العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التشكيك في الأحاديث

د. ياسر محمد جابر

:: مطـًـلع ::
إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
119
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
١٤٧. يشكك أحدهم في أحاديث أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما ويقول إن في البخاري أحاديث ضعيفة، نرجو التوضيح والنصيحة لله فيما عرضناه ولكم جزيل الشكر؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
أقول لكل ملبس بالباطل والزيغ عن قصد وعمد:
وهل أحاديث أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما أو أحاديث البخاري رحمه الله، من تأليف عقولهم؟
أم أنها كلام النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات الصحة بالسند المتصل الصحيح أو الحسن؟ أو المرفوع الصحيح، او الموقوف على الصحابي وهو صحيح في نسبته للصحابي والصحابي لا يكذب، أو الموقوف على التابعي وله درجة الصحة في نسبته للتابعي ولم ينسبه البخاري للنبي صلى الله عليه وسلم؟ او روي بصيغة العنعنة (عن) او الأننة (أن)، ومعظمها صحيح، ولم يجزم البخاري بصحة بعضها وهو قليل جدا جدا؟
فأما عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالفقه في الدين وتعلم التأويل.
وأما أبو هريرة فكان ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم على لقمة يأكلها، ولم ينشغل بالأسواق ولا التجارة، فسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يسمعه غيره لطول الصحبة والملازمة والملاصقة.
وأما البخاري فلا يضره ان يكون في صحيحه أكثر من ١٠٠٠٠ حديث صحيحة مبوبة على ابواب العلم والفقه ومرتبة منهجيا وعلميا، وفيها بضعة أحاديث ضعيفة، لأن الحكم للغالب وليس للنادر.
ومن الذي له الكمال؟ هل تريد كتاب البخاري معصوما ككتاب رب العالمين؟
قال الشاعر:
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى بالمرء نبلا ان تعد معايبه
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: عدد أحاديث البخاري بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات (7397) حديثاً، والخالص من ذلك بلا تكرار (2602) حديثاً (أي حديثا صحيحا بالسند المتصل لرسول الله صلى)، وإذا أضيف إلى ذلك المتون المعلقة المرفوعة (التي رواها الصحابي من غير سماع من النبي صلى الله عليه وسلم) وهي (159) حديثاً فمجموع ذلك (2761) - وكلها صحيحة لا ضعف فيها - وعدد أحاديثه بالمكرر والتعليقات والمتابعات واختلاف الروايات (9082) حديثاً، وكلها صحيحة لا ضعف فيها.
وهذا غير ما فيه من الموقوف على الصحابة والتابعين. (فإن كان ثمة ضعف ففي هذا الجزء الأخير وهو نادر جدا).
إذن يوجد في صحيح البخاري أكثر من عشرة آلاف 10000 حديث صحيحة السند تم تصنيفها وتبويبها وترقيمها مع التكرار اللازم علميا ومنهجيا.
فهل تريدون إلغاء صحيح البخاري وما دون مستواه من كتب الحديث، أي كل مصادر الحديث. إذن:
سيحدث فراغ تشريعي، من يقوم بسد هذا الفراغ؟
اذكر لي عالما واحدا يسد فراغ الصحابة ورجال الحديث الصحيح؟
أم هو انت؟
هل يمكنك ذلك؟
من يستطيع أن يقوم بهذا الجهد؟ هل يقدر عليه جميع العلماء المعاصرين متحدين؟
هل بإمكانهم جميعا قطع البلاد والجبال والوديان والسهول والقفار والترحال والتجوال لأجل حديث واحد مثلما كان يفعل البخاري؟ ثم بعد ذلك كان البخاري لا يكتب حديثا إلا إذا وكَّل الله تعالى في كتابته وخرج من اختياره وحوله وقوته إلى حول الله وقوته وعلمه وحكمته، بأن يتوضأ ويصلي صلاة الاستخارة فإذا شرح الله صدره كتب الحديث وهو مطمئن لاختيار الله تعالى، وإذا لم يشرح الله صدره لم يكتبه.
حتى ترك كتابة عشرات الآلاف من الأحاديث.
ثم...كيف كنت تريد أن ينتقل إلينا كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟ وما هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟ أليس هو السنة النبوية؟ وما وظيفة السنة النبوية؟ أليست توضيح وبيان ما جاء في القرآن مجملا غير مفصل كالصلاة والزكاة والحج والصوم وغيرها؟ لكن هل السنة ملزمة للمسلمين بنص القرآن أم لا؟ ألم يقل الحق سبحانه في كتابه: (وأطيعوا الرسول) وقال:( وما آتاكم الرسول فخذوه) وقال: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني).
وإذا سلمنا لك وتركنا وتخلينا عن أحاديث الصحابة الصحيحة وصحيح البخاري وهو الأعلى في كتب الحديث، أليس معنى كلامك أن نتخلى عمن دونها من كتب الحديث؟
إذن فمن أين نأخذ حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل يمكن الاكتفاء بالقرآن؟ وهل في القرآن أن الصلاة خمسة فروض بأسمائها وهل فيه كيفية التكبير والاستفتاح والركوع والسجود وما يقال فيهما؟ وهل فيه أن زكاة المال ربع العشر؟ كيف ستصلي وتعبد الله إذا أسقطت الأحاديث؟
وهل وجدت أحدا يمدك بالأحاديث النبوية الصحيحة أفضل من البخاري؟ فمن هو؟ وماذا قدمت انت من خدمة لدين الإسلام؟
البخاري قدم الحديث الصحيح فهل قدمت أنت حديثا؟ أو فقها أو تفسيرا أو عقيدة...الخ؟ ما هي مؤلفاتك ما هو علمك ما انجازاتك؟!!! هل قرأت صحيح البخاري وشروحه؟
هل انت أهل للحكم على قامة كبيرة مثل ابن عباس وأبي هريرة والبخاري رضي الله عنهم أجمعين؟
فإن كنت لا شيء مما ذكرت لك فاكتب بيديك اعتذارا رسميا وأرسل به عاجلا لأرواح الصحابة الكرام ولروح الإمام البخاري عساهم يصفحون عنك ولا يقتصون منك بين يدي الله تعالى يوم القيامة إذا نصبت الموازين وتطايرت الصحف، حيث الإفلاس الحقيقي يومئذ لمن وقع في أعراض الناس، وافترى الإثم والبهتان.
 
أعلى