العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مقدمة في تخريج الفروع على الأصول تأصيلاً وتطبيقاً

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد عقدت العزم -بإذن الله تعالى- على تدوين مقدمة في تخريج الفروع على الأصول تأصيلاً لهذا العلم، وتطبيقاً لتبيين بعض جوانبه؛ وهذه المقدمة من إملاء الشيخ الفاضل الدكتور/ سليمان الرحيلي؛ الاستاذ المشارك بقسم أصول الفقه، بكلية الشريعة، بالجامعة الإسلامية.
وسأقوم بعرضها في حلقات متتالية، أرجو الله أن يمكنني من الانتهاء منها، وإتمامها.
والله ولي التوفيق،،،
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
مقدمة في تخريج الفروع على الأصول تأصيلاً وتطبيقاً

تعريف تخريج الفروع على الأصول:
أولاً: تعريفه باعتباره مركباً؛ وذلك بتعريف مفرداته.

1. المفردة الأولى: التخريج:
وسنبين معناه في اللغة والاصطلاح.
أما معناه في اللغة، فالتخريج مشتقٌ من مادة خرج خروجاً، وحاصل معاني الخروج اللُّغوية ترجع إلى معنيين:
المعنى الأول: الخروج بمعنى الظهور، والبروز، ونقيض الدخول، وخارج كل شيءٍ ظاهره.
يقال: خرجت خوارج فلانٍ إذا ظهرت نجابته، ومنه قوله تعالى: { كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ } [الفتح:29] ، أي كمثل زرع أبرز وأظهر نباته، ومنه قوله تعالى: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا } [النازعات:31]، أي: أبرز، وأظهر ففجر فيها الأنهار، وأنبت فيها النبات.
ويقال: فلانٌ خرِّيج فلان، إذا كان يتعلَّم منه كأنه هو الذي أخرجه من حدِّ الجهل وأظهره بالعلم.
وجاء في اللسان: الخروج ضد الدخول، واستخرجت الأرض أصلحت للزراعة، وخارج كل شيء ظاهره، وخرجت خوارج فلان إذا ظهرت نجابته، وتوجَّه لإبرام الأمور وإحكامها، وعقل مثله، والخروج أول ما ينشأ من السحاب.
وكلّ ما ذكر يتضمَّن معنى الظهور.

وذكر الدكتور بكر أبو زيد رحمه الله: أنَّ معناه مشتقٌّ من: النفاذ والظهور، والانفصال للشيء من المكان الذي هو فيه إلى غيره سواء في الأعيان أو المعاني.

ومثَّل للأعيان: بخروج السحابة، وخروج الشمس من تحت السحاب، وخروج الرجل من داره.

ومثَّل للمعاني: بقولهم: فلانٌ يُحبُّ الخروج، أي: الظهور؛ ولهذا سُمِّي الخارجون عن طاعة الإمام: خوارج، وهذا راجع إلى المعنى الأول، ومن هذا المعنى قد يَرِدُ التخريج بمعنى الإخراج، والاستخراج، وهما بمعنى الاستنباط؛ فمن معاني التَّخريج: الاستنباط، والاستنباط إظهار.
 
التعديل الأخير:

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
المعنى الثاني: اختلاف اللونين.
قال في القاموس: وخرَّج اللَّوح تخريجاً، كتب بعضاً وترك بعضاً، والعمل جعله ضروباً وألواناً.
ويقال: عام فيه تخريج، أي: خصبٌ وجدبٌ، وعام أخرج فيه جدبٌ وخصبٌ، وكذلك أرضٌ خرجاء، وفيها تخريج، وعام فيه تخريج إذا أنبت بعض المواضع ولم ينبت بعض.

