العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حرية الإرادة في العادة والعبادة

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
238
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٥٢. هل الإنسان مخير ام مسير ام كلاهما معا؟ وكيف؟ ولماذا؟
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
ففي مرحلة مبكرة من عمري وتماما في سن الثامنة عشر في مقتبل الشباب كنت أرى معظم ما قيل في الحرية والإرادة والاختيار والتكليف والتسيير والتيسير مخالفا للصواب وللحق الا ما كان من عقيدة أهل السنة في ذلك، وسطرت بقلمي في هذه السن نقدًا لآراء المعتزلة والجهمية والأشعرية وابن رشد، ورفعته لأحد مشايخي الذي سُرَّ به كثيراً وعرضه على مشايخ آخرين وصارحني برغبته في مناقشته معي مع جمع من الحضور من طلبة العلم، ولا أخفيكم سراً أنني شعرت بسعادة غامرة أن شيئا كتبته ذاك الوقت يستحق ذلك التقدير، وخلصت من نقدي لهذه المذاهب إلى أن الإنسان ليس مجبراً مطلقاً كما يقول الجهمية، وليس حراً مطلقاً كما يقول المعتزلة، وليس الأمر كذلك كما هو عند الأشاعرة وابن رشد، ولكن الإنسان مجبر على الاختيار، وتعجب البعض من جمعي بين الجبر والاختيار في نظرية واحدة، وبهذه التسمية الصريحة التي لم يصطلح عليها علماء المسلمين من قبل.
الجبر على الاختيار: الحق أنني قصدت من هذه النظرية أن الإنسان - كل إنسان - مجبر على عملية الاختيار ذاتها بين البدائل المتاحة له من قبل خالقه وهي الإيمان أو الكفر، والطاعة أو المعصية، والفضيلة أو الرذيلة، والخير أو الشر والحق او الباطل...الخ، لكنه في نفس الوقت مخير في اعتماد بديل بذاته؛ فإن اختار الإيمان فبحريته لا بقهر ولا جبر، وإن اختار الكفر فبحريته لا بقهر ولا جبر، ولله المثل الاعلى؛ كمثل طالب الثانوية العامة بقسميها العلمي والادبي فهو مجبر على الاختيار بين العلمي والأدبي لكنه مخير في اعتماد او اختيار أحدهما؛ فإن اختار العلمي فبحريته دون قهر أو جبر، وإن اختار الأدبي فبحريته دون جبر أو قهر، ولم يكن في جعبتي العلمية ولا الفكرية أكثر من هذا القول وشرعت في شرحه والتمثيل له حتى أخذ مني ما يقرب من عشرين صفحة متوسطة.
في مرحلة متأخرة من عمري اكتشفت أن هذه النظرية – الجبر على الاختيار - ليست إلا مرحلة ثانية من مراحل قصة التكليف، وأن هناك مرحلة أولى اسميها بالأصل بينما المرحلة الثانية أسميها بالتابع او اللاحق، فما هي المرحلة الأولى أو الأصل في قصة التكليف؟ إنها مرحلة التخيير بين الجبر والاختيار، وهي الأصل، والمرحلة الثانية هي الجبر على الاختيار، وهي التابع، وإن جمعناهما معا، الأصل والتابع؛ كان الأجدر بنا أن ننتقل من تسمية النظرية بالجبر على الاختيار إلى التخيير بين الجبر والاختيار. بمعنى: أن الله تعالى خيَّرَ الإنسان بين أن يعيش مجبراً، أو أن يعيش حراً، فاختار الحرية، فأجبره أن يختار بحريته بين الكفر والإيمان أو الطاعة والمعصية، ولا يملك ألا يختار.
