العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التعامل مع الأفكار وإدارتها

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
58
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
أولا: التعامل مع أفكار الآخر

نحتاج في التعاملات البشرية أن نتعامل مع الأفكار لا الأشخاص، هذه من الممكن أن تحل مشكلات كثيرة تتأزم بسببها علاقاتنا السوية؛ فتخيل مثلًا أن شخصًا قادم نحوك، يصيح عليك، يتملكه الغضب، متحفز للأذى والإضرار، فإما أن تقابله بردة فعل من جنس فعله، وإما أن تتعامل مع الأفكار السلبية المسيطرة عليه، وتحاول تغيير وجهتها باتجاه إيجابي وصحي، وربما كان التغيير سهلًا بابتسامة ليس أكثر، أو كلمة طيبة، أو إفهامه أن الأمور في تصوره خلاف الحقيقة، أو بكلمةٍ أو عبارة مثل: (حضرتك تؤمر، نعم، حاضرين، خذ ضيافة وإكرامًا أولًا ثم نتحدث، أنت إنسان متماسك، ومهذب، أنا طوع أمرك، منك نتعلم، فعلا أنا لم أفهم الموضوع بشكل كافي، بدأت أفهم منك بشكل أفضل)...الخ. هذه العبارات الناقلة للأفكار من السلب إلى الإيجاب.
وعلى ذلك شواهد، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - نقل أفكار الرجل الذي طلب رخصةً في الزنا إلى أفكار إيجابية بقوله: " أتحبه لأمك؟! لأختك؟! لعمتك؟! ومع كل سؤال يقول: لا. ثم قال: خرجتُ من عند رسول الله والزنا أبغض الأشياء إلي. فلنتعامل مع الأفكار، ونحول مساراتها السلبية إلى مسارات إيجابية، دون عداءٍ أو صدامٍ شخصيٍ مع أصحابها.


ثانيا: إدارة الأفكار مع الآخر
إدارة الحوار مع الآخرين مثل حل المسائل الرياضية، بعضهم يبني اللاحق على السابق، وبعضهم يترك السابق ويضيع في اللاحق، فلا أقام برهانًا ولا وضع اثباتًا. وإذا كان من يحاورك أعلى منك في الأسلوب، واللغة، والأداء، فحاول أن تجاريه في أسلوبه الراقي، وأداءه العالي، وإن كان محاورك أقل منك في الأسلوب؛ فاحذر أن تنزل إلى أسلوبه، فلا هو سيستفيد منك، ولا تركك على منزلتك، ومكانتك.

وكثير من الناس في كلامهم وحواراتهم ومجادلاتهم على مثل النموذج التالي:
المدير: أين كنت بالأمس ولم أرك؟
الموظف: كنت في المركز الصحي، لموعد مع الطبيب.
المدير: فما سبب غيابك عن العمل؟!
الموظف: وعكة صحية منعتني من الحضور.
المدير: فلماذا افتقدناك أمس إذن؟!
الموظف: كان عندي إجازة رسمية.
المدير: لماذا قطعت الإجازة إذن، وحضرت اليوم؟
الموظف يطالع المدير متعجبًا ولا يجد ما يقوله.
 
أعلى