التوازن إذا ما أسقطت الواقعة في تصاريف المسألة القديمة من غير التفات إلى متعلقاتها المستجدة.
عوداً إلى موضوع البحث، بإثارة السؤال مرة أخرى، فنقول: بناء على المعطيات السابقة هل يعد تحصيل القول الراجح بحد ذاته، والذي من أجله استهلك النصيب الأوفى من جهد الباحثين: إضافة علمية؟
كإجابة واقعية: الغالب، أن الأمر لم يكن كذلك، هذا إن سلم من الدخل، فالمسألة التي فيها قولان أو ثلاثة، لا يزيد من أمرها ولا ينقصه أن قال فلانٌ من الناس أن أحدها أرجح، ما لم يتصل بآلة الترجيح وزنها المعنوي من ثقل الصنعة كأصولي متضلع، أو فقيه فحل، أو عارفٌ مطلع.
أو أقام عليها المستندات اللائقة من ترجيح القول المعين، مما يضفي على القول المختار أبهة الإضافة على منصة المبتكرات، ولو كانت باعتبار.
أو أقام عليها المستندات اللائقة من ترجيح القول المعين، مما يضفي على القول المختار أبهة الإضافة على منصة المبتكرات، ولو كانت باعتبار.
وإلا فإن المناسب لحال الباحثين هو النظر فيما يناسب تكوينهم السابق، وما يدعم حظوظ تحصيلهم للإضافة المفترضة في البحث.
فإن هذا لعمري أجدى لهم، وأنفع لنا.
التعديل الأخير: