د. ياسر محمد جابر
:: مطـًـلع ::
- إنضم
- 5 مارس 2023
- المشاركات
- 119
- الإقامة
- قطر الدوحة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عمار الرشيدي
- التخصص
- فقه وأصول
- الدولة
- قطر
- المدينة
- الدوحة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
١٠٧. أعرف أن صلة الرحم مهمة جدا بل وهي فرض على من أراد ان يؤدي حقوق ربه، ولكن انا أقع في حيرة يا شيخ لان لي رحما لو وصلتهم آذوني وحسدوني ونظروا إلى بيتي وزوجتي وأولادي ويسببوا لي المشاكل الكثيرة جدا
والله يعلم أني أريد صلتهم لأنهم رحمي لكني أبتعد لكثرة ما يسببونه لي من مشاكل فما رأيكم وماذا افعل، وزوجتي ايضا لها رحم ولكنها آثرت الابتعاد عنهم تجنبا لمشاكلهم.
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله:
فلو جعلنا الحسد سببا لقطيعة الرحم فلن يصل أحد رحمه، وسيكون الفساد الناتج عن قطع الرحم أشد من الفساد الواقع بالحسد.
ومقارنة الأقارب بعضهم ببعض في النعم شيء شائع، فهذا مما عم الابتلاء به، لكن الله تعالى كما أمرنا بصلة الرحم أمرنا بالتعوذ من الحاسد وتحصين النفس والأولاد بالأذكار والرقية الشرعية، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستعانة بالكتمان على قضاء الحوائج، وأمرنا بالإحسان إلى الناس.
وود الشيطان لو وسوس للناس جميعا بقطيعة الرحم خوفا من الحسد فأطاعوه وقطعوا أرحامهم، والله تعالى يقول (فاتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) ويقول (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم).
لكن العلماء قالوا أيضا في ضوء فهمهم للنصوص إن دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة.
فإن كان أحد من الأرحام مشهور عنه الحسد وكراهية الخير للناس ويتفوه بذلك أو عنده جهل خطير وواقع في أعمال السحر او الشعوذة او الكهانة، فاعتزال هذا والبعد عنه أولى لدفع الضرر عن النفس والأولاد والأسرة، لكن إن كان يرجى توبته ورجوعه إلى الحق بالموعظة والنصيحة والتوجيه والإرشاد فبها ونعمت.
فالمؤمن كيس فطن يوازن بين المسرة والمضرة. وقد طرق رجل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما عرف النبي من الطارق قال: بئس أخو العشيرة.
فظهر كراهية النبي للرجل ولدخوله بيته رغم انه من عشيرته.
فصلة الرحم مبنية في الأساس على جلب المصلحة الدينية ثم الدنيوية فإن انتفت المصلحتان معا وتحقق الضرر الديني أو الدنيوي فدفع مثل هذا الضرر يصبح في حكم الواجب.
والله أعلم.
والله يعلم أني أريد صلتهم لأنهم رحمي لكني أبتعد لكثرة ما يسببونه لي من مشاكل فما رأيكم وماذا افعل، وزوجتي ايضا لها رحم ولكنها آثرت الابتعاد عنهم تجنبا لمشاكلهم.
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله:
فلو جعلنا الحسد سببا لقطيعة الرحم فلن يصل أحد رحمه، وسيكون الفساد الناتج عن قطع الرحم أشد من الفساد الواقع بالحسد.
ومقارنة الأقارب بعضهم ببعض في النعم شيء شائع، فهذا مما عم الابتلاء به، لكن الله تعالى كما أمرنا بصلة الرحم أمرنا بالتعوذ من الحاسد وتحصين النفس والأولاد بالأذكار والرقية الشرعية، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستعانة بالكتمان على قضاء الحوائج، وأمرنا بالإحسان إلى الناس.
وود الشيطان لو وسوس للناس جميعا بقطيعة الرحم خوفا من الحسد فأطاعوه وقطعوا أرحامهم، والله تعالى يقول (فاتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) ويقول (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم).
لكن العلماء قالوا أيضا في ضوء فهمهم للنصوص إن دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة.
فإن كان أحد من الأرحام مشهور عنه الحسد وكراهية الخير للناس ويتفوه بذلك أو عنده جهل خطير وواقع في أعمال السحر او الشعوذة او الكهانة، فاعتزال هذا والبعد عنه أولى لدفع الضرر عن النفس والأولاد والأسرة، لكن إن كان يرجى توبته ورجوعه إلى الحق بالموعظة والنصيحة والتوجيه والإرشاد فبها ونعمت.
فالمؤمن كيس فطن يوازن بين المسرة والمضرة. وقد طرق رجل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما عرف النبي من الطارق قال: بئس أخو العشيرة.
فظهر كراهية النبي للرجل ولدخوله بيته رغم انه من عشيرته.
فصلة الرحم مبنية في الأساس على جلب المصلحة الدينية ثم الدنيوية فإن انتفت المصلحتان معا وتحقق الضرر الديني أو الدنيوي فدفع مثل هذا الضرر يصبح في حكم الواجب.
والله أعلم.