التخيير بين الجبر والاختيار: الحقيقة أنني لم اكتشف المرحلة الأولى من قصة التكليف – التي هي الأصل - من خيال محض، أو جهد فكري ذاتي، أو تأمل فردي، أو حدس عبقري، لا مطلقا؛ بل اكتشفت ذلك وأنا أقرأ القران الكريم وأتلو قوله تعالى: ﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾ [الأحزاب: ٧٢].
والأمانة هنا هي التكليف، تكليف المكلف بأن يكون حراً لا مجبراً، يعطيه الله تعالى الحرية في عبادته وامتثال أمره والانتهاء عن نهيه دون جبر ولا قهر، وأن يترتب على ذلك مالا يترتب للمخلوقات المقهورة، كالملائكة وغيرهم؛ فتكون له الجنة والنعيم والخلود والمتاع الأُخروي إن هو آمن وأطاع وامتثل، وتكون له النار والعذاب والجحيم إن هو كفر وعصى وطغى؛ فقبل الإنسان أن يكون حراً في عبوديته لله تعالى مقابل هذا العرض الجنة أو النار، وكأنه اعتقد أن عبادة الله عن حرية ستكون سهلة ميسورة، وسيحوز الجنان والنعيم فيتميز بذلك عن المخلوقات المقهورة التي ستبقى على حالها دون تغيير وليس لها مثل هذا الحظ من النعيم، أو يكون مصيرها الفناء، وقبل الإنسان بالعرض، وقبل بالتكليف وما يترتب عليه؛ فكان ذلك منه ظلماً لنفسه، وغبنا لها في حقيقة الأمر، وسمى الله تعالى فعله هذا ظلماً وجهلاٍ (إنه كان ظلوما جهولا) لأن اجتماع البشرية على عبادة الله تعالى بالقهر، مع ما في هذا القهر من نعيم رضا الله تعالى، كان خيرا للبشرية من أن تأتي يوم القيامة منقسمة فريق في الجنة وفريق في السعير، ومن في السعير منقسم بين الخلود والخروج؛ فأي ظلم وأي جهل أشد من أن يكون الانسان مخلدا في النار بفعل نفسه واختيارها وحريتها وترفها ومتاعها؟!!
ثم انني عجبت لاختلاف النظريات والفلسفات في مسألة الإرادة والحرية والقدر عند الفرق الاسلامية وتساءلت: أنى لهم أن يختلفوا وقد حسم القرآن مسألة التكليف وهي أصل مسألة الإرادة والفعل والحرية؛ فالله تعالى لم يجبرنا على حمل التكليف بل خيرنا كما خير المخلوقات الأخرى بين حمل التكليف من عدمه، ولم يعدو الأمر ان يكون عرضا فقط من الله تعالى على الإنسان ولعل الإنسان لو أبى أن يحمل التكليف كما أبت السموات والأرض والجبال لأنقذ نفسه، لكن الانسان قبل العرض ووافق عليه دون قهر ولا جبر، وهذه هي المرحلة الأصل في التكليف؛ أن الله تعالى خيرنا في حمل التكليف، والتكليف هو حرية الاختيار في العبادة، وبعد أن وافق الإنسان على ذلك صار مجبراً أن يختار بحريته بين بدائل التكليف ذاته، وتفاصيله ومفرداته: الإيمان أو الكفر ...الخ، وعليه فالله خيرنا بين الجبر والاختيار، بين أن نعبده عن قهر كالملائكة أو نعبده عن حرية في الارادة، وهذه هي النظرية التي أردت أن أستكملها اليوم، وليست بدعًا من القول إلا في العنوان ولا مشاحة في العناوين ولا في الاصطلاحات، والعبرة بالمعاني لا بالألفاظ والمباني، وهي مستمدة ومؤصلة كليًا من القرآن الكريم، وتقول إن الانسان كان مخيراً في حمل التكليف من عدمه؛ فلما اختار أن يتحمله صار مجبراً على أدائه، وهو الذي ألزم نفسه بذلك مع الله وكان عهد الله مسؤولاً.
