العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الجاحظ ينشد في تأخير الرواتب: أقام بدار الخفض راض بخفضه....

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
قال الحموي في معجم الأدباء:
وقال الجاحظ في أبي الفرج نجاح بن سلمة يسأله إطلاق رزقه من قصيدة:
أقام بدار الخفض راض بخفضه ... وذو الحزم يسري حين لا أحد يسري
يظن الرضا شيئاً يسيراً مهوناً ... ودون الرضى كأس أمر من الصبر
سواء على الأيام صاحب حنكة ... وآخر كاب لا يريش ولا يبري
خضعت لبعض القوم أرجو نواله ... وقد كنت لا أعطى الدنية بالقسر
فلما رأيت القوم يبذل بشره ... ويجعل حسن البشر واقية الوفر
ربعت على ظلعي وراجعت منزلي ... فصرت حليفاً للدراسة والفكر
وشاروت إخواني فقال حليمهم: ... عليك الفتى المري ذا الخلق الغمر
أعيذك بالرحمن من قول شامت: ... أبو الفرج المامول يزهد في عمرو
ولو كان فيه راغباً لرأيته ... كما كان دهراً في الرخاء وفي اليسر
أخاف عليك العين من كل حاسد ... وذو الود منخوب الفؤاد من الذعر
فإن ترع ودي بالقبول فأهله ... ولا يعرف الأقدار غير ذوي القدر
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وهذه القصيدة ذكرها الجاحظ في كتابه "الرسائل"
غير أن إيراده لها فيه غرابة وطرافة فأوردها على أساس أنها لأبي عثمان ( وهي كنية الجاحظ ) ثم قال: لا أدري هل هو أبو عثمان الفلاني أو أبو عثمان الآخر....
ثم قال ان الذي لا يشك فيه أنه لم يقرضها أبو عثمان الفلاني ولا أبو عثمان...
ثم أورد القصيدة، ونسبها أهل العلم له:
والآن إليكم نص كلام الجاحظ:
الرسالة الثامنة
رسالة إلى أبي الفرج بن نجاح الكاتب
بسم الله الرحمن الرحيم
جُعلت فداك، وأطال الله بقاك، وأعزَّك وأكرمك، وأتمَّ نعمته عليك وأيّدك.
قد نسخت لك - أعزَّك الله - في صدر هذا الكتاب قصيدةً قيلت في أبي الفرج أدام الله عزّه، ذكروا أن قائلها رجلٌ يكنى أبا عثمان، ولا أدري أهو أبو عثمان هشام بن المغيرة، أم أبو عثمان عفّان بن أبي العاص.
ولا أدري أهو أبو عثمان عنبسة بن أبي سفيان، أم أبو عثمان سعيد بن عثمان، ولا أدري أهو عثمان النَّهدي عبد الرحمن بن مُلّ، أم أبو عثمان ربيعة الرأي بن أبي عبد الرحمن.
ولا أدري أهو أبو عثمان سعيد بن خالد بن أسيد، أم أبو عثمان إسحاق بن الأشعث بن قيس.
ولا أدري أهو أبو عثمان المنذر بن الزُّبير بن العوَّام، أم أبو عثمان عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك.
ولا أدري أهو أبو عثمان عبد الله بن خالد بن أسيد، أم أبو عثمان أبو العاص بن بشر بن عبد دُهْمان، وهو اسمه.
بالضعفاء.
والقصيدة هي قوله:
أقام بدار الخفض راضٍ بحظِّه ... وذو الحرص يسري حين لا أحدٌ يسري
يظنُّ الرِّضا بالقسْم شيئاً مهوَّناً ... ودون الرضا كأسٌ أمرُّ من الصَّبر
جزعت فلم أعتبْ فلو كنت ذا حجاً ... لقنَّعت نفسي بالقليل من الوفْر
أظنُّ غبيَّ القوم أرغد عيشةً ... وأجذل في حال اليسارة والعُسْر
تمرُّ به الأحداث تُرعد مرّةً ... وتُبرق أخرى بالخطوب وما يدري
سواءٌ على الأيام صاحب حُنْكةٍ ... وآخرُ كابٍ لا يريش ولا يبري
فلو شاء ربيِّ لم أكن ذا حفيظةٍ ... طلوباً لغايات المكارم والفخر
خضعت لبعض القوم أرجو نواله ... وقد كنت لا أعطي الدنيَّة بالقسْرِ
فلما رأيت المرء يبذل بشره ... ويجعل حُسن البشر واقية التِّبْر
ربعت على ظلْعي وراجعت منزلي ... فصرْت حليفاً للدراسة والفكر
وشاورت إخواني فقال حكيمهم عليك الفتى المُرِّيَّ ذا الخلق الغَمْر
فتىً لم يقف في الدهر موقف ظنّةٍ ... فيحتاج فيه للتَّنصُّل والعُذْرِ
أعيذك بالرحمن من قول شامتٍ ... أبو الفرج المأمول يزهد في عمرو
ولو كان فيه راغباً لرأيته ... كما كان دهراً في الرَّخاء وفي اليُسْرِ
أترضى فدتك اليوم نفسي وأسرتي بتأخير أرزاقي وأنت تلي أمري
ألا يا فتى الكتاب والعسكر الذي ... تأزّر بالحسنى وأُيِّد بالنَّصرِ
أخاف عليك العين أو نفس وامقٍ ... وذو الوُدِّ منخوب الفؤاد من الذُّعرِ
وعهدي به والله يُرشد أمره ... ويحفظه في القاطنين وفي السَّفْرِ
مُطلاًّ على التدبير ما يستفزُّه ... مكايد محتالٍ عقاربه تسري
برأيٍ يُزيل الطَّودمن مستقرِّه ... وأوضح عند الخصم من وضح الفجرِ
وعزمٍ كغرب المشرفيّ مصمَّمٍ ... وقلبٍ ربيط الجأش منثلج الصدرِ
فيا ابن نجاحٍ أنجح اللهُ سعيكم ... وأيّدكم بالنَّصر والعدد الدَّثْرِ
قعدت فلم أطلب وجُلت فلم أُصب ... خليلاً يواسيني ويرغب في شكري
وإن أخفقتْ كفِّي وقد علَقتْكمُ ... فقد قال رأيي واستنمت إلى شعري
أعيذك بالرحمن أن تُشمت العدى ... فللفقرُ خيرٌ من شماتة ذي الغمْرِ
فإن ترع وُدَّي بالقبول فأهلُه ... ولا يعرف الأقدار غير ذوي القدر
وحسبك بي إن شئت ودّاً وخُلَّةً ... وحسبك بي يوم النَّزاهة والصَّبر
ألا ربَّ شكر دائر الرسم دارسٍ ... وشكر كنقش الحميريّة في الصَّخر


