د. ياسر محمد جابر
:: مشارك ::
- انضم
- 5 مارس 2023
- المشاركات
- 240
- الإقامة
- قطر الدوحة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عمار الرشيدي
- التخصص
- فقه وأصول
- الدولة
- قطر
- المدينة
- الدوحة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
يقول الله تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ﴾
[ الأنبياء: 47]
يوضع الميزان للعبد يوم القيامة وتوزن أعماله، حسناته في كفة وسيئاته في كفة، ثم ينادى على الناس:
من كان له حق عند فلان فليأت وليأخذه، فيخرج أصحاب الحقوق ويقفون أمامه عند الميزان، فيقول واحد منهم: لي مال ويقول الثاني شتمني في الدنيا، ويقول الثالث ضربني ...الخ.
فيأخذون حقوقهم من حسناته إن كان له حسنات، فإن لم يكن له حسنات يعطوه هم من سيئاتهم،
فينظر فيجد نفسه عاريا في أرض القيامة لا مال ولا جاه ولا حسنات، تنتظره النار بلهيبها، فيندم ويتحسر لأنه كان في الدنيا يستطيع أن يعمل ويعوض ويعيش بالحلال، لكن الان لا يستطيع العمل ولا العوض.
وهذا معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه، ثم طرح في النار.
يقول أهل العلم:
مثل هذا الشخص يخسر في جميع الأحوال:
يخسر في الدنيا بأن الله يبتليه بالمصائب وينزع البركة منه.
ويخسر حسناته في الآخرة، وتزيد سيئاته.
بدليل الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
:"من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله".
بينما الذي أعطاه المال يكسب في جميع الأحوال:
يكسب ثواب أنه أعانه، والحسنة في القرض ب 18 ضعف.
ويبارك الله له ويخلف عليه ما ضاع منه من المال في الدنيا.
ويكسب في الآخرة أنه يأخذ حقه من حسنات الآخر أو يعطيه من سيئاته.
لذلك قال الشاعر:
إن لم ترد الحقوق اليوم مع الغنى
فغدا تؤديها مع الإفلاس
فالحقوق ترجع لأصحابها في كل الأحوال، إن لم تكن في الدنيا، فيوم القيامة عند الميزان.
ويا حظ ويا سعد من كان له حق يأخذه يوم القيامة.
ويا حسرة وياخيبة من كان عليه حق يرده يوم القيامة.
الإنسان في الدنيا قد يعمل ويعوض، لكن في الآخرة لا عمل ولا تعويض.
قال تعالى: (وَلَوْ ترى إِذِ المجرمون نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فارجعنا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ ).
وقال تعالى:
(وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ(104).
(إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)
(فاعتبروا يا أولي الأبصار)
(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
(وما على الرسول إلا البلاغ)
(ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء)
(اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك).
والحمد لله رب العالمين.
[ الأنبياء: 47]
يوضع الميزان للعبد يوم القيامة وتوزن أعماله، حسناته في كفة وسيئاته في كفة، ثم ينادى على الناس:
من كان له حق عند فلان فليأت وليأخذه، فيخرج أصحاب الحقوق ويقفون أمامه عند الميزان، فيقول واحد منهم: لي مال ويقول الثاني شتمني في الدنيا، ويقول الثالث ضربني ...الخ.
فيأخذون حقوقهم من حسناته إن كان له حسنات، فإن لم يكن له حسنات يعطوه هم من سيئاتهم،
فينظر فيجد نفسه عاريا في أرض القيامة لا مال ولا جاه ولا حسنات، تنتظره النار بلهيبها، فيندم ويتحسر لأنه كان في الدنيا يستطيع أن يعمل ويعوض ويعيش بالحلال، لكن الان لا يستطيع العمل ولا العوض.
وهذا معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه، ثم طرح في النار.
يقول أهل العلم:
مثل هذا الشخص يخسر في جميع الأحوال:
يخسر في الدنيا بأن الله يبتليه بالمصائب وينزع البركة منه.
ويخسر حسناته في الآخرة، وتزيد سيئاته.
بدليل الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
:"من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله".
بينما الذي أعطاه المال يكسب في جميع الأحوال:
يكسب ثواب أنه أعانه، والحسنة في القرض ب 18 ضعف.
ويبارك الله له ويخلف عليه ما ضاع منه من المال في الدنيا.
ويكسب في الآخرة أنه يأخذ حقه من حسنات الآخر أو يعطيه من سيئاته.
لذلك قال الشاعر:
إن لم ترد الحقوق اليوم مع الغنى
فغدا تؤديها مع الإفلاس
فالحقوق ترجع لأصحابها في كل الأحوال، إن لم تكن في الدنيا، فيوم القيامة عند الميزان.
ويا حظ ويا سعد من كان له حق يأخذه يوم القيامة.
ويا حسرة وياخيبة من كان عليه حق يرده يوم القيامة.
الإنسان في الدنيا قد يعمل ويعوض، لكن في الآخرة لا عمل ولا تعويض.
قال تعالى: (وَلَوْ ترى إِذِ المجرمون نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فارجعنا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ ).
وقال تعالى:
(وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ(104).
(إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)
(فاعتبروا يا أولي الأبصار)
(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
(وما على الرسول إلا البلاغ)
(ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء)
(اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك).
والحمد لله رب العالمين.
