توحيد الأهلة بين البلاد الإسلامية والعربية

[د. ياسر محمد جابر]

١٠٢. ما حكم توحيد الاهلة؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد:
فقد اختلف العلماء فيما إذا شوهد الهلال ببلد من البلدان فهل يجب الصيام أو الإفطار عل عموم المسلمين أو أن كل قطر له حكمه في الصيام والافطار حسب مطلع قطره الذى هو فيه .
ذهب جمهور العلماء ومنهم أبو حنيفة وأحمد إلى انه أذا رئي الهلال في بلد لزم حكمه جميع الناس عملا بقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا". البخاري ومسلم.
والخطاب للمسلمين عامة ولا عبرة باتفاق المطالع واختلافها.
وذهب الامام الشافعي وجماعة من السلف إلى القول باختلاف المطالع وأن الامر بالصوم والفطر في الحديث الى من وجد عندهم الهلال أما من لم يوجد عندهم الهلال فان الخطاب لا ينالهم إلا حين يوجد عندهم وهذا قول له اعتبار من حيث الدليل النقلي والنظر الفلكي.
قال شيخ الاسلام: تختلف المطالع باتفاق اهل المعرفة فإن اتفقت لزم الصوم وإلا فلا وهو القول الأصح للشافعية. وقول عند احمد.
وذهب عكرمة والقاسم بن محمد وسالم واسحاق والصحيح عند الأحناف والمختار عند الشافعية أنه يعتبر لأهل كل بلد رؤيتهم ولا يلزمهم رؤيـــــة غيرهم.
بدليل :
ما رواه مسلم في صحيحه أن أم الفضل بنت الحارث بعثت كريبًا إلى معاوية بالشام ليقضي لها حاجة، فلما قضاها استهل عليه رمضان وهو بالشام، فرأى الهلال ليلة الجمعة، فلما قدم المدينة آخر الشهر سأله عبد اللَّـه بن عباس رضي اللَّـه عنهما: "متى رأوا الهلال في الشام؟" فقال:" رأيناه ليلة الجمعة، رأيته ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية"، فقال له ابن عباس: "لكننا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه". فقلت: "أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه"، فقال: "لا، هكذا أمرنا رسول اللَّـه، صلى الله عليه وسلم".