العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أين يكمن الجمال؟!

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
58
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
هل الجمال كامن في العقل أم في الأشياء؟!!
للإجابة على هذا السؤال يلزمنا سؤال آخر هو:
هل الجمال واحد أم متعدد؟
مطلق أم نسبي؟
ذاتي أم موضوعي؟
والجواب من وجهة نظري المتواضعة هو أن الجمال أنواع:
جمال لا يختلف عليه اثنان كجمال الماء مع الخضرة والشمس والسحاب والطبيعة.
وهناك الجمال الراجع للبرمجة العقلية الذاتية، والمتشكل عبر السنين في العقل الذاتي فيختلف الحكم عليه من إنسان لآخر كحب الألوان:
أحدهم عنده برمجة عقلية منذ الطفولة على جمال اللون الأحمر، وآخر اللون الأزرق، وثالث اللون الأخضر...الخ.
والنوع الثالث من الجمال الجمال الموضوعي المتعلق بالشيء ذاته
فالناس يحبون اللون الأحمر في الورد واللون الأبيض في الثياب واللون الأسود للشعر، والألوان الهادئة للبيوت، ويكادون يتفقون على ذلك والحكم للغالب لا للنادر.
والنوع الرابع من الجمال، الجمال القيمي المرتبط بالأحكام القيمية والأخلاقية والإعجازية، التي تحتوي على عنصر الإبهار.
والخلاصة أن الجمال:
منه ما يكون متعلقا بالحكم العقلي
ومنه ما يتعلق بالحكم الموضوعي
ومنه ما يتعلق بالحكم القيمي
وعليه:
فالجمال شيء نسبي لا مطلق
طالما نعيش في الدنيا،
ومن أراد أن يمنح الجمال حكم الإطلاق فلينتظر حتى يدخل الجنة إن شاء الله، ففيها الجمال المطلق الذي لا قبح فيه ولا نسبية فيه ولا اختلاف عليه.
وقمة جمال الجمال حيث لا يدانيه جمال، ويهون معه كل جمال، ولا يشعر معه بشيء من الجمال دونه، هو جمال رؤية وجه الله تعالى، وهو النعيم الزائد في الفردوس، حيث لا نعيم يفوق ذلك النعيم.
جعلنا الله وإياكم ممن ينظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم.
د. ياسر جابر
باحث وكاتب
 
التعديل الأخير:
أعلى