وقال بعضهم: تخريج الأرض أن يكون نبتها في مكان دون مكان فترى بياض الأرض في خضرة النبات.
ونعجة خرجاء، وهي السوداء البيضاء إحدى الرجلين أو كلتيهما والخاصرتين، وكل هذا فيه اختلاف اللونين.
وقال ابن فارس: الخاء والراء والجيم أصلان، وقد يمكن الجمع بينهما إلا أنا سلكنا الطريق الواضح، فالأول: النفاذ عن الشيء، والثاني: اختلاف اللونين.
ومن مادته الخراج، وهو ما نتج من شيء وكان نافعاً.
قال في الفائق: كل ما خرج من شيء من نفعه فهو خراجه، فخراج الشجر ثمرة، وخراج الحيوان نسله ودرّه.
وقال الراغب في المفردات: والتخريج أكثر ما يقال في العلوم والصناعات.
والتَّخريج: مصدر خرَّج على وزن فعَّل، أي: أظهر، وفصل الشيء من المكان الذي هو فيه إلى غيره.
ومنه قيل لبعض الفنون: تخريج، ومن هنا يظهر لنا مناسبة المعنى اللغوي للمعنى الاصطلاحي عند العلماء.
وقيل في العلم الذي نتدارسه تخريج الفروع على الأصول؛ لأن فيه إظهار وجه انبناء الفرع على القاعدة الأصولية.

 

د. خلود العتيبي

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
27 يونيو 2009
المشاركات
1,052
التخصص
أصول فقه
المدينة
... ... ...
المذهب الفقهي
... ... ...
شكر الله لكم ورفع قدركم ...
في شوق للمتابعة
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
جزاكما الله خيراً في استنهاض همتي لاستكمال البقية.
وحقيقة هذا الشيخ الجليل: أعني د. سليمان الرحيلي رجلٌ مليء بالعلم -الأصولي والفقهي والمقاصدي- والتواضع والخشية، يحبُّه من عرفه.
وكم أتمنى أن تسجَّل له دروس في أصول الفقه.
وقد طلبت منه استضافة في الملتقى في دورة أو لقاء أصولي ووعد خيراً.
ولعله يأتي الوقت المناسب لاستضافته إن شاء الله.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
وأما التَّخريج في الاصطلاح فيدور معناه العام على المعنى اللُّغوي، أي: الإبراز، والإظهار، والاستنباط.
وهو يستعمل اصطلاحاً عند المحدِّثين، والنُّحاة، والفقهاء، والأصوليين.
* أما التَّخريج عند المحدِّثين فيطلق بإطلاقات منها:
1- الدِّلالة على موضوع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته، مع بيان درجته، صحةً أو ضعفاً عند الحاجة إلى ذلك، وهذا المعنى هو الذي شاع عند المتأخرين.
2- إبراز المحدِّث الحديث أو إظهاره بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وروايته للناس، قال الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه: (ثم إِنَّا إن شاء الله مبتدئون في تخريج ما سألت ...).
3- الانتقاء، أي: انتقاء المحدِّث الأحاديث المشتملة على غرائب وفوائد من كتب الفوائد، والأجزاء، وغيرها، ومنها تخاريج الخطيب البغدادي -رحمه الله- لعدد من الكتب.
وعرَّفه الدكتور بكر أبو زيد -رحمه الله- بقوله: (هو معرفة حال الرَّاوي والمروي، ومَخْرَجِهِ، وحكمه صحَّةً وضعفاً بمجموع طرقه وألفاظه).
* وأما التَّخريج عند النُّحاة فهو تبرير إشكالٍ، أو دفع له؛ فيقال: خرَّجها فلانٌ، أي: وجد لها مخرجاً يخرِّجها من إشكالها.
* وأما التَّخريج عند الفقهاء والأصوليين فسنتكلَّم عنه بالتفصيل –إن شاء الله-.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
2. المفردة الثانية: الفروع:
الفروع في اللُّغة:
جمع فرع.

