العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الحساب الفلكي للهلال

د. ياسر محمد جابر

:: مطـًـلع ::
إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
119
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
١٠٣. ما حكم الحساب الفلكي للهلال؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد أجاز بعض الفقهاء اعتماد الحساب الفلكي في النفي فقط بمعنى أنه إذا جاء من يشهد برؤية الهلال ودلت الحسابات الفلكية على ان رؤية الهلال مستحيلة أو غير ممكنة فإن هذه الشهادة ترد.
ومن أشهر القائلين بهذا الرأي تقى الدين السبكي وهو من كبار الفقهاء الشافعية في النصف الاول من القرن الثامن الهجري، وشيخ الاسلام بن تيمية وتلميذه ابن القيم والقرافي وابن رشد. ومن المتأخرين: محمد مصطفى المراغي شيخ الازهر وعلى طنطاوي وعبد الله بن منيع.
وقد ذكر السبكي في فتاواه ان الحساب إذا نفى إمكانية الرؤية البصرية فالواجب على القاضي أن يرد شهادة الشهود لأن الحساب قطعي والشهادة والخبر ظنيان والظني لا يعارض القطعي فضلا عن ان يقدم عليه.
وأجاز بعض الفقهاء اعتماد الحساب الفلكي في النفي والإثبات فقد زاد مؤيدو هذا الرأي السابق أنه إذا دلت الحسابات الفلكية على وجود القمر بعد غروب الشمس بوضع يسمح برؤيته كهلال فإنه يؤخذ بالحسابات الفلكية ويكون اليوم التالي أول أيام الشهر الهجري دون اشتراط رؤيته بالعين المجردة .
ومن أشهر القائلين بهذا الرأي قديما مطرف بن عبد الله من كبار التابعين وابو العباس بن سريح من كبار الشافعية في القرن الثالث الهجري وابن قتيبة الدينوري.
ومن أشهر من قال به في عصرنا الشيخ احمد شاكر والشيخ مصطفى الزرقاء ويوسف القرضاوي.
الفريق الآخر من الفقهاء لم يجز استخدام الحساب الفلكي لا في النفي ولا في الاثبات فإذا ما جاء من يشهد برؤية الهلال قبلت شهادته حتى إذا وجدت حسابات فلكية تدل على أن القمر لم يكن موجودا في السماء في ذلك الوقت .
ومن القائلين بهذا الرأي الشيخ ابن باز وابن عثيمين وقد يكون ذلك لاعتقاد أصحاب هذا الراي أن الحسابات الفلكية غير دقيقة أو غير قطعية .
كما أنهم اعتمدوا في مذهبهم على الحديث الشريف:" صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته"، ومن الاقدمين قال بذلك شيخ الاسلام ابن تيمية.
وقررت هيئة كبار العلماء في السعودية عدم اعتبار الحساب الفلكي في تحديد هلال رمضان. (قرار بتاريخ 13 – 8 – 1392هـ).
والذى أرجحه هو أن الحساب الفلكي هو ثمرة التقدم العلمي وهو نعمة من نعم الله تعالى على البشرية .
لكن لا ينبغي أن نلغي أصلا شرعيا وهو معاينة الهلال بالرؤية والذي جاءت به النصوص لأجل الحساب الفلكي.
الصحيح من وجهة نظري:
أولا: أن يعمل بالحساب الفلكي إذا استحالت الرؤية وهو ما يفهم من الحديث:" فإن غم عليكم".
ثانيا: أن يستأنس بالحساب الفلكي مع أمكانية الرؤية لزيادة اليقين.
ثالثا: عند تعارض الحساب الفلكي مع الرؤية الممكنة تقدم الرؤية على الحساب.
والله تعالى اعلى وأعلم.
 
أعلى