العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

نحو منهجية متكاملة في أبحاث الترقية: تنويع في الموضوع والإجراء والأسلوب

انضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,687
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
نحو منهجية متكاملة في أبحاث الترقية: تنويع في الموضوع والإجراء والأسلوب

أنصح الباحثين المتقدمين للترقية باعتماد منهجية متكاملة في أبحاثهم، تجمع بين تنويع الموضوعات بما يعكس سعة الاطلاع، وتعدد الإجراءات البحثية لضمان عمق المعالجة، وتنوع الأساليب المنهجية؛ بما يعزز من موثوقية النتائج، وشمولية الرؤية، مع الحفاظ على وحدة التوجه العلمي، واتساق الإنتاج مع التخصص الدقيق.

إليك تفصيل طريقة تنويع الأبحاث:
عند إعداد أبحاث الترقية، من الضروري أن يتحقق نوع من التوازن بين الأبعاد المختلفة للبحث العلمي، وذلك بتوزيع الجهد البحثي على محاور متنوعة، تعكس النضج العلمي والقدرة على التعامل مع المعرفة من زوايا متعددة. ويشمل هذا التنويع العناصر الآتية:

أولاً: تنويع من حيث المنهجية:

1. التأصيل العلمي (النظري):
• الوصف: يُعنى بتأصيل المفاهيم والمصطلحات والرجوع إلى الأصول المعرفية والنصوص التأسيسية.
• مثال: بحث في أصول الاستنباط الفقهي أو التأصيل اللغوي لقضية بلاغية.

2. التطبيق العملي:
• الوصف: يُركّز على تنزيل النظريات في سياق عملي أو دراسات حالة أو تحليل لواقع محدد.
• مثال: تطبيق قاعدة أصولية على نوازل معاصرة أو تحليل خطاب بلاغي حديث.

3. التحليل والنقد:
• الوصف: يتضمن الوقوف على الإنتاجات السابقة بالنقد والتحليل، وبيان نقاط القوة والضعف.
• مثال: دراسة نقدية لمدرسة فقهية أو تحليل لمناهج مقاصدية معاصرة.

4. الاستقراء والعرض المقارن:
• الوصف: يعتمد على تتبّع الظواهر في مصادر متعددة ومقارنتها.
• مثال: تتبع مصطلح معين في المدارس الفقهية أو مقارنة معالجة مسألة واحدة في الفقه المالكي والشافعي مثلاً.

ثانياً: تنويع من حيث الإجراءات البحثية:

• مرة يكون التركيز على جمع النصوص وتحليلها.
• ومرة على استقراء الظواهر وتصنيفها.
• وأخرى على مقارنة المناهج والاتجاهات.
• وفي بحث آخر تكون الملاحظة أو المسح الميداني (إن كان ذلك مناسباً للمجال) ليكون جزءاً من أدوات البحث؛ مثلاً: المدارس الفقهية المعاصرة في الأحساء وصلتها بالأسر العلمية.


ثالثاً: تنويع من حيث الموضوعات:

1. تنويع الموضوعات ضمن التخصص
• لا تقتصر على زاوية واحدة من تخصصك.
• تناول قضايا حديثة أو تطبيقية أو مقارنة.
• وزع الأبحاث على عدة جوانب:
• الجانب العقدي.
• الجانب الفقهي.
• الجانب الأصولي.
• الجانب البلاغي أو اللغوي.
• جانب الدراسات المعاصرة أو الفكرية.
• القضايا المنهجية في البحث نفسه.


2. البحوث البينية:
• اجعل البحث متقاطعاً مع تخصصات أخرى.
• مثال: الجمع بين أصول الفقه وأصول الدين، أو بين مصطلح الحديث والأصول.
أو التي توصف بأنها بين الأصوليين والمحدثين، أو الأصوليين والمفسرين، إلى غير ذلك مما لا يخفى.
• هذا النوع من البحوث غالبًا ما يتولد منه الابتكار بقدر استعداد الباحث ومكنته.


3. البحوث التطبيقية مقابل النظرية
• أنجز أبحاثًا نظرية لتعزيز الأساس العلمي، وأخرى تطبيقية لحل مشكلات واقعية.

4. استخدم مناهج بحث مختلفة
• امزج بين المنهج الكمي والنوعي.
• استخدم دراسات الحالة، أو التحليل الإحصائي، أو التحليل النصي، إلى آخره؛ مثل:
تحقيق النصوص التراثية
التأصيل وربط الفروع بالأصول
التطبيق على الأمثلة القديمة والمعاصرة
الدراسة الفقهية المقارنة
الدراسة التحليلية
الدراسة الوصفية
الدراسة الاستقرائية التأريخيّة
عرض ونقد


5. تنويع البيئات الجغرافية أو الثقافية للدراسة
• إجراء بحوث في بيئات مختلفة (حضريّة، ريفية، مجتمعات متنوعة …).
• هذا يعطي بعدًا مقارنًا للدراسات.


الخاتمة:
استحضر مبكراً أن تنويع بحوث الترقية إلى مرتبة علمية أعلى (أستاذ مشارك، أستاذ) أمر مهم جدًا للتميز الأكاديمي؛ وتوسيع الأفق العلمي للباحث، وفيما مضى تطرقت لبعض الطرق المقترحة لتنويع بحوث الترقية.

سائلاً الله لك التوفيق والسداد.
 
أعلى