العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تواليف مالكية مهمة 34: مواهب الجليل لشرح مختصر خليل

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
مواهب الجليل لشرح مختصر خليل
لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعيني الشهير بالحطاب (ت 954هـ)

منذ أن ألف الشيخ خليل مختصره الفقهي، والعلماء مقبلون عليه شرحا وتعليقا، توضيحا لألفاظه وفكا لألغازه ورموزه، حتى نيفت شروحه على المائة شرح، إلا أن واسطة عقدها ومصباح نورها هو كتاب «مواهب الجليل لشرح مختصر خليل»، للعلامة الفقيه حامل لواء المذهب في زمانه، المتبحر في أصوله وفروعه، أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعيني المغربي الشهير بالحطاب (ت954هـ).

وقد دعاه إلى وضع هذا الشرح الجليل ما لمسه من عدم استيفاء شروح من تقدمه على المختصر حيث بقيت فيه مسائل يعسُر على الطالب فهمها، وغوامض يصعب استيعابها، ولا يتم ذلك إلا بأن يتكلم الشخص على جميع المسائل كي لا يشكل على أحد مسألة إلا وجد التكلم عليها، والشفاء مما في نفسه منها، وفي ذلك قال رحمه الله: «فاستخرت الله تعالى في شرح جميع الكتاب، والتكلم على جميع مسائله مع ذكر ما تحتاج إليه كل مسألة من تقييدات وفروع مناسبة وتتمات مفيدة، من ضبط وغيره، ومع ذكر غالب الأقوال وعزوها وتوجيهها غالبا، والتنبيه على ما في كلام الشروح التي وقفت عليها لهذا الكتاب».

استهل المؤلف كتابه بمقدمة جمة الفوائد، كثيرة المعارف والفرائد، ذكر فيها جملة من الشروح للمختصر الخليلي مع نقده لكل واحد منها، وما نابه من خلل أو نقص، وهو أحد أسباب وضعه لهذا الشرح، ثم بعد ذلك ذكر سنده الفقهي والحديثي إلى الإمام مالك ثم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى بعض كتب أعلام المالكية ابتداء من الموطأ والمدونة، مرورا بكتب ابن أبي زيد القيرواني، وابن أبي زمنين واللخمي وابن يونس، وغيرهم، وصولا إلى عصره، مما يمكن اعتباره فهرسة لمروياته.

وبعد هذه المقدمة شرع في شرح المختصر، فبدأه بمقدمة خليل التي ذكر فيها اصطلاحاته في كتابه ورموزه لبعض من ينقل عنهم، لينتقل بعد ذلك إلى صلب المختصر كتابا كتابا وبابا بابا حسب ترتيب مؤلفه فيه، ويتسم منهجه في الشرح بعدة خصائص، منها عنايته الفائقة بضبط الألفاظ والكلمات وشرحها لغويا واصطلاحيا وشرعيا حتى لا يقع أي لبس في قراءتها أو فهمها، ويرجع في كل فن إلى أهله، مما يجعل الكتاب مصدرا مهما للتعريف بالمصطلحات الشرعية، ومن مميزاته أيضا التوسع في الشرح ومحاولة استيعاب الأقوال في المسألة من داخل المذهب وخارجه، وحصل له هذا في أوائل الكتاب، خصوصا في كتاب الطهارة والصلاة والحج، ثم بعد ذلك لم يعد يستوعب على طريقته في بداية الكتاب ربما أدركته الملل أو حسب ما تقتضيه طبيعة الكتب الفقهية التي ترجم لها صاحب المختصر؛ فبعضها يتطلب التفصيل أكثر من الآخر، ومن سماته أيضا الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والترجيح بين الأقوال المختلفة حسب ما توصل نظره إليه، واطمأنت نفسه إليه، وإن بقي للموضوع جوانب أخرى متصلة به بحثها على شكل فوائد أو تنبيهات أو تفريعات، وذلك بنفْس النّفَس الذي ناقش به المسائل الأصلية في الكتاب، وفي قالب لغوي فقهي يتسم بالوضوح والدقة في التعبير.

ولعل ما يزيد من قيمة هذا الشرح احتواؤه على مادة علمية غزيرة من صنوف العلم وضروب المعرفة، علما أن من هذه المصادر ما هو في عداد ما فقد من تراث المسلمين أو ضاع بعضه، أو أن بعضه لازال مخطوطا حبيس الخزائن العامة والخاصة، ومن ثم احتفظ الحطاب في شرحه بنصوص ثمينة منها.

ويمكن تصنيف مصادر الحطاب في مواهب الجليل حسب العلوم التالية: كتب اللغة، كتب مصطلح الحديث، كتب التفسير، كتب الأصول، شروح الحديث، كتب العقيدة وعلم الكلام، الكتب الفقهية؛ المالكية بالخصوص مع الرجوع أحيانا إلى كتب المذاهب الأخرى.

وإذا كان الكتاب بهذه الأهمية فلا غرابة أن يتبوأ مكانة كبيرة بين شروح المختصر الخليلي، حتى ذكر غير واحد ممن ترجم لصاحبه أنه لم يؤلف مثله على مختصر خليل، وأنه استدرك فيه على كبار العلماء كابن الحاجب، وابن عبد السلام، وابن عرفة وغيرهم، ولذلك كان عمدة لمن جاء بعده من شارحي المختصر مثل الشيخ عبد الباقي الزرقاني(ت1099هـ)، والشيخ محمد بن عبد الله الخرشي(ت1101هـ)، والعلامة محمد الأمير(ت1232هـ)، والشيخ محمد بن أحمد عليش(ت1299هـ)، وغيرهم.

ومن أوجه العناية بهذا الكتاب تصدي علامة فاس محمد بن أحمد ميارة الفاسي (ت1072هـ) لاختصاره في كتابه «زبدة الأوطاب وشفاء العليل في اختصار شرح الحطاب لمختصر الشيخ خليل»، كما جعله السلطان العلامة سيدي محمد بن عبد الله العلوي (ت1204هـ) من بين الكتب التي أوردها في مجموعه الفقهي المسمى«طبق الأرطاب فيما اقتطفناه من مساند الأئمة وكتب مشاهير المالكية وفقه الإمام الحطاب».

طبع مواهب الجليل لأول مرة بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1328هـ ـ 1329هـ/1910م ـ 1911م، ثم بالمطبعة الميمنية بمصر أيضا سنة 1331هـ/1912م، ثم توالت طبعاته لكنها لم ترق بعد إلى الخدمة العلمية الرصينة التي يحتاجها هذا الكتاب.

----------------------------------------------------
توشيح الديباج (ص229)،
نيل الابتهاج (ص592)،
شجرة النور الزكية (ص270)


لتحميل الكتاب اضغط هنا
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
شكر الله لك إفادتك عن هذا الكتاب الموعب علماً والمطرز دررا
 

أحلام

:: متميز ::
إنضم
23 ديسمبر 2009
المشاركات
1,046
التخصص
أصول فقه
المدينة
........
المذهب الفقهي
.......
شكراً على الإفادة وجزاكم الله عنا خير الجزاء
 
أعلى