إرادة الله تعالى: السؤال الهام هنا هل إرادتنا الحرة في أداء التكليف تنفي إرادة الله تعالى؟!
هذا السؤال مبناه على قول الحق تعالى:﴿ وَما تَشاءونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ العالَمينَ ﴾[التكوير: ٢٩]، أي أن ما من مشيئة للعبد إلا وسبقتها مشيئة للرب فهل هذا يتعارض مع ما سبق توضيحه وتفصيله؟!
الجواب على هذا السؤال بسؤال مقابل: من الذي عرض الأمانة على الإنسان وقبلها؟ ومن الذي عرض عليه تفاصيل التكليف بإرادته الحرة وقبلها؟ إنه الله تعالى، شاء بإرادته السابقة على كل الإرادات أن يعرض الأمانة ثم شاء ان يعرض تفاصيلها ثم شاء أن يجعل في الأرض كفراً وإيمانًا وخيراً وشراً، ثم شاء أن يختبر بذلك العباد، ويبلوهم أيهم أحسن عملاً، وهم منعمون بحرية الإرادة، فالعبد له مشيئة في الفعل، والله تعالى له مشيئة في ترك مشيئة العبد تكون فعلا يحاسبه عليه، أو يمنع مشيئة العبد فلا تصل لدرجة الفعل لطفاً به أو بغيره، فلو شاء العبد أن يقتل أو يسرق أو ينتحر؛ فليست هذه الإرادة رغما عن إرادة الله سبحانه لأن الله تعالى قادر أن يمنعه لحكمة ورحمة، وقادر أن يتركه يفعل ويحاسبه ويعاقبه.
ولله المثل الأعلى: إذا علم المدير أن موظفا سيتقاضى رشوة في وقت ما وزمان ما؛ فقد يراقبه ويتركه يفعل ليحاسبه متهما ويعاقبه بالسجن أو بإنهاء خدماته، ولم يظلمه ولم يجبره أن يفعل، وكان قادرا أن يمنعه بالتدخل قبل الفعل لطفا به، لكن علم المدير المسبق لم يكن له دخل في فعل العبد، ولن يقبل عاقل ان يقول الموظف: إن المدير هو من أجبرني على أخذ الرشوة لأنه كان يعلم وسكت.
فالله تعالى لا تعجزه إرادة الانسان، قال تعالى:﴿ لا تَحسَبَنَّ الَّذينَ كَفَروا مُعجِزينَ فِي الأَرضِ وَمَأواهُمُ النّارُ وَلَبِئسَ المَصيرُ ﴾ [النور: ٥٧]، فكل مشيئة للعبد لا تقع رغما عن مشيئة الرب؛ فإما أن يشاء الله لمشيئة العبد أن تكون فعلاً واقعاً ملموساً يحاسب عليه بالثواب أو العقاب وإما أن يشاء الله أن يمنع مشيئة العبد أن تكون فعلا وواقعا وتبقى في دائرة الهم أو العزم؛ فيحاسبه أو يعفو عنه ويلطف به. وقد يثبط الله تعالى همة العبد عن المعصية لطفا به وقد يثبط همته عن العبادة إعراضاً عنه، لكن العبد إذا تركه الله يفعل فإنما يفعل الفعل ذاته بحريته كعبد مختار حر، وتتجلى إرادة الله في المنح والترك أو المنع:
منح الحرية، ترك الفعل، منع الفعل.
ونخلص من هذا السرد الذي لا يخلو من تكرار بغرض التأكيد إلى القول: عندما تنفذ إرادتك أيها العبد بحريتك فقد أراد الله تعالى لإرادتك أن تكون. وعندما تفشل إرادتك فقد أراد الله لإرادتك أنت أيها العبد أن تفشل. وما من إرادة تُعجز إرادة الله؛ فمن ذكر الله وأطاعه واتخذ إليه سبيلا بإرادة حرة فلأن الله تعالى شاء التوفيق لإرادة عبده في ذلك. ومن كفر بالله وعصاه بإرادته الحرة فلأن الله تعالى شاء ألا يمنع عبده من ذلك وحرمه نعمة التوفيق، والتوفيق فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء ويمنعه عمن يشاء.
