العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

يا صبر ايوب!

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
58
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
تقول هذه الفتاة الجبلية:

كأن أبي كان يعدني من صغري لهذه المرحلة، فهل كان يستشرف المستقبل؟!
أنا ابنته الأصغر، ولي ثلاث اخوات متزوجات ولديهن أطفال، ولي أخوان أكبر مني.
أبي تاجر وغني وقوي وأمي جميلة ووضيئة، نكسب ونصرف بغير حساب، نعيش في سعادة وهدوء وسرور وحبور إلى أن..........
نعم إلى أن......
تزوج أخي الأكبر ودخلت زوجته بيتنا
عندها......
انقلب حالنا رأسا على عقب
عرف الفقر طريقه إلينا
زارتنا الأمراض والأوهام والوساوس..
كيف حصل هذا؟!!
عرفنا بعد وقت أن زوجة أخي تخونه، وواجهناها بذلك، وهددناها بإخبار أخي، فقامت بعمل سحر لكل من في البيت وأنا منهم، سحر مأكول ومرشوش، وبالفعل أخبرنا أخي، وهربت هي من البيت.
عما قليل كسدت تجارتنا، وأصيب أبي بشلل، وصار طريح الفراش، وأصيبت أمي كذلك وصارت قعيدة مريضة، وطلق أخي زوجته، وصرت أنا وأبي وأني وأخوي في البيت وتساءلت...
أكان أبي يعدني لهذا اليوم فلا يدللني كالبنات الصغار، ويتعمد الحزم معي، ويطالبني أن أكون جادة دائما وأتحمل المسؤولية وأتميز بالصلابة، والقوة....أجال في خاطره أن يأتي اليوم الذي توشك السفينة فيه على الغرق فلا تجد قائدا لها غيري، ربما!!.
مرت السنون وأنا أحمل فوق كتفي ورأسي عبء السحر
وعبء العزوبة
وعبء مرض والدي
وعبء اخوتي

كنت أرفض العرسان لانشغالي بوالدي حيث لا راع لهما غيري
أبي يريد أن أظل بجواره طوال الوقت، فإن ابتعدت عنه للحظات يبكي كالأطفال، ثم لم يعد ينام ولا يسكن ولا تهدأ مخاوفه إلا بعد أن أحتضنه وأربت على ظهره وكتفيه؛ لأطمئنه أني موجودة ومعه ولن أتركه.
يظمأ فلا يعرف الري والماء إلا من يدي، علاجه بيدي، أضاحكه ببعض الطرائف والقصص كي ينام.
وأمي كذلك قريب من هذا..
بلغت الثالثة والثلاثين من عمري، والأيام تمضي والسنون تنقضي، والمسؤولية تزيد،
ثم مرضت أنا الأخرى وأصبت بتكيس في الرحم، وقال لي الأطباء لا أمل لي في الإنجاب.
فعلام الزواج إذن؟!!
هذا قدري
اختاره الله لي
وأعدني له أبي من طفولتي
كل ذلك هان علي لعلمي بأن لله تعالى فيه حكمة،
وقد فوضت أمري إلى الله.
لكن..
لكن..
الذي صعقني
نعم صعقني هو.....
أخواتي البنات
يطالبون أخوتي البنين بطردي من البيت
أنا أختهم الصغيرة
آخر العنقود
التي يفترض أنها المدللة المحبوبة التي تطلب ولا يطلب منها شيء..
يطردونني من البيت
لماذا؟!!!
يقولون أني أقوم بخدمة أبي وأمي وأتفاني كل هذا التفاني، وأرفض لأجلهما العرسان والزواج، ليس حبا ولا كرامة
بل طمعا في أن أغلب على عقل أبي وأجعله يكتب لي نصف البيت..
اطردوووووهاااااااااا
إنها لئيمة
صاعقة أصابت قلبي
وماذا بعد طردي؟
من يحل مكاني في خدمة أبي وأمي؟
من يقوم بشأن أخوي؟
من يطبخ لكم الغداء والعشاء عند زيارتكم أنتم وأولادكم؟
من يقوم بحق الضيفان؟
من يعمل الآن بالخياطة لينفق على والديه؟
هل فعلتم أو تفعلون او ستفعلون؟
قُتل الخراصون
إفك مفترى
بهتان مبين
فإن كان الأمر كذلك
فماذا بعد رحيل أبوي
هل سيكون الطرد مصيري
والضياع طريقي
والشارع مسكني
من يطلب طردي
أخوتي؟!
اللحم والدم؟!
الشرف والعرض؟!
أختكم الصغيرة المريضة العائلة، التي ضحت ولا تزال يكون جزاؤها الطرد
فأي نفوس أنتم؟!
وأي قلوب لكم؟!
وأي أرواح تحوم فيكم؟!
أوصيكم
يامن قرأتم قصتي
التي غزلتها بأدمعي
ألا تنسوني من دعائكم
وادعو لي بصبر أيوب؟!
نعم..
صبر ايوب.
 
أعلى