العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دبلة الخطوبة

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
212
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٦. ما حكم لبس دبلة الخطوبة، وهل هي تقليد أجنبي؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من تشبه بقوم فهو منهم" حسن. والدبلة عادة غربية أجنبية. هذا بجانب الاعتقاد الفاسد أنها تسبب محبة بين الزوجين فإنها تكون في هذه الحالة تميمة وهى محرمة بل تصل لدرجة الشرك الأصغر إن كانت بهذه النية؛ لقول النبي- صلى الله عليه وسلم:" إن الرقي والتمائم والتوله شرك". فهي بجانب أنها تميمة تؤخذ أيضا على أنها توله.
فالتوله: شيء يعلقونه على الزوج يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى زوجها، والزوج إلى امرأته وهذا شرك لأنه ليس بسبب شرعي ولا قدري للمحبة.
قال ابن عثيمين (ت1421هج) كما في القول المفيد على كتاب التوحيد:" والدبلة: خاتم يشترى عند الزواج يوضع في يد الزوج، وإذا ألقاه الزوج; قالت المرأة: إنه لا يحبها; فهم يعتقدون فيه النفع والضر، ويقولون: إنه ما دام في يد الزوج؛ فإنه يعني أن العلاقة بينهما ثابتة، والعكس بالعكس، فإذا وجدت هذه النية; فإنه من الشرك الأصغر، وإن لم توجد هذه النية - وهي بعيدة ألا تصحبها -،ففيه تشبه بالنصارى، فإنها مأخوذة منهم".
وذهب الألباني - رحمه الله (ت 1420ه) - في كتاب آداب الزفاف إلى أن لبس خاتم الخطبة لا يجوز لأنه تقليد للكفار وعادة سرت إليهم من النصاري( ).
وقال الشيخ صالح بن فوزان - حفظه الله – في المنتقى:" التقليد الفاسد الذي وقع فيه كثير من الناس اليوم في أمور الزواج، من أنه يشتري لها دبلة تلبسها، ويكون هذا سببًا في زعمهم في عقد المحبة في القلب، وتآلف الزوجين؛ فهذا من عقائد الجاهلية، وهذا يكون من الشرك؛ لأن التعلق بالحلقة والخيط والخاتم والدبلة في أنها تجلب المودة أو تذهب العداوة بين الزوجين هذا من الشرك؛ لأن الأمر بيد الله؛ فهو يقول سبحانه وتعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } [ سورة الروم : آية 21 ] ؛ فالله هو الذي يوجب المودة والرحمة بين الزوجين إذا استقاما على طاعته سبحانه وتعالى، أما هذه الدبلة وهذه التقاليد الفاسدة؛ فيجب اجتنابها".
قلت: وحديث:" من تشبه بالقوم فهو منهم"، لا يقوى على تخصيصه هذا العرف الفاسد، وإن ظل معمولا به لفترة كبيرة وحتى يومنا هذا.
 
أعلى