العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

(قول أغثنا يا رسول الله)

انضم
5 مارس 2023
المشاركات
240
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
١٧٥. تنتشر على النت ومواقع التواصل رسالة تقول قصيده:
أغثنا يا رسول الله
يا خير من دفنت بالترب أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والاكم
نفسي الفدا لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أغثنا يا عظيم الجاه وأسعفنا لوجه الله
بسر الواحد الباري أغثنا يا رسول الله
...الخ.
فما حكم ذلك؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فأقول لمن يروج وينشر مثل ذلك من المغالاة في النبي صلى الله عليه وسلم:
لا يجوز قول: أغثنا يا رسول الله بعد موته صلى الله عليه وسلم.
بل يقول: أغثنا يا الله.
ولم ينزل مقام الرسول صلى الله عليه وسلم كنبي ورسول وحبيب،
لكن امتنعت عليه الأسباب الدنيوية.
وسؤال لك يا من تروج لذلك:
لما امتنع المطر قال عمر رضي الله عنه: اللهم إنا كنا نتوسل لك بنبيك، واليوم نتوسل لك بعم نبيك. لماذا لم يقل: أغثنا يا رسول الله؟!
كن منصفا واتبع الدليل ولا ترد الحق، فالإسلام يؤخذ بالدليل، وليس بهوى النفس ولا العواطف. وأنا هنا لا أتحداك ولا أحاول الانتصار عليك، لأنها ليست معركة بيننا، بل هو دين يؤخذ من الأدلة. أنت ترد عليَّ برأيك، والدين ليس بالرأي؛ فأعطني دليلًا أن أحدًا من الصحابة قال أغثنا يا رسول الله بعد وفاته، صلى الله عليه وسلم.
والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن المغالاة فيه فقال:" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله"؛ أي لا تمدحوني بالباطل ولا تجاوزوا الحد في مدحي كما عملت النصارى مع عيسى، فمدحوه حتى جعلوه إلها، ومن الغلو قول أغثنا يا رسول الله، والاحتفال بمولده بالغناء والموسيقى والموائد، وأنه مخلوق من نور، وأن البشرية خلقت لأجله، ولولا محمد ما كان آدم، وأنه حي حاضر بين الناس، وجعل ذلك شعارا وقربة.
الصحيح أن تعظيمه صلى الله عليه وسلم يكون باتباعه والسير على سنته، ولذلك لم يكن الصحابة الكرام يحتفلون بيوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم خير منا وأكثر حبا وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما مدحه والثناء عليه دون الإطراء (بالغلو والمبالغة) فمشروع ومطلوب، فهو خاتم المرسلين، وسيد ولد آدم، وشفيع الأمة، وهو البشير النذير، والسراج المنير، ورحمة الله للعالمين.
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
 
أعلى