د. ياسر محمد جابر
:: متابع ::
- إنضم
- 5 مارس 2023
- المشاركات
- 58
- الإقامة
- قطر الدوحة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عمار الرشيدي
- التخصص
- فقه وأصول
- الدولة
- قطر
- المدينة
- الدوحة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
راقب تفكيرك
ليس اللسان من يحتاج للمراقبة بل التفكير، فاللسان يغرف من عقل المرء وقلبه، وربما نزغ الشيطان في تفكيره فأورثه سوء المقالة ومن ثَم الندم. ومن لا يملك القدرة على مراقبة تفكيره فعليه أن يلزم لسانه الصمت ما أمكن، لأنه لا يدري إن نطق هل ينطق بخير أم بشر؛ وهل يغرف بلسانه من تفكير طبيعي أم تفكير مخلوط فيه تلبيس.
ومما يساعده على ذلك ألا يتكلم إلا بالعلم والنصوص إن أمكنه فهذا يعصمه إن شاء الله، وكان الإمام أحمد لا يتكلم بكلام العامة فإن خاض الناس في أحاديث الدنيا أمسك، وإن تكلموا في العلم خاض وأفاض.
والمسألة تحتاج للرياضة، والدربة، والتكرار، والإلحاح على النفس، والعقل، والقلب كي يتعود الإنسان قلة المقال، وانتقاء الكلام، لأن عمل اللسان مما يدخل ويدرج في باب الطباع، والطبع موروث السنين، ولا يذهب الطبع فجأة، ولا بغتة، بل كما تربى ونشأ مع العمر فيحتاج لعمر كي يتلاشى.
وعلى الإنسان ألا ييأس من تعديل وتهذيب طباعه غير الراضي عنها ككلام كثير وعلو صوت مطبوعين، واندفاع، وتسرع ونحو ذلك.
وليكن هدف المرء مع بداية يومه أنه لن يتكلم كثيرا إلا للضرورة والفائدة وسينشغل بذكر الله تعالى، وسيستمع أكثر وأكثر وسيلازم الصمت قدر إمكانه، ويحدد لنفسه صبيحة كل يوم طبعا من طباعه فيعالجه سائر اليوم بالتهذيب والتأديب والترويض والتحكم والمراقبة، ويقيم تجربته في نهاية اليوم ويعطي لنفسه نسبة مئوية مناسبة على ما أنجزه في ذلك.
ولله در القائل:
عود لسانك قلة اللفظ
واحفظ كلامك أيما حفظ
وقل ذلك في سائر الطباع الأخرى كمن تطبع على النظر، أو الكسل، أو حب الفخر والخيلاء، أو كثرة الأكل والنوم، أو التواكل، أو المادية والانتهازية، أو النميمة، والكذب، والفتنة...الخ، فعليه أن يخطط للخلاص من هذه العادات ويستبدلها بالأخلاق الطيبة والعادات الحسنة والطباع الجميلة، ومع المجاهدة والصبر والترويض يجد ثمرة طيبة يسعد بها ويفرح، ويصبح أكثر حبا للحياة وللنفس وللناس، لأنه استطاع أن يعيد اكتشاف ذاته ويجدد صياغتها، ولا شك أن هذا إنجاز، والإنجاز من مفاتيح السعادة.
ليس اللسان من يحتاج للمراقبة بل التفكير، فاللسان يغرف من عقل المرء وقلبه، وربما نزغ الشيطان في تفكيره فأورثه سوء المقالة ومن ثَم الندم. ومن لا يملك القدرة على مراقبة تفكيره فعليه أن يلزم لسانه الصمت ما أمكن، لأنه لا يدري إن نطق هل ينطق بخير أم بشر؛ وهل يغرف بلسانه من تفكير طبيعي أم تفكير مخلوط فيه تلبيس.
ومما يساعده على ذلك ألا يتكلم إلا بالعلم والنصوص إن أمكنه فهذا يعصمه إن شاء الله، وكان الإمام أحمد لا يتكلم بكلام العامة فإن خاض الناس في أحاديث الدنيا أمسك، وإن تكلموا في العلم خاض وأفاض.
والمسألة تحتاج للرياضة، والدربة، والتكرار، والإلحاح على النفس، والعقل، والقلب كي يتعود الإنسان قلة المقال، وانتقاء الكلام، لأن عمل اللسان مما يدخل ويدرج في باب الطباع، والطبع موروث السنين، ولا يذهب الطبع فجأة، ولا بغتة، بل كما تربى ونشأ مع العمر فيحتاج لعمر كي يتلاشى.
وعلى الإنسان ألا ييأس من تعديل وتهذيب طباعه غير الراضي عنها ككلام كثير وعلو صوت مطبوعين، واندفاع، وتسرع ونحو ذلك.
وليكن هدف المرء مع بداية يومه أنه لن يتكلم كثيرا إلا للضرورة والفائدة وسينشغل بذكر الله تعالى، وسيستمع أكثر وأكثر وسيلازم الصمت قدر إمكانه، ويحدد لنفسه صبيحة كل يوم طبعا من طباعه فيعالجه سائر اليوم بالتهذيب والتأديب والترويض والتحكم والمراقبة، ويقيم تجربته في نهاية اليوم ويعطي لنفسه نسبة مئوية مناسبة على ما أنجزه في ذلك.
ولله در القائل:
عود لسانك قلة اللفظ
واحفظ كلامك أيما حفظ
وقل ذلك في سائر الطباع الأخرى كمن تطبع على النظر، أو الكسل، أو حب الفخر والخيلاء، أو كثرة الأكل والنوم، أو التواكل، أو المادية والانتهازية، أو النميمة، والكذب، والفتنة...الخ، فعليه أن يخطط للخلاص من هذه العادات ويستبدلها بالأخلاق الطيبة والعادات الحسنة والطباع الجميلة، ومع المجاهدة والصبر والترويض يجد ثمرة طيبة يسعد بها ويفرح، ويصبح أكثر حبا للحياة وللنفس وللناس، لأنه استطاع أن يعيد اكتشاف ذاته ويجدد صياغتها، ولا شك أن هذا إنجاز، والإنجاز من مفاتيح السعادة.
التعديل الأخير: