د. ياسر محمد جابر
:: مشارك ::
- انضم
- 5 مارس 2023
- المشاركات
- 240
- الإقامة
- قطر الدوحة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عمار الرشيدي
- التخصص
- فقه وأصول
- الدولة
- قطر
- المدينة
- الدوحة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
٩. ما حكم مدى أحقية الزوجة في الخروج للدراسة والتعليم؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يدخل تعليم الزوجة في كثير من النصوص العامة في القرآن الكريم، ومنها قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، ويقول تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].
ومن السنة: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته» قال: - وحسبت أن قد قال - «والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته» البخاري.
قال عامر الشعبي: حدثني أبو بردة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران" البخاري.
وعن مالك بن الحويرث، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيما رفيقا، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا، قال: "ارجعوا فكونوا فيهم، وعلموهم، وصلوا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم" البخاري.
وقد تناول الفقهاء قضية تعليم الزوجة أمور دينها وما هو مفروض عليها، وبيان حكم ذلك بالنسبة لزوجها، فعقد ابن الحاج(ت737ه) فصلاّ في كتابه المخل بعنوان: (فصل في وجوب تعليم العالم أهله العلم)، وذكر فيه أنه:" ينبغي له أن يتفقد أهله بمسائل العلم فيما يحتاجون إليه؛ لأنه جاء من تعليم غيرهم طلبا لثواب إرشادهم فخاصته ومن تحت نظره آكد؛ لأنهم رعيته ومن الخاصة به"( ).
ويقول الغزالي(ت505ه) في الإحياء:" عليه أن يلقنها اعتقاد أهل السنة ويزيل عن قلبها كل بدعة إن استمعت إليها ويخوفها في الله إن تساهلت في أمر الدين... فإن كان الرجل قائما بتعليمها فليس لها الخروج لسؤال العلماء وإن قصر علم الرجل ولكن ناب عنها في السؤال فأخبرها بجواب المفتي فليس لها خروج فإن لم يكن ذلك فلها الخروج للسؤال بل عليها ذلك ويعصي الرجل بمنعها ومهما تعلمت ما هو من الفرائض عليها فليس لها أن تخرج إلى مجلس ذكر ولا إلى تعلم فضل إلا برضاه"( ).
ويفهم مما سبق أن استكمال المرأة تعليمها بالمؤسسات التعليمية - بعد الزواج - يكون واجباً على الزوج إذا كان هذا العلم مفروضاً عليها ولم يقم هو بفعل ذلك داخل البيت، أما إذا كان العلم الذي تطلبه ليس مفروضاً عليها تعلمه – كتعلم الهندسة والطب والفنون الجميلة ونحو ذلك - فلا يجب عليه ولا يحق لها الخروج لذلك.
وأفتى موقع الشبكة الإسلامية في هذه المسألة بالآتي:" حكم دراسة المرأة: الأصل في ذلك الجواز، وقد يكون مستحباً أو واجباً بحسب العلم الذي تدرسه، لكن كل ذلك بشرط انضباط المرأة في دراستها بالضوابط الشرعية التي ذكرناها سابقاً، فإذا لم تنضبط بالضوابط الشرعية فلا تجوز لها الدراسة حينئذ. فإذا كان زوجها يمنعها من ذلك، فذلك حرام إلا إذا كانت المرأة قد اشترطت على زوجها عند العقد أن تدرس، وبشرط أن تنضبط في دراستها بالضوابط الشرعية، فيجوز، وإلا فلا".
وكحل وسط في ذلك جمعاً بين طاعة الزوج، وطلب العلم وإن كان غير شرعي من باب مسايرة نظم العصر في تقسيم التعليم إلى مراحل دراسية، والشوق الشديد لإتمام هذه المراحل سواء من الذكور أو الإناث، ولأن الفتاة قد تجبر على الزواج قبل إتمام مراحلها الدراسية وربما كانت نابغة ومتفوقة، يرى الباحث أن تدرس الزوجة في بيتها بنظام المنازل، وتذهب فقط إلى المدرسة أو الجامعة وقت الاختبارات لأداء الاختبار. ومن الممكن أن تدرس بنظام التعليم المفتوح عبر شبكة (الأنترنت)، ويكون أداء الامتحانات من خلال ذات الشبكة، وبذلك نوفق بين الآراء ونجمع بين الحسنيين الزواج والدراسة.
وإذا كانت الزوجة عالمة بما فرضه الله عليها من أحكام، أو كان الزوج متفقها في دين الله، وقام بتعليمها، فلا حق لها في الخروج إلى طلب العلم إلا بإذنه".
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يدخل تعليم الزوجة في كثير من النصوص العامة في القرآن الكريم، ومنها قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، ويقول تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].
ومن السنة: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته» قال: - وحسبت أن قد قال - «والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته» البخاري.
قال عامر الشعبي: حدثني أبو بردة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران" البخاري.
وعن مالك بن الحويرث، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيما رفيقا، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا، قال: "ارجعوا فكونوا فيهم، وعلموهم، وصلوا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم" البخاري.
وقد تناول الفقهاء قضية تعليم الزوجة أمور دينها وما هو مفروض عليها، وبيان حكم ذلك بالنسبة لزوجها، فعقد ابن الحاج(ت737ه) فصلاّ في كتابه المخل بعنوان: (فصل في وجوب تعليم العالم أهله العلم)، وذكر فيه أنه:" ينبغي له أن يتفقد أهله بمسائل العلم فيما يحتاجون إليه؛ لأنه جاء من تعليم غيرهم طلبا لثواب إرشادهم فخاصته ومن تحت نظره آكد؛ لأنهم رعيته ومن الخاصة به"( ).
ويقول الغزالي(ت505ه) في الإحياء:" عليه أن يلقنها اعتقاد أهل السنة ويزيل عن قلبها كل بدعة إن استمعت إليها ويخوفها في الله إن تساهلت في أمر الدين... فإن كان الرجل قائما بتعليمها فليس لها الخروج لسؤال العلماء وإن قصر علم الرجل ولكن ناب عنها في السؤال فأخبرها بجواب المفتي فليس لها خروج فإن لم يكن ذلك فلها الخروج للسؤال بل عليها ذلك ويعصي الرجل بمنعها ومهما تعلمت ما هو من الفرائض عليها فليس لها أن تخرج إلى مجلس ذكر ولا إلى تعلم فضل إلا برضاه"( ).
ويفهم مما سبق أن استكمال المرأة تعليمها بالمؤسسات التعليمية - بعد الزواج - يكون واجباً على الزوج إذا كان هذا العلم مفروضاً عليها ولم يقم هو بفعل ذلك داخل البيت، أما إذا كان العلم الذي تطلبه ليس مفروضاً عليها تعلمه – كتعلم الهندسة والطب والفنون الجميلة ونحو ذلك - فلا يجب عليه ولا يحق لها الخروج لذلك.
وأفتى موقع الشبكة الإسلامية في هذه المسألة بالآتي:" حكم دراسة المرأة: الأصل في ذلك الجواز، وقد يكون مستحباً أو واجباً بحسب العلم الذي تدرسه، لكن كل ذلك بشرط انضباط المرأة في دراستها بالضوابط الشرعية التي ذكرناها سابقاً، فإذا لم تنضبط بالضوابط الشرعية فلا تجوز لها الدراسة حينئذ. فإذا كان زوجها يمنعها من ذلك، فذلك حرام إلا إذا كانت المرأة قد اشترطت على زوجها عند العقد أن تدرس، وبشرط أن تنضبط في دراستها بالضوابط الشرعية، فيجوز، وإلا فلا".
وكحل وسط في ذلك جمعاً بين طاعة الزوج، وطلب العلم وإن كان غير شرعي من باب مسايرة نظم العصر في تقسيم التعليم إلى مراحل دراسية، والشوق الشديد لإتمام هذه المراحل سواء من الذكور أو الإناث، ولأن الفتاة قد تجبر على الزواج قبل إتمام مراحلها الدراسية وربما كانت نابغة ومتفوقة، يرى الباحث أن تدرس الزوجة في بيتها بنظام المنازل، وتذهب فقط إلى المدرسة أو الجامعة وقت الاختبارات لأداء الاختبار. ومن الممكن أن تدرس بنظام التعليم المفتوح عبر شبكة (الأنترنت)، ويكون أداء الامتحانات من خلال ذات الشبكة، وبذلك نوفق بين الآراء ونجمع بين الحسنيين الزواج والدراسة.
وإذا كانت الزوجة عالمة بما فرضه الله عليها من أحكام، أو كان الزوج متفقها في دين الله، وقام بتعليمها، فلا حق لها في الخروج إلى طلب العلم إلا بإذنه".
