العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

العبادة بالخوف والرجاء والحب

د. ياسر محمد جابر

:: مطـًـلع ::
إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
119
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
١٠٦. ما حكم هذا السؤال: هل تعبد الله طمعا في جنته أم خوفا من عذابه؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
فلا أعلم أحدا من الصحابة أو السلف الصالح سأل هذا السؤال.
والذي يسأل هذه السؤال له حالات:
إما واقع في شبهة أو يثير شبهة أو صوفي أو يقرأ للصوفية أو متحذلق.
لأنه في كل ما سبق يريد أن ينكر عبادة الله عن خوف أو عن رغبة وطمع ويقول بعبادة الله عن حب فقط كما يزعم المتصوفة. وفي كل الحالات هذه هو يصادم صريح النصوص القرآنية.
لأن الله تعالى يريدنا أن نعبده بجميع الأحوال بالحب والخوف والرغبة والرهبة والطمع في ثوابه والخوف من عقابه. وقد دل على ذلك صريح القرآن دون لف ولا دوران ولا تأويل ولا تخمين:
قال تعالى:﴿ فَاستَجَبنا لَهُ وَوَهَبنا لَهُ يَحيى وَأَصلَحنا لَهُ زَوجَهُ إِنَّهُم كانوا يُسارِعونَ فِي الخَيراتِ وَيَدعونَنا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكانوا لَنا خاشِعينَ ﴾[الأنبياء: ٩٠]
التفسير: فأجبنا له دعوته، وأعطيناه يحيى ولدًا، وأصلحنا زوجه، فصارت ولودًا بعد أن كانت لا تلد، إن زكريا وزوجه وابنه كانوا يسارعون إلى فعل الخيرات، وكانوا يدعوننا راغبين فيما عندنا من الثواب، خائفين مما عندنا من العقاب، وكانوا لنا مُتَضرِّعين.
وقال تعالى:﴿ وَلا تُفسِدوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها وَادعوهُ خَوفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحمَتَ اللَّهِ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ ﴾ الأعراف: ٥٦]
وقال تعالى:﴿ تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ يَدعونَ رَبَّهُم خَوفًا وَطَمَعًا وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ ﴾السجدة: ١٦
وقد ادعى قوم من الصوفية أن دينهم المحبة فقط لا الخوف ولا الرجاء وابتدعوا باسم المحبة بدعاً خطيرة في الدين وخالفوا سنة النبي الكريم، فأقام الله الحجة على سائر المحبين بقوله تعالى:﴿ قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ ﴾آل عمران: ٣١ .
فجعل علامة محبة الله تعالى، اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولن يكونوا متبعين له إلا بالتأسي به في عبادة الله تعالى، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار.وهذه رغبة ورهبة، والله أعلم.
 
أعلى