هشام بن محمد البسام
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 22 مايو 2009
- المشاركات
- 1,011
- الكنية
- أبو محمد
- التخصص
- شريعة
- المدينة
- الدمام
- المذهب الفقهي
- حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف
تأليف: القاضي علاء الدين علي بن سليمان المرداوي (ت:885هـ) شيخ المذهب، ومصححه ومنقحه.
ومنهج الكتاب بينه مؤلفه في خطبته 1/4، 12، 13 فقال:
" فإن كتاب المقنع في الفقه ... من أعظم الكتب نفعا ... إلا أنه رحمه الله أطلق في بعض مسائله الخلاف من غير ترجيح، فاشتبه على الناظر فيه الضعيف من الصحيح.
فأحببت إن يسر الله تعالى أن أبين الصحيح من المذهب والمشهور، والمعمول عليه والمنصور، وما اعتمده أكثر الأصحاب، وذهبوا إليه ... وأُحشِّي على كل مسألة إن كان فيها خلاف، واطلعت عليه، وأبين ما يتعلق بمفهومها ومنطوقها.
وأبين الصحيح من المذهب من ذلك كله ... وأذكر القائل بكل قول واختياره، ومن صحح، وضعف، وقدم، وأطلق، إن تيسر ذلك. وأذكر إن كان في المسألة طرق للأصحاب، ومن القائل بكل طريق. وقد يكون للخلاف فوائد مبنية عليه، فأذكرها إن تيسر، وإن كان فيها خلاف، ذكرته وبينت الراجح منه ... وإن كان المذهب أو الرواية أو القول من مفردات المذهب، نبهت على ذلك بقولي: ( وهو من المفردات أو من مفردات المذهب ) إن تيسر. وربما تكون المسألة غريبة أو كالغريبة، فأنبه عليها بقولي: ( فيعايى بها ) ...
واعلم أنه إذا كان الخلاف في المسألة قويا من الجانبين: ذكرت كل من يقول بكل قول, ومن قدم وأطلق، وأُشبِع الكلام في ذلك، مهما استطعت إن شاء الله تعالى. وإن كان المذهب ظاهرا أو مشهورا, والقول الذي يقابله ضعيفا، أو قويا لكن المذهب خلافه: اكتفي بذكر المذهب، وذكر ما يقابله من الخلاف, من غير استقصاء في ذكر من قدَّم وأخَّر، فإن ذكره تطويل بلا فائدة ". اهـ.
فلأجل ذلك، قال ابن بدران في المدخل ص222: " صار كتابه مغنيا للمقلد عن سائر كتب المذهب ". اهـ.
وقال الشيخ بكر في المدخل 2/729: " وإذا كان الخلال (ت:311هـ) هو جامع كتب الرواية عن الإمام أحمد، فإن المرداوي جمع ما وقع له من كتب الرواية، ومن الكتب الجامعة لها، ومن كتب المتون في المذهب ... وما لحقها من الشروح والحواشي والتعاليق والتخاريج والتصحيح والتنقيح ... وذلك في هذا الكتاب الفذ: الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، وربطه بالمقنع قاعدة انطلاق لمسائله، لانكباب الناس عليه، ثم أتبعها في كل باب ما فاته، وضم إليه من الفوائد، والتنبيهات، وثمرات الخلاف في المذهب وغيره، ما تقر به عين الفقيه، ويبهر المتبحر، فضلا عن الطالب المتعلم.
فصار بهذا للمذهب مجددا، ولشمله جامعا، ولرواياته وتخاريجه مصححا ومنقحا ... فصار كتابه مغنياً عن سائر كتب المذهب قبله ...
وهو لروايات المذهب مثل جامع الأصول وكنز العمال في السنة، بجمع الروايات ومن خرَّجها ...
فدين على علماء المذهب في عصرنا إلى الآخر، أن يقوموا بخدمة هذا الكتاب، بتحقيقه وتوثيقه، بإحضار أصوله التي اعتمدها، ويضاف إليه ما فاته من تصحيحات وتخريجات من جاء بعده من علماء المذهب، لا سيما من كتب الحجاوي والبهوتي والخلوتي والشيخ مرعي وابن قائد النجدي وغيرهم من شيوخ المذهب المعتمدين بعد المرداوي ". اهـ.
وقال 2/675: " فصار بهذا ديوان المذهب، ويصح أن يطلق عليه مكنسة المذهب في الروايات، كما أطلق على كتاب الفروع: مكنسة المذهب، أي من حيث الفروع ". اهـ.
وممن اختصر الإنصاف:
1- المرداوي نفسه في " التنقيح المشبع " ط. ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
2- ومجير الدين أبو اليمن عبد الرحمن العليمي (ت:928هـ) في " الإتحاف باختصار الإنصاف "، ولم يعمل إلا نصفه.
3- والشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206هـ) في " مختصر الإنصاف والشرح الكبير " ط.
التنقيح المُشبِع في تحرير أحكام المقنع
للمرداوي، اختصر فيه كتابه الإنصاف، وجعله على قول واحد هو الراجح في المذهب.
قال مؤلفه ص27 مبينا منهجه في الكتاب: " فقد سنح بالبال أن أقتضب من كتابي الإنصاف من تصحيح ما أَطلق الشيخ الموفق في المقنع من الخلاف، وما لم يفصح فيه بتقديم حكم، وأنْ أتكلم على ما قطع به أو قدمه أو صححه أو ذكر أنه المذهب، وهو غير الراجح في المذهب، وما أخل به من قيد أو شرط صحيح في المذهب وما حصل في عبارته من خلل أو إبهام أو عموم أو إطلاق، ويستثنى منه مسألة أو أكثر، حكمها مخالف لذلك العموم أو الإطلاق ...
وهو في الحقيقة تصحيح وتنقيح وتهذيب لكل ما في معناه، بل وتصحيح لغالب ما في المطولات، ولا سيما في التتمات ...
وأمشي في ذلك كله على قول واحد، وهو الصحيح من المذهب، أو ما اصطلحنا عليه في الإنصاف وتصحيح الفروع فيما إذا اختلف الترجيح ... ". اهـ.
وقال ابن بدران في المدخل ص222: " فصار كتابه تصحيحا لغالب كتب المذهب، وبالجملة فهذا الفاضل يليق بأن يطلق عليه مجدد مذهب أحمد في الأصول والفروع ". اهـ.
وممن وضع حواشٍ على التنقيح:
1- شهاب الدين أحمد بن عبد العزيز بن علي النجار الفتوحي (ت:949هـ) والد صاحب المنتهى.
2- والحجاوي (ت:968هـ) ط.
فائدة: لا يستغني مشتغل بالمذهب، عن النظر في مقدمة الفروع وتصحيحه، ومقدمة الإنصاف وخاتمته، وخاتمة الفتوحي لشرح المنتهى، فإنها أغنى كتب المذهب الحنبلي، في كشف الاصطلاحات، ومعرفة الكتب ومنزلتها، ومسالك الترجيح، وطرق التصحيح، فإذا أحاط بها الفقيه، صارت لديه العدة لمعرفة المذهب، وسلك المدخل لتحقيقه وتصحيحه، ومعرفة راجحه من مرجوحه. والله أعلم.
انظر: المدخل المفصل 2/729 ، 756.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: