د. ياسر محمد جابر
:: مشارك ::
- انضم
- 5 مارس 2023
- المشاركات
- 240
- الإقامة
- قطر الدوحة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عمار الرشيدي
- التخصص
- فقه وأصول
- الدولة
- قطر
- المدينة
- الدوحة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
١٦٧. أعاني من شرود ذهني في الصلاة ولا أكاد أستجمع عقلي لبرهة من الوقت، وأشعر أن صلاتي قد لا تقبل، فماذا أفعل؟
الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فنحن نستخدم عقولنا في تعلم قيادة السيارات، وبعد وقت نقود السيارة بذاكرة الممارسة بمعزل عن العقل، ونتعلم القراءة والكتابة بالعقل، ثم نكتب ونقرأ بذاكرة الممارسة. فما معنى ذاكرة الممارسة؟ معناها: ذلك الفعل الآلي الذي لا يحتاج معه لفكر. فمثلًا نبحث عن الحروف بصعوبة في لوحة الكمبيوتر لنكتب سطرًا، ثم نكتب بدون نظر للوحة الحروف.
- كيف؟! بذاكرة الممارسة.
هذا جيد في الأمور الدنيوية؛ فماذا عن الأمور التعبدية؟
تعلمنا الصلاة في صغرنا بذاكرة العقل، وبعد زمن صرنا نصلي بذاكرة الممارسة، فلا خشوع، ولا قنوت، ولا استحضار لرهبة الموقف. والرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبر أنه لا يُحسب للمرء من صلاته إلا ما يعقل. وسيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - يجزم أن الرجل قد يقضي عمره كله وما أتم لله صلاة واحدةً.
أليس الأمر جدَّ خطيرٍ إذن؟! في رأيي أن الداء يكمن في ذاكرة الممارسة لا في ذاكرة العقل والقلب. لكن ما الخطورة في ذلك؟! خطورة ذلك أن الممارسة تعزل العقل، والفكر عن الصلاة. وما العلاج إذن؟ العلاج أن نقيد القلب والعقل بمعاني الألفاظ في الصلاة، ونجتهد ونكرر المحاولة لنقلل بالتدريج من سيطرة الممارسة على أفعالنا، ومن لا يدرك المعنى يتفكر في رهبة من هو واقف أمامه، الله تعالى، أو يتخيل أن الجنة عن يمينه سيدخلها ان استحضر قلبه، وعقله، وأن النار عن شماله سيدخلها ان استسلم لقوة الممارسة وسيطرتها، وأنه قد يخرج مع التسليم صفر اليدين، أو بخفي حنين. رزقنا الله الخشوع في صلاتنا، قال تعالى
قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) المؤمنون 2,1.
الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فنحن نستخدم عقولنا في تعلم قيادة السيارات، وبعد وقت نقود السيارة بذاكرة الممارسة بمعزل عن العقل، ونتعلم القراءة والكتابة بالعقل، ثم نكتب ونقرأ بذاكرة الممارسة. فما معنى ذاكرة الممارسة؟ معناها: ذلك الفعل الآلي الذي لا يحتاج معه لفكر. فمثلًا نبحث عن الحروف بصعوبة في لوحة الكمبيوتر لنكتب سطرًا، ثم نكتب بدون نظر للوحة الحروف.
- كيف؟! بذاكرة الممارسة.
هذا جيد في الأمور الدنيوية؛ فماذا عن الأمور التعبدية؟
تعلمنا الصلاة في صغرنا بذاكرة العقل، وبعد زمن صرنا نصلي بذاكرة الممارسة، فلا خشوع، ولا قنوت، ولا استحضار لرهبة الموقف. والرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبر أنه لا يُحسب للمرء من صلاته إلا ما يعقل. وسيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - يجزم أن الرجل قد يقضي عمره كله وما أتم لله صلاة واحدةً.
أليس الأمر جدَّ خطيرٍ إذن؟! في رأيي أن الداء يكمن في ذاكرة الممارسة لا في ذاكرة العقل والقلب. لكن ما الخطورة في ذلك؟! خطورة ذلك أن الممارسة تعزل العقل، والفكر عن الصلاة. وما العلاج إذن؟ العلاج أن نقيد القلب والعقل بمعاني الألفاظ في الصلاة، ونجتهد ونكرر المحاولة لنقلل بالتدريج من سيطرة الممارسة على أفعالنا، ومن لا يدرك المعنى يتفكر في رهبة من هو واقف أمامه، الله تعالى، أو يتخيل أن الجنة عن يمينه سيدخلها ان استحضر قلبه، وعقله، وأن النار عن شماله سيدخلها ان استسلم لقوة الممارسة وسيطرتها، وأنه قد يخرج مع التسليم صفر اليدين، أو بخفي حنين. رزقنا الله الخشوع في صلاتنا، قال تعالى
