العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تساؤلات مسيحي حائر

د. ياسر محمد جابر

:: مطـًـلع ::
إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
119
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٩٧. يقول: أنا رجل مسيحي يبحث عن الحقيقة المجردة من الخوف والتبعية والأهواء والأيديولوجيات؛ لأن الأمر لا يتعلق بأمر دنيوي تسعني المداهنة فيه؛ بل يتعلق بالدنيا والاخرة معا، والمداهنة فيهما خسارة لهما، أو لأهمهما شأناً، وقيمة وبقاءً وخلوداً، وأريد إجابات واضحة من بابا الفاتيكان أو آباء المسيحية وقساوستهم، وأساقفتهم في كل بلاد الكوكب، والاجابات على قدر ما تكون حقيقية وموضوعية وخالصة هي أنفع للجميع، وليس لي وحدي، فلا مهرب من الله بتزييف الحقائق، ولا عوض عن الله في النهايات والمصائر، ولا ملجأ من الله إلا إليه، ولهذا أرجو كل رجالات الدين المسيحي مناشداً إياهم: أنقذوا أنفسكم بالدين الحق الصحيح أيًا كان هذا الدين؛ إن كان هو المسيحية فاثبتوا عليها، وإن كان اليهودية فارجعوا اليها، وإن كان هو الإسلام فلا يفوتنكم قطاره، وكونوا حيث دار مداره؛ لذا أريد كلمة تساعدني في ذلك أو أسئلة أتوجه بها إلى رجال الدين عندنا؛ أسئلة أتوجه بها للمتخصصين في المسيحية، ولكل مسيحي عاقل، لديه ملكة التفكير، يأبى أن يظل مسيحيا بالوراثة؛ لأن العقل حجة عليه، والفكر أمانة لديه، ولا تقديس للخلق، وإنما التقديس للخالق.
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فمن الأسئلة في هذا الموضوع:
كيف يكون الرب واحداً والأديان متعددة في وقت واحد؟ وكيف اعرف أنني اتبع الدين الصحيح؟ وهل الأديان تورث من الآباء إلى الأبناء أم تؤخذ بالدليل والبرهان والتصديق؟ وهل يعقل أن يكون الخالق واحداً والأديان المتعددة هذه كلها صحيحة معا ومقبولة معا وفي الجنة معا؟ أم أنه يلزم كون أحدها صحيحًا والأخرى على باطل؟ وما هذا الدين الجديد بعد المسيحية وهو الاسلام؟ سمعت عنه فقط وعرفت أنه متهم، لكن أدلة الاتهام واهية فهل قال المسيح أو ذكر أو نوه بالتصريح أو التلميح أنه آخر الرسل إلى الارض؟ أو قال إنه الله أو ابن الله؟ ولن يبعث رسلا الى العالمين؟ فإن كان لم يصرح ولم يلمح بذاته البشرية او بذاته الإلهية على ذلك فما الذي يمنع من كون الاسلام حقا ورسوله أرسل صدقا، وأن محمداً رسولٌ خاتمٌ أيدته المعجزات؟! وإذا كان الأمر كذلك وكان الإسلام حقاً، ومحمد حق؛ فهل هو حجة علينا أمام الله يوم القيامة أم لا؟ وهل الإسلام دين إلزام للعالمين ونحن منهم أم ليس ملزما؟ وهل يقول العقل والعدل والانصاف بأن يؤمن المسلمون بعيسى عليه السلام ولا نؤمن نحن بمحمد عليه السلام؟ لماذا آمنوا هم وامتنعنا نحن؟ وما الذي يمنعنا؟ وما الذي يضيرنا أن نؤمن بنبيهم كما امنوا هم بالمسيح؟
وإذا كان البابا وكثير من زعماءنا في الغرب صرحوا بأن الاسلام دين سماوي فكيف نكون على باطل إذا اتبعنا ديننا سماويا من عند الله؟! أليس حري بنا أن نكون من اتباع اخر الأديان التي وصلتنا من السماء؟
ألن يعاقبنا الله على أن رفضنا هذا الدين وقد ارتضاه للعالمين؟ وإذا كنا يوم القيامة، واكتشفت أنني أذنبت برفضي لهذا الدين، فمن يحمل عني ذنبي ووزري؟ هل يحمله البابا؟ أم يحمله أبي أو أمي اللذان ورثتُ عنها رفضي للإسلام؟
أيها البابا! صرحت بأن الاسلام دين سماوي فإما أن تكون على حق في التصريح فتكون على في اعتقاد غير صحيح، وإما أن تكون على اعتقاد صحيح فتكون على باطل في التصريح؟
فأيّهما أحب إليك؟ ألم يأمرك الرب باتباع هذا الدين السماوي الذي أرسله رحمة للعالمين أم أنت لست من العالمين؟ وهل أنت الآن في رضى الرب أم في غضبه وأنت معرض عن دينه السماوي كما ذكرت؟ وماذا أفعل أنا الآن؟ هل أدخل في هذا الدين أم لا؟ هل أطيعه في دينه السماوي أم أكفر به؟ أم أطيع البابا مصدر التعاليم المقدسة الذي يمنحنا صكوك الغفران، ومفاتيح الجنان؟! تعلمنا ان الرب يغضب إذا غضب البابا، فكيف يغضب البابا على دين يرضاه الرب؟! لماذا تهربون من حقيقة أن بولس اليهودي هو الذي أدخل الفرقة على دين المسيح القائل بالتوحيد وبكونه رسول لا إله؟ لماذا نهرب من أن أريوس كان موحدًا ثابتا على دين عيسى عليه السلام لم يبدل ولم يحرف؟ لماذا تهربون من حقيقة أن الملك قسطنطين في مجمع نيقيه الروماني انحاز ضد آريوس الموحد وأقر التثليث ومنح عيسى عليه السلام طبيعة الرب لتبدأ قصة التحريف التي لا إسناد ولا سند لها؟ لماذا نهرب من هذه الحقائق؟ لماذا نهرب من الأناجيل التي ذكرت محمداً عليه السلام وبشرت به؟ ولأجل ماذا ننكر؟ ولأجل ماذا نداهن؟ ومن الذي يملك حق الغفران سوى الرب الذي اختص ذاته باسم الغفور والعفو والغفار والحليم؟
يا رجالات ديننا المسيحي: كم ضاع من الوقت وكم ضاعت أجيال وكم ضاعت قرون ونحن نسير قطعانا بلا فكر، وجماداً بلا عقل، دون أن نسأل أنفسنا: أي الفرق الثلاث أكمل ايمانا، وأحسن جزاءً، وأحمد عاقبة يوم القيامة: الذين امنوا بموسى عليه السلام وكفروا بعيسى ومحمد عيهما السلام؟
أم الذين امنوا بموسى وعيسى عليهما السلام وكفروا بمحمد عليه السلام؟ أم الذين امنو بموسى وعيسى ومحمد وكل الأنبياء قبلهم عليهم جميعا الصلاة والسلام؟ من أحسن عاقبة؟ مصيرا؟ جزاء؟ دارا؟ لقاءً مع الله؟ من آمن بأنبيائه كلهم؟ أم من آمن ببعضهم وكفر ببعضهم؟ من آمن برسالات السماء جميعاً؟ أم من آمن ببعضها، ورد على الله بعضها، وكفر بها؟!! من أكرمنا على الله؟ من أرضانا لله؟ من منا كان أكمل؟ من منا كان أشمل؟ من منا كان أعم وأفضل؟ من؟ هل من مجيب؟!!
 
أعلى