العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التلاوة بالمقامات

د. ياسر محمد جابر

:: مطـًـلع ::
إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
119
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
١٢٢. ما حكم قراءة القرآن الكريم بالمقامات؟ مع ذكر الدليل بارك الله فيك. وإذا لم يكن ذلك جائزاً فكيف نرد على من يجيز القراءة بالمقامات بالدليل أيضاً؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
فالأصل الوارد في النصوص والأثر هو قراءة القرآن بدون مقامات على الطبيعة والجبلة، وتقتصر القراءة على الحزن في جميع القرآن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن أنزل بحزن فاقرؤوه كما أنزل". وهذا يشمل جميع القرآن بجميع آياته، آيات الخوف والفرح والنعيم والعذاب والأحكام والأخلاق، لأن النص عام ليس فيه استثناء.
إذا قرأت آيات الخوف والعذاب أشفقت أن تكون من أهلها، وإذا قرأت آيات النعيم والفرح أشفقت ألا تكون من أهلها...الخ.
وأما من كان صوته رديئاً فلا بأس أن يتعلم أسلوب الحزن في القراءة المسمى بمقام الصبا فقط ليقرأ القرآن بصوت طيب أو يحسن صوته، بدون تكلف أو غلو، وقلنا يتعلم طريقة الحزن (مقام الصبا) لأنه موافق للدليل في الحديث السابق، وفي الحديث: "اقرؤوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا".
لاحظ أن هذا نص عام أيضاً لا يستثني آيات معينة من القرآن.
ولا مشاحة في المسميات، الحزن أو الصبا، والأولى الاقتصار على الأسماء أو المسميات العربية المألوفة للسماع، والبعد عن المسميات الأعجمية كالصبا ونهاوند وسيكا...الخ. فلسنا بحاجة لهذه المسميات، فقط يحتاج القارئ ليتعلم طريقة الحزن في القراءة إذا كان لا يجيدها بالفطرة والطبيعة، وهذا أوسط الأقوال في المسألة على ما أعلم وأيسرها.
والمقامات لم ترد في تلاوات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.
بل هي مستحدثة في الغناء ثم نقلوها من الغناء إلى القرآن، فقالوا نقرأ آيات الحزن بمقام كذا وآيات الفرح بمقام كذا وآيات الهيبة بمقام كذا وآيات الشدة والرهبة بمقام كذا، ومنهم من يرعد ويتكسر ويتميع ويضحك، ويرفع ويُخفض ويصرخ ومنهم من يجعل الحرف يهتز ويتراقص، ومنهم من يغني بالحرف غناء أهل الموسيقي، والأعجب من يحضر العود الموسيقي ليضبط عليه المقام الصوتي وهو يتلو القرآن، وصار السامعون بدلا من الخشية والخشوع والوقار والسكينة وحسن السمت والصمت، يتراقصون ويصرخون من شدة الجذب والطرب، وهذا من اللهو لا من الوقار، وكل ذلك ليس من الدين في شيء، وتخصيص الآيات بأقسام ثم تخصيص الأقسام بألحان بدعة يجب أن يُنزه عنها كتاب الله تعالى، بل هو سفه يجب أن يُعزر فاعله من قبل أهل العلم والولاة الصالحين. ولو اقتصر القارئ على طريقة الحزن لوجدت السامعين يعلوهم الخشية والخشوع.
فإن قلنا مجازاً بتعلم مقام الحزن المسمى الصبا لتحسين صوته، فيقتصر على ذلك، ولا يتعداه لبقية المقامات لأنها خاصة بالغناء وإدخالها في القرآن بدعة.
ومن قال إنها مقامات صوتية مجردة داخلة في علم الأصوات لا في الغناء والطرب، قلنا:
لو سلمنا لكم بذلك، فقد جاءت النصوص مقتصرة على القراءة الحزينة، فالأسلم والأولى الالتزام بالنصوص، وعدم التعدي لغيرها، والله أعلم.
 
أعلى