العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم

د. ياسر محمد جابر

:: مطـًـلع ::
إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
119
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
١٣٨. في قصيدة للبوصيري يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول فيها:
مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ

مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ
فهل هذا القول صحيح؟

ج: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فأما قوله: مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ،
فلا يوجد دليل على خلط المادة التي خلق منها النبي صلى الله عليه وسلم بمادة النور، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم خُلق من نطفة كسائر البشر، قال تعالى: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي)
وقال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) ورسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحياء المخلوقين من ماء، ولم يقل الله تعالى أنه خلقه من النور، والرسول صلى الله عليه وسلم لما سأله أعرابي كما في سيرة ابن هشام من أين أنتما؟ أي وأبو بكر رضي الله عنه، قال نحن من ماء.
يقصد مخلوقان من ماء.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم هو نور الهداية والرحمة والشفاعة جعله الله للناس نورا مبينا وسراجا منيرا بما أنزل عليه من القرآن والحكمة وفصل الخطاب، ونور الإيمان الذي كان يبدو في وجهه لمن يراه، حتى يبدو أجمل من البدر.

وأما قوله: محمد لم يزل نورا من القدمِ
فقول خاطئ ومخالف للعقيدة الصحيحة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مخلوق حادث وليس قديم، وقبل وجوده كان عدما، والله وحده هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وفي الحديث: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم.
والقدم ننا وصف للسلطان وليس لله تعالى.
فالله هو الأول وسلطانه هو القديم.
وعلى ذلك لا يوجد دليل على نورانية المادة التي خلق منها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا على كونه قديم قبل الخلق أو أنه أول الخلق، فإذا من الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله.
أي لا تمدحوني بالباطل ولا تجاوزوا الحد في مدحي كما عملت النصارى مع عيسى، فمدحوه حتى جعلوه إلها.
وأما مدحه والثناء عليه دون الإطراء فمشروع ومطلوب. قال الله تعالى: [لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه] (الفتح: 9). وتعزيره تعني نصرته، وتوقيره احترامه والثناء عليه بما هو أهله.
والله أعلم.
 
أعلى