العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

شطحات شحرور وهرقطته فى تفسير آيات المواريث

انضم
17 مارس 2014
المشاركات
106
الإقامة
طرابلس ليبيا
الجنس
ذكر
الكنية
خبير الأكسل
التخصص
تحكم الى
الدولة
ليبيا
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
المالكى
من يتأمل في تفسير شحرور لآيات المواريث يدرك أنه لا يقدّم علمًا، بل يقدّم هرطقة فكرية لا تقوم على أساس لغوي ولا رياضي ولا تاريخي.
والمصيبة أن هناك الكثير قد تأثر بمحتوى ما ينشره سواء فى كتبه او من خلال مقاطع الفيديوا التى تنشر تحت شعار التجديد والحداثة وهنا يلزم من يتقنون هذا الفن الرد على هذه الشبهات حتى يحد من انتشارها...نتابع

أولًا: فساد لغوي
القرآن قال: ﴿للذكر مثل حظ الأنثيين﴾، وهي صيغة تثنية قطعية في لغة العرب، لا تحتمل أن تُختزل إلى المفرد. شحرور قلبها إلى "للذكر مثل حظ الأنثى"، وهذا ليس اجتهادًا بل إلغاء للتثنية، أي هدم للغة نفسها. ولو كان المراد المساواة لقال النص "مثل حظ الأنثى"، لكنه لم يقل ذلك، بل كرر الصيغة نفسها في موضعين (الأولاد والإخوة) لتأكيد أن المعنى واحد: الذكر ضعف الأنثى.

ثانيًا: فساد رياضي
القرآن أعطى نسبًا ثابتة: نصف، ثلثان، 2:1. هذه نسب قطعية، لا تتغير بتغير العدد.
أما شحرور فجعلها نسبًا متذبذبة: أحيانًا 1:1، وأحيانًا 1:3، وأحيانًا 2.5:1، وأحيانًا تتجاوز القسمة أصل التركة. هذا ليس رياضيات، بل فوضى حسابية. الرياضيات قائمة على الثبات والدقة، بينما منطقه يولّد نتائج متناقضة مع النص ومع العقل.

ثالثًا: جهل بتاريخ العلم
شحرور يتعامل وكأن العلماء الأوائل لم تكن لهم دراية بالحساب، ناسياً أن الخوارزمي رحمه الله مؤسس علم الجبر، وأن سبب اكتشافه للصفر كان من مسائل المواريث، حيث واجه المجاهيل في الوصايا والأنصبة، فابتكر طريقة الجبر والمقابلة لإيجاد المجهول.
فهل يُعقل أن يجهل هؤلاء العلماء الكبار هذه "الفردية الضعيفة" التي يطرحها شحرور؟! هؤلاء هم الذين وضعوا أسس الرياضيات الحديثة انطلاقًا من آيات المواريث، بينما شحرور يقدّم قراءة هزيلة لا تصمد أمام أبسط اختبار رياضي.

رابعًا: ضلال في أبواب الفقه
منهج شحرور ليس تأسيسًا لعلم، بل هو شطح فكري، يطلق أفكارًا يحلم بها ليلًا ويصدح بها نهارًا بلا ضابط لغوي ولا رياضي ولا فقهي.
فهو لا يقدّم قواعد، ولا يضبط نصوصًا، بل يهدم القطعي ويستبدله بالظني، ويجعل النص القرآني غامضًا بينما جاء القرآن بالقطع والوضوح لقطع الخصومات.

---

الخلاصة
- لغويًا: أسقط التثنية، فخالف العربية.
- رياضيًا: حوّل النسب الثابتة إلى نسب متذبذبة، فخالف الرياضيات.
- تاريخيًا: تجاهل أن علم الجبر نفسه تأسس على مسائل المواريث، فخالف الواقع العلمي.
- فقهيًا: لا يؤسس علمًا، بل يشطح في أوهام لا تصمد أمام النص ولا أمام العقل.
فان كان تفسيراته لآيات المواريث بهذا المستوى من التدنى فيلزم الحذر من هرقطاته فى باقى الأبواب والله المستعان
 
أعلى