قال في لسان العرب: فرع كل شيء أعلاه، والجمع فروع.
وقال في التعريفات: (الفرع من كل شيء أعلاه، وهو ما يتفرَّع من أصله، ومنه يقال: فرَّعت من هذا الأصل مسائل فتفرَّعت، أي: استخرجت فخرجت، والفرع عرفاً: ما اندرج تحت أصل كلِّي).

 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
والفرع عند الأصوليين بمعناه اللُّغوي.
قيل:
هو ما يتفرَّع عن غيره.
وقيل:
ما ينبني على غيره.
وقيل:
ما يستند وجوده إلى غيره.
وقيل:
ما ينشأ من غيره.
وقيل: ما يؤخذ من غيره.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
والمراد بالفروع في العلم الذي ندرسه: الأحكام الفقهية.
قال الشيخ الأمين –رحمه الله-: الفرع هو حكم الشرع المتعلِّق بصفة فعل المكلَّف من كونه واجباً، أو مندوباً، أو حراماً، أو مكروهاً، أو مباحاً، أو خلاف الأولى.
وقال الشيخ الشثري: (أولى تعريفٍ للفروع أن يُقال هي: الأحكام الشرعية المتعلِّقة بأفعال المكلَّفين).
وهذا المعنى يُطلق عليه بعض العلماء: مصطلح الفقه.

قال الزركشي –رحمه الله-: (ونقل الفقه إلى علم الفروع بغلبة الاستعمال).
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
3. المفردة الثالثة: الأصول.
الأصول: جمع أصل، والأصل في اللُّغة: أسفل كلِّ شيءٍ، يُقال: قعد في أصل الجبل، أي: أسفله.
ويطلق على أساس الشيء وقاعدته، كما قال الله تعالى: { أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } [إبراهيم:24].
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
وقد اختلف الأصوليون في معنى الأصل في اللغة.
فقيل: ما يبنى عليه غيره، حِسَّاً كالجدار، أو معنىً كالدَّليل.
وقيل: ما يتفرَّع عنه غيره، قال السُّبكي: هذه العبارة أحسن من قول: ما يُبنى عليه غيره؛ لأنه لا يُقال: الولد يُبنى على الوالد، ويُقال: إنه فرعه.
وقيل: منشأ الشيء.
وقيل: ما يستند تحقُّق الشيء إليه.
وقيل: المحتاج إليه.
وقيل: ما منه الشيء.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
وأمَّا الأصل في الاصطلاح فيطلق على عدَّة معانٍ، منها ما يلي:
1. الرَّاجح؛ كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة.
2. القاعدة المستمرَّة؛ كقولهم: أكل الميتة على خلاف الأصل.
3. المستصحب، يقال: تعارض الأصل والطارئ.
4. الدَّليل، كقولهم: الأصل في المسألة الكتاب.
5. المقيس عليه.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
والمراد بالأصول هنا: أصول الفقه.
وأصول الفقه: هو معرفة دلائل الفقه إجمالاً، وكيفيَّة الاستفادة منها، وحال المستفيد.
والقواعد الأصولية: هي القضايا الكُلِّيَّة التي يستنبط بها الفقه.
أو هي القضايا الكُلِّيَّة التي يتوصَّل بها إلى استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلَّتها التفصيليَّة.
هذا تعريف تخريج الفروع على الأصول باعتبار مفرداته.
 

صلاح الدين

:: متخصص ::
إنضم
6 ديسمبر 2008
المشاركات
713
الإقامة
القاهرة
الجنس
ذكر
الكنية
الدكتور. سيد عنتر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
ماتت من أجل الدين ...فهل أنت تعيش من أجل الدين

