أبو أيمن أمين الجزائري.
:: متابع ::
- انضم
- 31 مايو 2024
- المشاركات
- 21
- الإقامة
- الجزائر العاصمة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أيمن
- التخصص
- أصول الفقه - فقه
- الدولة
- الجزائر
- المدينة
- الجزائر العاصمة
الحمد لله وبعد:
فإن القدح في العلماء وانتقاصهم آفة وأية آفة، وبلية وأية بلية، أن يتجرأ الأغمار على القدح في الأخيار، وأن يتجرأ السفهاء على الطعن في العلماء ورثة الأنبياء، الذين هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، فبهم يهتدى في ظلمات الجهل والغي، وكما قال إمام السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله-: "لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم"، وما ذلك إلا لأنهم يرشدون الخلق إلى الطريق الحق، فإذا فقدوا حل بالأمة الدمار، وصار وموتهم مصيبة للبلاد والعباد.
-يقول الله تبارك وتعالى: ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [آل عمران ١٨]، وهذا شرف عظيم للعلماء، حيث أشهدهم الله تعالى على أجل مشهود وهو توحيده -سبحانه وتعالى-، وقرن اسمهم أيضا باسمه تعالى، واسم ملائكته الكرام، وكفى بهذا شرفا وفضلا.
وعليه: فكيف يمهد الجاهل لنفسه بأن يطعن في خيار عباد الله تعالى، وأن يقدح فيهم ؟؟!!!.
-وعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول اللهِﷺ قال: [ليس منّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا، ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ](1)، يقول الحكيم الترمذي -رحمه الله-:"ومعرفة حق العالم هو حق العلم، أن يعرف قدره بما رفع الله من قدره وآتاه العلم، قال تعالى: ﴿یَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَـٰتࣲۚ﴾ [المجادلة ١١]، فيعرف درجاته التي رفع الله له بما آتاه من العلم"(2).
فتعظيم العالم من تعظيم العلم، وتعظيم العلم من تعظيم الشريعة، وتعظيم الشريعة من تعظيم الله تعالى، لذا، فليحذر كل الحذر من تسول له نفسه بالطعن في العلماء، والحط من قدرهم، فإن ذلك عظيم جدا، يقول الحافظ ابن عساكر -رحمه الله-: "واعلم يا أخي -وفقنا الله وإياك لمرضاته، [وجعلنا] ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء -رحمة الله عليهم- مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم، والاقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الاستغفار لمن سبقهم وصف كريم، إذ قال مثنيا عليهم في كتابه وهو بمكارم الأخلاق وضدها عليم: ﴿وَٱلَّذِینَ جَاۤءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلࣰّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ﴾ [الحشر ١٠]، والارتكاب لنهي النبيﷺ عن الاغتياب وسب الأموات جسيم، ﴿فَلۡیَحۡذَرِ ٱلَّذِینَ یُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦۤ أَن تُصِیبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ یُصِیبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ﴾"اه(3).
نسأل الله تعالى أن يجزي علماءنا خير الجزاء، وأن يتقبل منهم صالح أعمالهم، إنه سميع قريب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.
وكتب:
أبو أيمن أمين الجزائري.
______________________
1)- رواه أحمد(٤١٦/٣٧)، والحاكم(٢١١/١) دون قوله حقه).
حقه).
ورواه دون الجملة الأخيرة أبو داود(٤٩٤٣)، والترمذي
(١٩٢٠)، والبخاري في"الأدب المفرد"(٣٥٤)، والطبراني في"الكبير"(١٦٧/٨) وغيرهم مع اختلاف يسير، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ورواه بتمامه الطبراني في"مكارم الأخلاق"(٣٦٧/١)، لكن في أوله ليس من أمتي).
ليس من أمتي).
ولفظة حقه) لم ترد في أمهات كتب السنة المحال عليها، وانظر: "جامع المسانيد والسنن"(٦١٤/٤) لابن كثير، لكن الحافظ ذكرها في "أطراف المسند"(٦٦٧/٢)، و"إتحاف المهرة"(٤٣١/٦)، والهيثمي في"غاية المقصد"(٨٩/١)، فالله أعلم.
حقه) لم ترد في أمهات كتب السنة المحال عليها، وانظر: "جامع المسانيد والسنن"(٦١٤/٤) لابن كثير، لكن الحافظ ذكرها في "أطراف المسند"(٦٦٧/٢)، و"إتحاف المهرة"(٤٣١/٦)، والهيثمي في"غاية المقصد"(٨٩/١)، فالله أعلم.
والحديث قال عنه الهيثمي في"المجمع"(١٣٢/١): إسناده حسن، وصححه السيوطي في "الجامع الصغير"(٧٦٧٥)، وحسنه الألباني في"صحيح الجامع"(٥٤٤٣).
