العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مراسلة النساء على مواقع التواصل

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
207
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٨٤. زوجي يتواصل مع نساء على الأنترنت بالمزاح والمعاكسات ويضيع الكثير من الوقت ولا يهتم بي ولا بأولاده ولا أدري ماذا أفعل، فما رأي الدين والشرع؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه قضية كثير من البيوت والأمر فيه تفصيل وأبعاد مختلفة، دينية ونفسية واجتماعية:
أولاً: الأفضل ألا تواجهه لأن تغيير المنكر لا يكون بوسيلة يترتب عليها منكر أكبر، أو ضرر أشد، فربما تسببت المواجهة في شرخ في بناء الأسرة لا يمكن إصلاحه سيما إن كان رجلا لا يرجع للحق ولا يستحيي.
أما إن كان من النوع الذي يستحيي أو يرجع للحق بسهولة أو ينتبه لرشده ويتوب، فلا ضرر من مواجهته بلطف وبحيلة ظريفة كأن تسأله ما الذي تمنيته في ولم تجده، هل تحب أن ترى صفات معينه في شخصيتي
اذكرها لي ربما أكون غير منتبهة.
ثانيا: أما لماذا يفعل ذلك ومعه زوجته في بيته وتتودد له كما تذكر هي فله أسباب:
١. الشعور بالحرمان العاطفي الحقيقي
فيريد أن يشعر قلبه بمشاعر بريئة ليس وراءها أو خلفها حساسيات مع زوجته أو خلافات أو خصام أو تطاول أو هجر أو عناد. يريد حبا جديدا بريئا.
ورغم أنه لن يجد ذلك حقيقة لكنه يوهم نفسه بذلك ويستمتع بهذا الوهم.
٢. وربما هذا الرجل لم يتزوج عن حب بل عن تقليد ولم يعش مشاعر الحب القلبي الرومانسي مع زوجته فهو يبحث عنه بوسائل عصرية
والحب القلبي الرومانسي حاجة فطرية عند الجميع وربما يمرض الإنسان ويتأثر عقله ويحدث خلل في شخصيته إذا لم يشبع فطرته من هذا الحب.
٣. وربما تكون مراهقة متأخرة...فهو لا يكفيه التصبيح والتهاني الشكلية الخالية من الروح من زوجته فيبحث عن كلمة لطيفة من قلب محب يشعره بالحب القلبي
وليس الحب المصلحي.
مشكلة المرأة الساذجة أو المنغلقة أنها لا تفهم ولا تريد أن تفهم أن الزوج بمجرد زواجه من امرأة يريد على الفور أن يعود لطفولته القديمة التي يستحي أن يمارسها أمام المجتمع.
الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يمكنه ان يسترجع معه سلوكيات وأفعال الطفولة البريئة هي زوجته.
يجري خلفها ويلعب معها ويحملها ويحضنها يعمل فيها مقالب ويغير صوته ويمثل ويبكي ويضحك...الخ.
المرأة غير المثقفة تعامل زوجها بشكل رسمي وندية وعناد وتعبيراتها عن عاطفتها تكون شكلية ومفتعلة خالية من لهب الحب وحرارة العشق والهيام والتتيم. وربما لا شيء مما سبق ولكن بانشغالها في التربية والنظافة والطبخ فتهمل نفسها وزوجها فيشتد جوع المشاعر لدى الزوج كما يشتد جوع الطعام وجوع العطش فيلجأ لإشباع جوعه بطرق ملتوية.
أما الحكم الشرعي فلا يجوز للرجل ذلك شرعًا إلا بقصد المصلحة الدينية والدعوية كأن يكون مفتي أو مستشار نفسي وأسري وتكون التواصلات بالرسائل فقط وليس بالصوت وتوجيه الاسئلة بشكل مباشر دون عبارات عاطفية، فهذا مما لا يمكن الاستغناء عنه لأنه لا يتوفر في الفتوى نساء بقدر كافي.
والرجل يعظ زوجته ويعلمها ويحرك مشاعرها ويكتب لها الشعر والشهادات التقديرية والكلام الغزلي؛ لأن بعض النساء تربين على الحياء الشديد والخجل والحبس في البيوت وخبرتهن ضعيفة في الغزل، وبعضهن يعتبر ذلك عيبا حتى للزوج. وعيب أن تغازله أو تلاعبه.
وكلامي كله ليس وجهة نظر مني، بل عليه أدلة شرعية؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب عائشة رضي الله عنها وهي تلاعبه، وقال صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه لما تزوج من ثيب متزوجة من قبل: ألا بكر تلاعبها وتلاعبك. هذا من ١٤٠٠ سنة. والله أعلم.
 
أعلى