شبهة الطبيعة المستميلة: الاحتجاج بأن الله تعالى خلق في الانسان الطبيعة التي تستميله إلى الشر كالنفس الأمارة بالسوء والهوى وحب الدنيا وخلق له عدواً كالشيطان يزين له المعاصي والشهوات...
الاحتجاج بذلك هو في حقيقته احتجاج منقوض بأن الله تعالى خلق أيضا قوى الخير الآمرة بالمعروف والطاعة والزهد مثل العقل والروح والرسل والرسالات، والهدايات والملائكة، والترغيب في الجنة والترهيب من النار، والوعد بالمغفرة وجعل التائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ بل وتفضل على التائبين بتبديل سيئاتهم حسنات، ووعد بعدم العذاب على الاستغفار، ووعد بزيادة النعم والهداية على الشكر، ووعد برضاه على من خشيه بالغيب، ووعد بالنعيم والمقام الكريم لمن اتقاه، وخلق المصلحين والدعاة إلى الحق، والناشرين للهدايات...الخ.
لكن الإنسان يريد ان يُرجح سلطان الطبيعة الشريرة على الطبيعة الخيرة لأنها توافق إمتاعا له بالباطل، وإيناسًا له بالشهوات، وتسلية له بالمعاصي، وليس هذا الكذب على النفس بشافع له في الدنيا ولا في الاخرة؛ لأن العقل حجة عليه والرسالات حجة عليه، فالعقل إما أن يرتقي فيسمو به فيكون أفضل من الملائكة، وإما أن يسقط فينزل به الى مرتبة الحيوانات، وإما أن يفقد العقل والشهوة فيكون كالجمادات، فيعبد الجمادات من أصنام وأموال وديار ومراكب، وأثر المعبود يظهر على عابده، ومن يعبد الله يظهر عليه أثر النور والإشراق والبهاء والجمال لأن الله تعالى نور السموات والأرض، وهداه ومنهجه نور على نور.
ومن عبد الشهوات ظهر ذلك عليه بانطفاء الوجه، وذهاب القوة، وسقوط الهمة.
ومن عبد الجمادات ظهر عليه جمود الوجه وقسوة القلب وتحجر المشاعر.
شبهة خلق الأعمال:
وكذلك الاحتجاج بقوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) على أن الله تعالى خلقنا، وخلق أعمالنا هو احتجاج منقوض؛ لأن الإرادة هي الرابط الذي يربط بين الفاعل والفعل، والعامل والعمل، فالله تعالى خلق العبد وخلق العمل من إيمان وكفر وطاعة ومعصية وخير وشر، وجعل بين العبد وبين العمل رابطة هي رابطة الإرادة، وجعل هذه الإرادة حرة، وهي حرة باختيار العبد لمّا اختار أن يحمل أمانة التكليف؛ فكيف يحتج المحتجون بهذه الآية على أن الأعمال من خلق الله؛ فتكون خارجة عن إرادة العباد؟!
وهذه الإرادة التي هي مسافة بين العمل والعامل، أو الفعل والفاعل، ليست قالباً واحداً عند كل البشر؛ بل تخضع لقوى الطبيعة البشرية الأخرى من روح وعقل ونفس وضمير، وبعد استشارة هذه القوى أو بعضها يتخذ الإنسان قراره بالفعل من عدمه.
القضاء والقدر: أما ما كان خارجا عن حرية العباد فهو القدر المقدر عليهم من الله تعالى، ولا يحاسبون عليه يوم القيامة؛ لأنه خارج عن إرادتهم؛ فلا يحاسب المجنون ولا النائم، ولا الناسي ولا المقهور، لأنه لا حرية لديهم في ذلك، ولا يحاسبون على الأقدار الكونية التي تقع بهم خارجة عن ارادتهم كالزلازل والفيضانات والأعاصير والسيول والبراكين...الخ.