قال أبو عثمان المجهول: إذا كان الممدوح ظاهر المحاسن كثير المناقب فلم يُجد الشاعر كان ألوم.
ونعوذ بالله أن يكون فيكم ما يستدعي الألفاظ الشريفة والمعاني النفيسة، ويكون التقصير منيّ.
وكيفما تصرَّفت بي الحال فإنِّي لم أخرج من جهد المجتهدين الراغبين المخلصين. فإن وقعت هذه القصيدة والتي قدّمنا قبلها بالموافقة فالحمد لله. وإن خالفت فنستغفر الله. وإن شيّعتم ضعفها بقوّة كرمكم، وقوّمتم أودها بفضل حلمكم، كان في ذلك بلاغٌ لما أمَّلنا. والله الموّفق.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وأورد هذه القصيدة ونسبها للجاحظ محمد كرد علي وهو يترجم للجاحظ في كتابه "أمراء البيان" وقال كرد علي:
والظااهر أن أداء الرواتب كان يتأخر في بعض الأيام حتى قال الجاحظ في أبي الفرج نجاح بن سلمة الكاتب وكان على الأموال زمن الواثق والمتوكل وإليه أهدى رسالته في امتحان عقول الأولياء ورسالته في الكرْم هذه القصيدة....
أمراء البياء لمحمد كرد علي ص 319
 

عاصم سطيح

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
2
بارك الله فيك يا فؤاد
والله شكل الجاحظ ما جحظت عيناه من قليل
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيك يا فؤاد
والله شكل الجاحظ ما جحظت عيناه من قليل

صدقت يا أبا عمار

وأضحك الله سنك

وحياك وبياك بين إخوانك

حللت أهلا ونزلت سهلا

ونحن بانتظار مشاركاتك وفوائدك

بارك الله فيك ونفع بك
 

يوسف العطري

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
3 يناير 2008
المشاركات
8
الشعر ديوان العرب جميلة هذه القصيدة كما قيل ساعة وساعة بارك الله فيك ابا فراس وزادنا الله وإياك من فضله
 
أعلى