د. ياسر محمد جابر
:: مشارك ::
- انضم
- 5 مارس 2023
- المشاركات
- 240
- الإقامة
- قطر الدوحة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عمار الرشيدي
- التخصص
- فقه وأصول
- الدولة
- قطر
- المدينة
- الدوحة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
١٦٨. أتشدد في المواقف وأرفض التنازل عن أي شيء، وأعتبر الأمر مسألة كرامة، ثم أجد نفس قد خسرت كل شيء، وندمت وتمنيت لو عاد الموقف من جديد وتهاونت بعض الشيء، واحتفظت بما فقدته، فما رأيكم في تصرفاتي هذه؟
الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فكثيرُ منا تأتي عليه أوقات يشعر فيها بقوته الطاغية وإمكاناته العالية، وبالطبع هي قوة نسبية لا يمكنه أن يمارسها على أرض الحقيقة إلا في ظروف زمنية، أو مكانية، أو مع أعيان بذاتهم، ولأنه قبل أن يضطر للتنازل عن أي شيء فإنه - مدفوعاً بشعور العظمة والتمكن - يريد أن يحصل على كل شيء، هذه الإرادة ستستمر طالما استمر الشعور الطاغي بأنه قادر، ومتمكن، وصلب، عند لحظة ما؛ أسميها اللحظة الفارقة في الاستيعاب، سيبدأ هذا الشعور بالتمكن، والنفاذ، والسيطرة يتآكل مع ظهور مستجدات على أرض الواقع، وأمام هذه اللحظة الفارقة التي يحدث عندها التغيير بين موازين القوى ينقسم الناس إلى أقسام وأنواع: منهم من يظل متمسكًا بفكرة أنه الأقوى، ولابد أن يحصل على كل شيء، ومنهم من يفهم أن الأمور تغيرت، لكن كرامته لا تسمح بالتنازل فيكابر حتى الرمق الأخير. وهذان الصنفان غالبًا ما يخسران كل ما كانا بالقريب يطالبان به مجموعًا واحدًا صحيحًا لا يُخدش.
لكنّ هناك نوع آخر يدرك أن الخضوع عند الحاجة ذكاء، وأنه مع تغير موازين القوى لابد أن يتغير سقف الشعور بالقوة، والتمكن، ومن ثم لابد من ممارسة فن التنازل للحصول على النصيب الأكبر من المكاسب، ستجد هذا بين رئيس وشعبه، وبين مدير وعامليه، صاحب بيت وسائقه، وبين زوج وزوجته، وبين أب وأولاده، وبين جار وجيرانه...الخ، وفي النهاية يتضح لنا الحقيقة القائلة: من يرفض التنازل عن أي شيء قد يخسر كل شيء، والكلام هنا عمن لا يريد التنازل عن أي شيء وليس داخلاً في حقه كل شيء.
الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فكثيرُ منا تأتي عليه أوقات يشعر فيها بقوته الطاغية وإمكاناته العالية، وبالطبع هي قوة نسبية لا يمكنه أن يمارسها على أرض الحقيقة إلا في ظروف زمنية، أو مكانية، أو مع أعيان بذاتهم، ولأنه قبل أن يضطر للتنازل عن أي شيء فإنه - مدفوعاً بشعور العظمة والتمكن - يريد أن يحصل على كل شيء، هذه الإرادة ستستمر طالما استمر الشعور الطاغي بأنه قادر، ومتمكن، وصلب، عند لحظة ما؛ أسميها اللحظة الفارقة في الاستيعاب، سيبدأ هذا الشعور بالتمكن، والنفاذ، والسيطرة يتآكل مع ظهور مستجدات على أرض الواقع، وأمام هذه اللحظة الفارقة التي يحدث عندها التغيير بين موازين القوى ينقسم الناس إلى أقسام وأنواع: منهم من يظل متمسكًا بفكرة أنه الأقوى، ولابد أن يحصل على كل شيء، ومنهم من يفهم أن الأمور تغيرت، لكن كرامته لا تسمح بالتنازل فيكابر حتى الرمق الأخير. وهذان الصنفان غالبًا ما يخسران كل ما كانا بالقريب يطالبان به مجموعًا واحدًا صحيحًا لا يُخدش.
لكنّ هناك نوع آخر يدرك أن الخضوع عند الحاجة ذكاء، وأنه مع تغير موازين القوى لابد أن يتغير سقف الشعور بالقوة، والتمكن، ومن ثم لابد من ممارسة فن التنازل للحصول على النصيب الأكبر من المكاسب، ستجد هذا بين رئيس وشعبه، وبين مدير وعامليه، صاحب بيت وسائقه، وبين زوج وزوجته، وبين أب وأولاده، وبين جار وجيرانه...الخ، وفي النهاية يتضح لنا الحقيقة القائلة: من يرفض التنازل عن أي شيء قد يخسر كل شيء، والكلام هنا عمن لا يريد التنازل عن أي شيء وليس داخلاً في حقه كل شيء.
