الشيعة ومقتل الحسين رضي الله عنه

[د. ياسر محمد جابر]

١.٨- لماذا الشيعة يحتفلون بالحسين رضي الله عنه رغم أنه بسببه كانت حمامات الدم في وأزهقت بسببه ملايين الأرواح ومازالت تزهق حتى الآن تحت شعار (يا لثارات الحسين) بينما لا يحتفلون بالحسن رضي الله عنه الذي حقن الدماء ونشر السلام والمحبة في عام الجماعة ؟!
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد؛
الأخ أبو براء
نحسن الظن في نيتك
ونقول ربما العبارة خانتك
أو ربما خانك الفهم التاريخي
لذا اسمح لي اوضح لك:
أن الدماء التي تسيل كما تقول حتى اليوم ليست بسبب الحسين عليه السلام ولكن بسبب غدر أنصار الحسين بالحسين وخلفهم العهد والوعد معه وتركهم له وحيدا بعدما عاهدوا وبايعوه على الخلافة وكان يرى نفسه أحق بالخلافة ثم إذا به وبعد عهدهم له ومبايعتهم إياه وتأكيدهم له أنهم لن يخذلوه تركوه في العراء وحده.
ولِقُوة إيمانه أبَى على نفسه الجبن والذلة والخزي فاستقبل أجله شجاعا مقبلا غير مدبر.
ثم بعد ذلك اتخذ أنصار الحسين من مقتله عيدا يطالبون فيه بثأره. وهل قتلَه إلا هم؟
ألم تر أخي أن الله تعالى يعاقبهم على غدرهم بالحسين بالعذاب الذي ينزلوه بأنفسهم من الجلد والجرح وسفك دمائهم.
فو الله لا أشك في نفسي أن هذا انتقام منهم وعذاب لهم بأيديهم لأنهم من فعلوا بالحسين ذلك.
وإذا كنت ستسأل لماذا لم يفعل الحسين ما فعله الحسن؟
فلنا أن نسأل: ألم يفعل كما فعل والده أبو الحسن علي بن أبي طالب؟
ثم إن الحسن تولى الخلافة ستة أشهر وتخلى عنها بعدما اكتملت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين عاما.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: الخلافة الراشدة بعدي ثلاثين عاما.
فتنحى الحسن عملا بالحديث لتكون خلافته هي المتممة للخلافة الراشدة.
ولم يزد عن ذلك حتى لا تكون خلافته خلافة غير راشدة.
فالحسين اجتهد وأخذ بالعزيمة وخانه من بايعه وهم أهل العراق.
والحسن اجتهد وأخذ بالحديث وتنحى عن الخلافة ليختم بالستة أشهر الخلافة الراشدة.
وكل مأجور عند الله تعالى ان شاء الله.
أما لماذا يحتفل الشيعة بمقتل الحسين فهو كاحتفال النصارى بصلب المسيح.
وكل ذلك داخل في اللامعقول واللامنطقي.
ومن يهن الله فما له من مكرم.
غدروا بالحسين وكفروا أبا بكر وعمر وعثمان واتهموا عائشة أم المؤمنين في عرضها وشرفها وقد برأها الله في كتابه. وزعموا أن القرآن محرف قد حرفه الصحابة، وزعموا أن جبريل عليه السلام أخطأ ونزل بالنبوة على محمد صلى الله عليه وسلم وكان يجب أن ينزل بها على علي رضي الله عنه، وقالوا بعصمة الأئمة...الخ
مفتريات كثيرة وطامات كبيرة.
هداهم الله للحق المبين.