العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي مُخاطَبًا بالتكاليف الشرعية ؟!!!

إنضم
25 فبراير 2023
المشاركات
35
الجنس
ذكر
التخصص
الأدب والنقد
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الأحناف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..

في الآونة الأخيرة وفي ظل التقدم التقني الكبير الذي نشاهده من حولنا على كافة المستويات، وإحلال الرّقْمَنة مكان الإنسان في كافة الوظائف والمِهَن والنشاطات، أصبح من الطبيعي مناقشة قضايا تتعلق بالذكاء الاصطناعي في جوانب متعددة، مثل ما يتعلق بالشريعة، وما يتعلق بالقانون، فممّا يتعلق بالقانون .. فإن الإنسان الآلي في أقرب الأقوال يضمنُ صاحبه إذا أحدث خللا خلال القيام بعمله سواء على المستويات الطبية أو غير ذلك، وهذه قضية تم بحثها فيما يتعلق بالفقه الجنائي – الفاعل المباشر وغير المباشر - .

ومع تطور الذكاء الاصطناعي فإننا سوف نشهد في الأوقات القريبة من يقوم بكافة الأعمال بدلا عن الإنسان، ومن تلك الأعمال: القضايا المتعلقة بالشريعة والأحكام الشرعية .

ففي جانب العبادات وأحكامها.. هل يمكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي بالإمامة بالمصلين في المسجد إذا كان حافظًا للقرآن الكريم ويقرأ بالإحكام المنضبطة ؟!

وقبل ذلك هل يلزمه الطهارة لمثل تلك القضايا أم إنه شخصية إعتبارية فقط ؟!

وكذلك خطبة الجمعة وصلاة العيدين، هل يصح أن يؤم المصلين ويخطب لهم ؟!

وفيما يتعلق بالزكاة.. هل تجب عليه الزكاة في حالة كونه مخاطبًا بالأحكام الشرعية وغيرها من القضايا ؟

وفي الحج.. هل يمكن أن يؤدي مناسك الحج عن نفسه إذا كان مخاطبًا أو عن غيره إذا كان متوفيًا ؟

وكذلك الصيام.. هل يحق له الصوم وغيره من المسائل التي تتوجب على المكلفين ؟

هذه بعض المسائل التي يجب أخذها بعين الاعتبار حتى نتمكن من وضع تكليف شرعي مناسب لها، وهذا التطور اللحظي يفرض علينا وضع تصورات لتلك القضايا، ومعرفة ما يمكن أن تُجيزه الشريعة وما لا تجيزه، وضبط المسافة بين الشخصيات الحقيقية والشخصيات الإعتبارية .
 
إنضم
23 سبتمبر 2013
المشاركات
47
الإقامة
الجزائر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الفقه وأصوله
الدولة
الجزائر
المدينة
بابا حسن
المذهب الفقهي
مالكي
السلام عليكم ورحمة الله.
شكرا على طرح هذا الموضوع الحيّ الراهن، وبناء على عناية لي ببعض جوانبه، يمكنني القول:
أولا:
فإننا سوف نشهد في الأوقات القريبة من يقوم بكافة الأعمال بدلا عن الإنسان،
لا أرى صحة الجزم بأن هذا التطور واقع، ومعلوم أن (سوف) من أدوات التوكيد، ولعلكم لم تقصدوا ذلك. وأهل الخبرة مختلفون في ما يمكن ان يصل إليه هذا المجال، وهل حقا سيعوض البشر في بعض المجالات الخدمية
ثانيا:
يجب أخذها بعين الاعتبار حتى نتمكن من وضع تكليف شرعي مناسب لها،
المقصود بالتكليف الابتلاء ، ولا يوجد مكلف غير الإنس والجن، فما شأن هذه الجمادات مهما بلغ ذكاؤها؟
ولا يمكن توجيه خطاب التكليف -على وجه الحقيقة- لغير ذي الوعي، صاحب الذمة التي هي متلقَّى التكاليف.
ةأقصى ما يتصور من التكليف الشرعي في أدوات (الذكاء الاصطناعي) هو خطاب الوضع،

قال الغزالي: " وأما أهلية ثبوت الأحكام في الذمّة فمستفاد ‌من ‌الإنسانية، التي بها يستعد لقبول قوة العقل، الذي به فهم التكليف،.. وشرط الإنسانية الحياة " «المستصفى» (ص67)
وقال التفتزاني " والوجوب مبنيّ على الوصف المسمّى بالذمّة، حتى لو فُرض ثبوت العقل بدون ذلك الوصف، كما ‌لو ‌ركّب ‌العقل في حيوان غير الآدمي، لم يثبت الوجوب له وعليه " التلويح على التوضيح لمتن التنقيح» (2/ 322)
فما بالك بغير الحيوان؟
والله أعلم



 
إنضم
15 أغسطس 2016
المشاركات
120
الإقامة
مكناس - المغرب
الجنس
ذكر
الكنية
امصنصف
التخصص
الدراسات الإسلامية
الدولة
المغرب
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
يقول المالكية دعها حتى تقع، ومع ذلك لنسلم مع الأرأيتية أن هناك إنسان آلي بذكاء اصطناعي -وهو واقع مشهود- وبشري مسلم ذكر أو انثى أرادا الزواج فما حكم الشرع في ذلك. مع التفصيل هل ذلك الإنسان الآلي ذو الذكاء الاصطناعي علماني أو مسلم؟ وهل يجوز له الإرث والوصية وإذا قتل الزوج البشري (ذكرا/ انثى) فعلى من القصاص والدية هل هي قاصرة على الإنسان الآلي أم متعدية إلى الصانع أو المالك؟ هذه هي التحديات الفقهية المعاصرة التي يجب أن تناقش. أما المخاطبة بأحكام التشريع فالآلة حتما غير مخاطبة لأنها تجمع بين أحكام البهائم والجماد. طبعا هناك حالات أكثر تقدما لم أطرحها لأنها مازالت بعيدة الوقوع وفي نشرها فتنة.
 
أعلى