العلم الإلهي والتكليف: سألني أحدهم: لماذا يحاسبنا الله تعالى على أفعالنا وقد كتبها في اللوح المحفوظ قبل خلق الكون بخمسين ألف سنة؟!
ج: الإنسان اختار في عالم الذر أن يكون حرًا في الاختيار بين عدة بدائل أتاحها الله أمامه ابتلاءً، وامتحانًا، والإنسان يختار أحد البدائل بحريته، والله تعالى كتب من الأزل علمه بالخيار، والبديل الذي سيختاره عبده؛ فلا يعنى ذلك أن الله قهر العبد على اختيار بديل بعينه، ومن ثَمَّ يتحمل الانسان المسؤولية عن اختياراته المحددة، ويحاسب عليها.
ولما كان كل شيء مكتوبًا في اللوح المحفوظ؛ فليس معناه القهر، والجبر، ولكن الله تعالى كتب علمه بالبدائل التي ستختارها لنفسك في حياتك، وتختارها بحريتك، لكنه لم يجبرك على اختيارها حيث أنه عرض عليك بدائل ضدها، وجعلك مخيرًا بين هذه البدائل، وتلك.
إجمال: ونُجمل كلامنا حول قضية الإرادة الحرة والجبر والاختيار؛ تلك القضية التي شغلت حيزاً كبيراً من اهتمام العلماء والمفكرين والفلاسفة، سواء عند أهل السنة أو المعتزلة والجهمية والأشعرية، وغيرهم بالقول:
- الإنسان مخير ابتداء في حمل التكليف.
- الإنسان قبل باختياره حمل التكليف.
- الإنسان صار مجبرا على اداء التكليف.
- الإنسان مجبر على الاختيار بين الايمان والكفر أو الطاعة والمعصية ولا يملك التوقف عن ذلك وليس له أن يقول: لست بمؤمن ولا كافر.
- الإنسان مخير في اختيار بديل بعينه فإن اختار الايمان فبحريته وان اختار الكفر فبحريته.
- الإنسان محاسب على البدائل التي يختارها بحريته.
- الإنسان يثاب بالجنة إذا اختار بدائل الخير والحق والجمال.
- الإنسان يعاقب بالنار إذا اختار بدائل الشر والكفر والطغيان.
- إرادة العبد لا تقع رغما عن ارادة الله ولا إعجازا لمشيئته سبحانه.
- الله تعالى قد يشاء أن يترك مشيئة العبد تتحقق ويحاسبه عليها.
- الله تعالى قد يشاء ان يمنع مشيئة العبد من التحقق لحكمة منه سبحانه
- بين العبد والعمل مسافة اسمها الارادة الحرة، هي أيضا مخلوقة من الله تعالى لكنها تحت تصرف العب ليُسأل عنها، وبها تقع افعال العباد.
- ما كان خارجا عن الإرادة الحرة للعباد فلا يحاسبون عليه، كالمجنون والنائم والمقهور ونحو ذلك، عدلا وفضلا من الله تعالى؛ فلا يحاسب مثلا النائم الذي يقع على آلة فيموت، ولا يقع طلاق المكره لأنه مقهور ومكره على ذلك، بل لا يقع طلاق المغلق الذي خرج به الغضب عن وعيه وقصده ونيته فلا طلاق في اغلاق. وفي الأمر تفصيل أكثر من هذا لا يتسع المقام لذكره.
- العلم الإلهي بأفعال العباد، وتسطير ذلك في اللوح المحفوظ، لا يعني جبراً ولا قهراً للعباد على أفعالهم. والله تعالى اعلى واعلم.
 
أعلى