العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من أخطاء الدعاة

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
207
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٨٦. بعض الواعظين والخطباء يقصون على الناس قصصا وأحاديث لا تثبت ولا توافق العقل السليم فما حكم ذلك؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فإن أعلى الكلام صحة في الرواية والنقل هو كلام الله عز وجل المنقول بالتواتر إلينا، نقله الجمع الغفير الكثير العدل الثقة النزيه عن مثله عن مثله إلى الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام ثم هو من رب العزة والجلال سبحانه واسع الفضل والمن والعطاء.
ثم يتلو ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه سندا ومتنا بنقل الثقة عن مثله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الحديث الصحيح في كتاب أحد الشيخين، البخاري ثم مسلم رحمهما الله
ثم بعد ذلك يكون الأمر درجات ومنازل.
وقد قال جمع من أهل العلم بالعمل بالضعيف في الأخلاق وفضائل الأعمال إن وافق الشرع والعقل ولم يتعارض مع أحدهما فإن تعارض في معناه مع الشرع او العقل فلا يجوز روايته على سبيل الوعظ والحث والتأييد والموافقة حفاظا على الشرع من المناقضة والمعارضة وحفاظا على العقل من التضليل والملابسة.
قلت إن كان الأمر كذلك فكيف بالأخبار التي ليست هي بالوحي المنزل ولا بالكلام الذي يعقل.
وإنما يرويها القصاص وبعض المفسرين فيصدرها بقوله:
وجدنا في بعض الكتب كذا وكذا...ما هي هذه الكتب؟ لا ندري. على أي ملة هي؟ لا ندري.
حتى النقل عن الإسرائيليات لا يجوز إلا على سبيل النقد أو كانت موافقة لشرعنا. او كانت موافقة للعقل. حدثوا الناس بما يعقلون والخطاب يكون على قدر فهم المخاطب بفتح الطاء
وليس على قدر علم المخاطب بكسر الطاء.
جالت برأسي هذه الخاطرة السريعة وأنا أستمع للبعض وهم يتحدثون عن موعظة النملة لسيدنا سليمان عليه السلام وأنها قالت له إن أباه داوود سمي كذلك لأنه كان يداوي المرضى.
وأن سبب اسمه سليمان من سلامة قلبه. وأنه وقف مع النملة طويلا يتحدثان في أمور مختلفة.
وأنها قصدت بقولها: ليحطمنكم سليمان وجنوده: تحطيم القلوب برؤية ملكه ونعيمه فيعرض النمل عن شكر الله. وكل ذلك لا يكون إلا بوحي منزل أو يكون كلاما يعقل او يوافق شرعنا وتفسير كتاب ربنا تفسيرا سليما صحيحا؛ فإن لم يكن ولا واحد من هؤلاء فلا ينبغي أن نستخف بعقول المسلمين ونشغلهم بالأوهام حتى يرانا العاقل أهل الخرافات والأساطير، فلا وحي منزل ولا كلام يعقل.
وغير ذلك الكثير. نسأل الله العافية.
 
أعلى