العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

بري أمك وحافظي على زوجك

د. ياسر محمد جابر

:: مطـًـلع ::
إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
119
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٩٣. تقول: أنا متزوجه من عشر سنوات زوجي انسان طيب وابن حلال عمره ما أخطأ في حقي، وأمي بتكره زوجي وتقول إنه خبيث، وبتدخل في كل شيء بيني وبينه. وأنا ساكنه في الدور الي فوقيها والبيت بيت بابا. تركت البيت ورحت سكنت بعيد. لحقت عليا وعملت مشكلة أكبر وبتشتم في زوجي وهو ما يرد عليها. في الآخر بتقولي تطلقي منه أو انسيني. أنا ماسكتش اخر مرة ورديت عليها وقلت ليها إني هقاطعك ومش هتشوفي وجهي تاني؛ فظلت تشتم وتدعي عليا.أنا مش عارفة أعمل إيه، أتمسك بزوجي وأبعد عنها ولا أعمل إيه. مع العلم عندي ولد عمره 9 سنوات.
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
فالأم مهما بلغ ظلمها وقسوتها ولو حتى وصلت لدرجة الكفر والشرك بالله يجب على ابنها أو بنتها أمران مهمان:
الأول المعاشرة بالمعروف والصبر عليها وتحمل تصرفاتها.
الثاني: طاعتها في المعروف وعدم طاعتهما في المعصية والضرر والأذى.
وهذان الأمران اجتمعا في آية قرآنية:﴿ وَإِن جاهَداكَ عَلى أَن تُشرِكَ بي ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما وَصاحِبهُما فِي الدُّنيا مَعروفًا وَاتَّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرجِعُكُم فَأُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ ﴾ لقمان: ١٥. فالبنت لا ترد ظلم أمها بظلم مقابل؛ بل بالصبر. والرسول صلى الله عليه وسلم قال: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.
ثم مطلوب منك الصلاة والدعاء في السجود: اللهم أصلح بيني وبين أمي وبين أمي وزوجي وأصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا، ثم مطلوب من زوجك تأليف قلب أمك بالهدايا والملابس والفاكهة والفسح والخروج سويا في العطلات إلى الحدائق العامة أو تناول الطعام في أحد المطاعم، والزوج يناديها يا أمي ويقبل رأسها كأنها أمه ويقول لها: أريد قلبك راضي عني عشان ربنا يرضى عني، انت زي أمي ورضا ربنا من رضاك.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: تهادوا تحابوا. ومع الوقت والهدية والكلمة الطيبة وطلب الدعاء وتقبيل الرأس وشراء فستان لها أو جلباب او قطعة قماش أو طرحة...مع كام زيارة بفاكهة وحلويات.
أمك بشر محتاجة اهتمام وعاطفة واحترام واحسان وشعور بالحب، والحب يجعل الانسان يتغافل عن الأخطاء، فلازم زوجك يكون معها بشوش مبتسم ويصبر عليها. أما ما فعلتيه أنت من مقاطعة وابتعاد فهذا كبيرة من كبائر الذنوب إلا أن تكون السلامة للجميع في الابتعاد ولو لفترة مؤقتة أو كان ذلك برغبة زوجك وأنت تابعة له لولايته عليك فلا يجوز لك مخالفته، وكانت الأم قادرة على رعاية نفسها أو عندها من يخدمها غيرك. أما إن كانت وحيدة وعاجزة فخدمتك لها فرض عين عليك.
ويجب أن تكوني حلقة وصل بين أمك وزوجك وتقولي لها ولو بالكذب أن زوجك يحبها ويمدح فيها ويقول عنها كلام طيب كذا وكذا...وربما أمك تعاني من ضغوط نفسية أو مرض نفسي أو عانت كثيرا في حياتها أو تعاني من تعب في أعصابها أو ذلك طبع فيها لا يتغير؛ فيتغير بكثرة الإحسان والمداومة على الابتسام والهدايا والكلام الطيب والفسح في العطلات وتناول الطعام معا في حديقة عامة ...الخ.
فإن كانت أمك من أصحاب المزاج السيئ وبعض الناس كذلك للأسف لا يرضيهم أي شيء أبدا فمن المكن أن تكلمي شخصا قريبا من أمك يتحدث معها بهدوء ويعرف منها بالضبط سبب سخطها وغضبها على زوجك ويخبرك بذلك وتحاولوا الإصلاح بينهما بالحسنى. فإن كانت ظالمة لزوجك بدون أسباب وعظها وحذرها غضب الله لأن الله لا يقبل بخراب البيوت ويخوفها الله والحساب ويعلمها أنها على خطأ وخطر عظيم. واصبري على الجميع، زوجك وأمك حتى يهدأ التوتر بينهما ولا تتحيزي لأحد بالباطل.
جعل الله لكم فرجا ومخرجا وأصلح بينكم جميعا.
 
أعلى