الترجيح باستخدام البحوث العلمية المعاصرة

[أسامة بن حسن البلخي]

بسم الله الرحمن الرحيم :
من البحوث الأصولية الهامة ( التعارض والتريجح ) بكل محتلف طرق الترجيح في أبحاث الكتاب والسنة ؛ وأثر الخلاف في النص بين مختلف الدلالات الطنية والقطعية ، و مختلف بحوث السند والمتن ، و بحوث الإجماع والقياس والعلة ومسالكها ، ومن ثمة قد لايكفي في بعض المسائل التوقف عند هذه البحوث لوجود علاقة لفرع من الفروع الفقهية بنوع من الأبحاث الحديثة المتعلقة بالبحث العلمي الحديث المتعلق بالكشوفات المختلفة حول مختلف المواضيع الطبية أو الفلكية ، فمن البحوث الطبية ما يتعلق بالجينات الوراثية (الكروزومات ) وما يتعلق بها من أبواب مسائل الأنساب وثبوت النسب ؛ و الفرائض أحيانا ؛ و غير ذلك ، وكذلك ما تقدم به البحث الفلكي من معرفة تفاصيل كثيرة حول القمر و حقيقة ولادنه و ظهوره ووصوله إلى المحاق ؛ و مدة بقاءه في الأفق و كل مايتعلق بالشهر العربي .. وخروج العلم به من الدلالة الظنية إلى الدلالة القطعية مقابل الرؤية البصرية التي ما زال يعول عليها كثيرون مع توصية المجامع الفقهية بضرورة السماح باستخدام الوسائل الحديثة بدفع القول بدخول الشهر أو بإثباته ؛ ومع ذلك لم نصل إلى قول واضح يستند إليه الفقيه بجرأة و وضوح مقابل الجمود الذي لم يتبعه تغير عملي من فقهاء فلكيون يجزمون بالفتوى جزماً في هذا الباب دون تلكؤ أو غضاضة فنعلم أن ولادة الهلال فيها مؤشر واضح على أن الولادة للهلال فيها نسبة مايليها من أيام للشهر الجديد على وجه قطعي ... ويأخذ أحكام دخول هذا الشهر بلا تردد ...
ومن هذه المقدم والبيان لابد من بحوث قوية ذات حجة مسلسلة تبين أثر هذه الاكتشافات في ترجيح مثل هذه الفروع بقيام علة جديدة في قياس فرع أو اختفاء علة في زوال القياس أو الحكم بهذا الفرع و لوفي نص ظاهر .
والله ولي التوفيق