2)- نوادر الأصول(١٨٧/١).
3)- تبيين كذب المفتري(ص٢٩-٣٠).
			
			فإن القدح في العلماء وانتقاصهم آفة وأية آفة، وبلية وأية بلية، أن يتجرأ الأغمار على القدح في الأخيار، وأن يتجرأ السفهاء على الطعن في العلماء ورثة الأنبياء، الذين هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، فبهم يهتدى في ظلمات الجهل والغي، وكما قال إمام السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله-: "لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم"، وما ذلك إلا لأنهم يرشدون الخلق إلى الطريق الحق، فإذا فقدوا حل بالأمة الدمار، وصار وموتهم مصيبة للبلاد والعباد.
-يقول الله تبارك وتعالى: ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [آل عمران ١٨]، وهذا شرف عظيم للعلماء، حيث أشهدهم الله تعالى على أجل مشهود وهو توحيده -سبحانه وتعالى-، وقرن اسمهم أيضا باسمه تعالى، واسم ملائكته الكرام، وكفى بهذا شرفا وفضلا.
وعليه: فكيف يمهد الجاهل لنفسه بأن يطعن في خيار عباد الله تعالى، وأن يقدح فيهم ؟؟!!!.
-وعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول اللهِﷺ قال: [ليس منّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا، ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ](1)، يقول الحكيم الترمذي -رحمه الله-:"ومعرفة حق العالم هو حق العلم، أن يعرف قدره بما رفع الله من قدره وآتاه العلم، قال تعالى: ﴿یَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَـٰتࣲۚ﴾ [المجادلة ١١]، فيعرف درجاته التي رفع الله له بما آتاه من العلم"(2).
فتعظيم العالم من تعظيم العلم، وتعظيم العلم من تعظيم الشريعة، وتعظيم الشريعة من تعظيم الله تعالى، لذا، فليحذر كل الحذر من تسول له نفسه بالطعن في العلماء، والحط من قدرهم، فإن ذلك عظيم جدا، يقول الحافظ ابن عساكر -رحمه الله-: "واعلم يا أخي -وفقنا الله وإياك لمرضاته، [وجعلنا] ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء -رحمة الله عليهم- مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم، والاقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الاستغفار لمن سبقهم وصف كريم، إذ قال مثنيا عليهم في كتابه وهو بمكارم الأخلاق وضدها عليم: ﴿وَٱلَّذِینَ جَاۤءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلࣰّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ﴾ [الحشر ١٠]، والارتكاب لنهي النبيﷺ عن الاغتياب وسب الأموات جسيم، ﴿فَلۡیَحۡذَرِ ٱلَّذِینَ یُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦۤ أَن تُصِیبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ یُصِیبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ﴾"اه(3).
نسأل الله تعالى أن يجزي علماءنا خير الجزاء، وأن يتقبل منهم صالح أعمالهم، إنه سميع قريب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.
وكتب:
أبو أيمن أمين الجزائري.
______________________
1)- رواه أحمد(٤١٦/٣٧)، والحاكم(٢١١/١) دون قوله
 حقه).
حقه).ورواه دون الجملة الأخيرة أبو داود(٤٩٤٣)، والترمذي
(١٩٢٠)، والبخاري في"الأدب المفرد"(٣٥٤)، والطبراني في"الكبير"(١٦٧/٨) وغيرهم مع اختلاف يسير، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ورواه بتمامه الطبراني في"مكارم الأخلاق"(٣٦٧/١)، لكن في أوله
 ليس من أمتي).
ليس من أمتي).ولفظة
 حقه) لم ترد في أمهات كتب السنة المحال عليها، وانظر: "جامع المسانيد والسنن"(٦١٤/٤) لابن كثير، لكن الحافظ ذكرها في "أطراف المسند"(٦٦٧/٢)، و"إتحاف المهرة"(٤٣١/٦)، والهيثمي في"غاية المقصد"(٨٩/١)، فالله أعلم.
حقه) لم ترد في أمهات كتب السنة المحال عليها، وانظر: "جامع المسانيد والسنن"(٦١٤/٤) لابن كثير، لكن الحافظ ذكرها في "أطراف المسند"(٦٦٧/٢)، و"إتحاف المهرة"(٤٣١/٦)، والهيثمي في"غاية المقصد"(٨٩/١)، فالله أعلم.والحديث قال عنه الهيثمي في"المجمع"(١٣٢/١): إسناده حسن، وصححه السيوطي في "الجامع الصغير"(٧٦٧٥)، وحسنه الألباني في"صحيح الجامع"(٥٤٤٣).
2)- نوادر الأصول(١٨٧/١).
3)- تبيين كذب المفتري(ص٢٩-٣٠).
 
				