ماتت من أجل الدين ...فهل أنت تعيش من أجل الدين

بارك الله فيكم شيخنا
وعرف بعضهم هذا العلم بأنه إستنباط الأحكام الشرعية من خلال نصوص إمام المذهب وأصوله
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
بارك الله فيكم شيخنا
وعرف بعضهم هذا العلم بأنه إستنباط الأحكام الشرعية من خلال نصوص إمام المذهب وأصوله
جزاكم الله خيراً على متابعتكم ...
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
ثانياً: تعريفه باعتباره لقباً.
وأمَّا تعريف تخريج الفروع على الأصول باعتباره لقباً على علم مستقلٍّ فلم يشتغل المتقدِّمون بتعريفه؛ لكونهم لم يجعلوه علماً؛ بل قاموا به عملاً، وإن وجد في كلامهم ما يمكن أن يكشف عن معناه عندهم، ويمكن أن يتلمس منه تعريف.


فيمكن أن يقال في تعريفه: أنه علم بيان كيفية استنباط الفروع من الأصول، وأوجه الارتباط بين أحكام الفروع وأدلتها.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
وهذا التعريف منتزع من كلام الزنجاني –رحمه الله- في كتابه تخريج الفروع على الأصول؛ حيث قال: (لا يخفى عليك أن الفروع إنما تبنى على الأصول، وأن من لا يفهم كيفية الاستنباط ولا يهتدي إلى وجه الارتباط بين أحكام الفروع وأداتها التي هي أصول الفقه لا يتسع له المجال، ولا يمكنه التفريع عليها بحال؛ فإن المسائل الفرعية على أتساعها، وبعد غاياتها، لها أصول معلومة، وأوضاع منظومة، ومن لم يعرف أصولها، لم يحط بها علماً، وحيث لم أر أحداً من العلماء الماضين، والفقهاء المتقدمين، تصدى لحيازة هذا المقصود، بل استقل علماء الأصول بذكر الأصول المجردة، وعلماء الفروع بنقل المسائل المبددة، من غير تنبيه على كيفية استنادها إلى تلك الأصول؛ أحببت أن أتحف ذوي التحقيق من المناظرين بما يسر الناظرين؛ فحررت هذا الكتاب، كاشفاً عن النبأ اليقين، فذلَّلت فيه مباحث المجتهدين، وشفيت غليل المسترشدين، فبدأت بالمسألة الأصولية التي ترد إليها الفروع في كل قاعدة، وضمنتها ذكر الحجة الأصولية من الجانبين، ثم رددت الفروع الناشئة منها إليها، فتحرر الكتاب مع صغر حجمه، حاوياً لقواعد الأصول، جامعاً لقوانين الفروع، واقتصرت على ذكر المسائل التي تشتمل عليها تعاليق الخلاف، روماً للاختصار، وجعلت ما ذكرته أنموذجاً لما لم أذكره، و دليلاً على الذي لا تراه من الذي ترى، ووسمته بتخريج الفروع على الأصول؛ تطبيقاً للاسم على المعنى).
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
كما يفهم من كلام الإسنوي: أنه كيفية استخراج الفروع من الأصول؛ حيث قال: (ثم إني استخرت الله تعالى في تأليف كتاب يشتمل على غالب مسائله –أي: أصول الفقه-، وعلى المقصود منه، وهو كيفية استخراج الفروع منها، فأذكر أوَّلاً المسألة الأصولية بجميع أطرافها منقَّحةً مهذَّبةً ملخَّصة، ثم اتبعها بذكر شيءٍ مما يتفرَّع عليها؛ ليكون ذلك تنبيهاً على ما لم أذكره).
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
وأول من عُني بتخريج الفروع على الأصول باعتباره علماً؛ له مبادئ معلومة، الشيخ (أ.د) يعقوب الباحسين؛ فقد عرَّف تخريج الفروع على الأصول بأنه: العلم الذي يبحث عن علل ومآخذ الأحكام الشرعية؛ لرد الفروع إليها؛ بياناً لأسباب الخلاف، أو لبيان حكم ما لم يرد بشأنه نصٌّ عن الأئمَّة بإدخاله ضمن قواعدهم وأصولهم.
 
أعلى