العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تجنيد المرأة

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
207
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٣٤. ما حكم التحاق المرأة المسلمة بالجيش والعمل به والاختلاط بالرجال، والخروج في المهام؟!
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
فبعد الاطلاع على أقوال أهل العلم من المعاصرين واختلافهم، واستدلال المانعين والمجيزين كل بأدلته ودلالاتها، أحب ان أقول بلا تفصيل ممل، ولا إيجاز مخل:
إذا كانت الصحابيات خرجن بعدد قليل في الغزوات فلأمرين:
للتمريض وسقيا الماء، فلم يوجد في ذلك الوقت معاهد متخصصة في تخريج الممرضين الرجال ثم الموظفين المتفرغين للتمريض مقابل رواتب شهرية. فما الحاجة للنساء كممرضات اليوم في الجيوش؟ ولأن الجيش قديماً كان يحتاج لكل رجل يستطيع حمل السيف، لكن. اليوم لا تحتاج لكل من يحمل السلاح بدلالة وجود الملايين منهم يعملون في التمريض والوظائف المختلفة أثناء دخول الجيش في حرب ولا يطلب منهم حمل السلاح، بل يقتصر حمل السلاح على الموجود بالجيش فعلاً، أو من عنده سابق خدمة وتدريب وخبرة ويسمون قوات الاحتياط، ولأن الجيش اليوم أصبح جيشاً نظاميا متفرغاً يتقاضى رواتب نظامية لا عمل له إلا التدريبات والدفاع، بينما الصحابة كانوا يتدربون على السلاح بشكل غير نظامي وبدون تفرغ، بل يكسبون معايشهم ويعملون في حقولهم وتجاراتهم، فإذا طلب منهم النفير والجهاد بادروا وتطوعوا باختيارهم ابتغاء مرضاة الله تعالى. ولأن الصحابيات خرجن في حروب واقعية بينما اليوم هي حروب ربما غير محتملة فالكل يتغنى بالسلام الاستراتيجي الذي لا بديل عنه
أما بالنسبة لسقيا الماء فلا حاجة لعمل النساء كذلك في هذا الأمر لأن إمدادات المياه للشرب لم تعد (بالبلاليص) والجوالين المحمولة على رؤوس النساء إلى ارض الميدان، بل أصبحت تُنقل في حمولات من مياه معدنية معبأة في زجاجات عبر حاويات وحاملات عملاقة كبيرة وشاحنات أغذية.
فما المطلوب من المرأة هنا؟ قيادة الشاحنة مثلاً؟ فهل عدمنا السائقين الرجال.
لذلك من يجيز هذا الأمر شرعاً فلأنه لا يستوعب إنزال الدليل على الواقع
الحالي وتفاصيله وجزئياته.
هذا من جهة إحسان الظن به، نقول إنه اجتهاد خاطئ منه. ومن جهة أخرى ربما يكون خائفاً أو مطلوباً منه تكييف الفتوى لصالح الجواز. والله أعلم.
 
أعلى