العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الرشوة بمسميات جديدة

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
207
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٤٨. يعطيني البعض مبالغ نقدية في العمل باسم الهدية أو الإكرامية، والبعض يقول لا هي رشوة، فما حكمها الشرعي؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
فهذه المسميات تدخل فيما يسمى تغيير المفاهيم وتبديلها أو تغيير الدلالات الذهنية على الأشياء، وتسميتها بغير حقيقتها، فالناس كلها عندها مفهوم قبيح عن الرشوة، (الراشي والمرتشي في النار والرائش) الذي بينهم. لو ارادوا أن يرتشوا؛ يرتشوا في السر من تحت الطاولة أو في زاوية في الشارع حتى لا يراهم الناس. إذاً هذه هي الدلالة الذهنية للرشوة، فيريدون أن يجعلوا الرشوة هذه شيئا جميلا إذاً فيتحكمون في الدلالة الذهنية صعوداً وهبوطاً. فيقولون عنها أن هذه قهوة، تحسين الوضع، تحسين دخل، إكرامية، جبر خاطر، هدية، فالمجتمع يتعاطى مع الرشوة على أنها قهوة، والذي يعمل عندك يقول لك هذه أجرتي، فأين القهوة، انت متفق معي على أجرة، ألف ريال مثلاً، وبعد أخذ الأجرة يقول لك أين الإكرامية، ولا يخرج من عندك إلا بعد الحصول على الإكرامية، وهذه ليست إكرامية بل هي رشوة.
فبدأ الناس خارج الحقوق يتعاطوا مع الزيادة على أنها لها مفاهيم إيجابية؛ فما الذي جعلها تتحول من سلبية إلى ايجابية؟ هو التغيير في الدلالة الذهنية.
اللواط حرام وهذا شيء مستقبح جداً ومعروف أن الله تعالى خلق من كل شيء الزوجين الذكر والأنثى، ويهتز عرش الرحمن لهذا، لكن الموضوع تغير والدلالة الذهنية تغيرت على هذا المنكر الذي هو كبيرة من الكبائر. وصار شيئاً مقبولا اجتماعياً، ويتطور إلى أكثر من هذا فيصبح من أساسيات المجتمع، ويعد الممتنع عنه شاذاً، (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم قوم يتطهرون)، فأصبحت الطهارة والعفة شذوذاً.
الآية أتت في سياق التعجب، يعني الأصل عندهم الشذوذ، ثم يأتي له ضيوف من الملائكة (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ).
ماذا كان الجواب؟
(قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ)
فتغيرت الدلالة الذهنية على الشيء القبيح فصار مقبولاً وعلى الشيء المقبول الصحيح فصار مستقبحاً.
فهذا قصدي من تغيير الدلالة الذهنية.
الإعلام الموجه يستخدم قاعدة تغيير الدلالات الذهنية عند العامة كي يجعلهم يتقبلوا المستقبحات، ويستقبحون المستحسنات، وهذا هو الحاصل عندنا، فالإعلام يعرف أن الناس عندها دلالة ذهنية عن الخمر أنها شيء بذيء، شيء حرام، شيء قبيح، شيء مذهب للعقل، ولكي يتقبل الناس الخمر يعملون للناس تغيير في الدلالة الذهنية على هذا الشيء.
فيقولون عنه أنه مشروب روحي، مشروب ترفيهي حتى تتغير الدلالة الذهنية.
نسأل الله العفو والعافية.
 
أعلى