شهاب الدين الإدريسي
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 20 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 376
- التخصص
- التفسير وعلوم القرآن
- المدينة
- مكناس
- المذهب الفقهي
- مالكي
المسالك في شرح موطأ مالك
للقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري (ت 543هـ)
للقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري (ت 543هـ)
يعد كتاب «المسالك في شرح موطأ مالك» للقاضي الإمام أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري الإشبيلي (ت543هـ)، من أحسن الشروح الأندلسية التي وصلتنا لكتاب الموطأ بعد شروح ابن عبد البر وأبي الوليد الباجي.
ولا تخفى أهميته بين باقي الشروح في بابه، على اعتبار مكانة مؤلفه وجلالة قدره بين علماء المذهب المالكي، فهو الفقيه الأصولي المتمكن الذي خبر الأدلة المتفق عليها والمختلف فيها، والمحدث والمفسر، والمتكلم والأديب والمربي الذي جمع العلوم العقلية والنقلية، فأفرغ حصيلة ذلك في هذا الكتاب كما في كتبه الأخرى، مثل «عارضة الأحوذي»، و«أحكام القرآن»، وغيرها.
وقد بين المؤلف رحمه الله في مقدمة الكتاب السبب الذي دعاه إلى هذا الشرح، وذلك أنه ناظر جماعة من الظاهرية على الموطأ، فعابوا عليه ثلاثة أمور، أحدها: أنه خلط الحديث بالرأي، والثاني: أنه أدخل أحاديث كثيرة صحاحا، وقال: ليس العمل على هذه الأحاديث، والثالث: أنه لم يفرق بين المرسل من الموقوف، والمقطوع من البلاغ، وهذا في نظرهم نقيصة من هذا الإمام، فأراد أن يُنَبهَهُم وغيرَهم إلى أن الإمام مالكا لم يؤلف الموطأ على هذا النحو اعتباطا، وإنما بناه على تمهيد الأصول للفروع، وضمنه علما عظيما من أصول الفقه التي ترجع إليه مسائله وفروعه، وغير ذلك من الفوائد والنكت العلمية التي يقف عليها القارئ في هذا التأليف.
وأول ما يستوقف الناظر في كتاب المسالك هو ذلك التسلسل المنطقي لمحتويات الكتاب، فقد عمد ابتداء إلى وضع مقدمات كاشفة ترشد للولوج إلى الموطأ، وتُمكِّن من فهم الحديث على الوجه الصحيح؛ فتكلم في المقدمة الأولى عن فضل مالك ومناقبه، مع ذكر موطئه وشرفه، وخَصَّ المقدمة الثانية للرد على منكري القياس، لكن هذه المقدمة غير موجودة في النسخ التي وصلتنا، ولا يُدرَى هل أهملها المؤلف إمعانا في تجاهل الظاهرية القائلين بذلك، أو أن أيدي آثمة تصرفت في النسخة الأم فحذفت منها ما حذفت، فيما تكلم في المقدمة الثالثة عن بعض علوم الحديث، ثم بعد ذلك شرع في شرح الموطأ، على ترتيبه ونسق أبوابه، فيبدأ غالبا بالكلام على الإسناد ورجاله، مستندا إلى أقوال أئمة الشأن فيهم، مع الإشارة إلى اختلاف الرواة عن مالك في ألفاظه، وإن جاء الحديث منقطعا وصله من طريق مالك، أو من غير طريقه، وأحيانا يبدأ ببيان معاني الترجمة، ثم يتحدث عن فقه الحديث فيدرج ذلك في مسائل، أو فوائد، أو أقوال، فيذكر اختلاف الأقوال، سواء من داخل المذهب أو من خارجه.
وفي هذا الكتاب تجلت شخصية ابن العربي العلمية، فهو ليس مجرد ناقل للأقوال، ولكن كثيرا ما يتعقبها بالنقد والتمحيص، فيرجح بينها، مستعينا في ذلك بملكته الفقهية والأصولية التي تعد سمة بارزة في هذا الكتاب، حيث يفرد فصولا يتحدث فيها عن الأصول والضوابط الفقهية التي لها علاقة بأحاديث الباب، مما جعل الكتاب مصدرا مهما لأصول الفقه مع تطبيقاتها، فكأنه بهذا الصنيع ينقح الفقه المالكي بتحقيقه لمناط الأحكام، ونظره في الأدلة.
ومما يبهر المتصفح للكتاب هو إبداع المؤلف في اختيار عناوين مباحثه في أثناء شرحه؛ ففي مجال تأصيل المسائل وتقعيدها يستعمل العناوين التالية: «تأصيل وإلحاق»، و«إلحاق وتبيين»، وفي مجال النقد والاستدراك يستعمل:«انتصار لمالك»، و«استدراك وتبيين»، وفي تبيين المبهم وتوضيح المشكل يستعمل:«شرح مشكل»، «إيضاح مشكل معضل»، وعند التنبيه على النكت العلمية يستعمل:«نكتة أصولية»، و«نكتة أصولية اعتقادية...»
وعلى الرغم من كون اللغة والغريب ليسا بضاعة الكتاب، فقد استوعب فيه المؤلف الكثير من الاستطرادات والشروح اللغوية معتمدا على كبار علمـاء اللسان كالخليل بن أحمد، وابن السِّكِّيت وغيرهما، وإن كان أسلوبه أحيانا يتسم بالنزعة نحو الإغراب باختيار ألفاظه من معجم غير مألوف رغبةً منه في السمو والارتفاع، وساعده على ذلك اطلاعه الواسع على اللغة والأدب، فإنه في الغالب الأعم يتسم بالدقة والوضوح خصوصا ما يتعلق منه بالجانب الفقهي والأصولي.
وقد أحسن ابن العربي النَّهَل من التراث الذي سبق به الأوائل، كما أخذ بنصيب وافر من ثقافة عصره، وتجلت ثمرة ذلك في هذا الكتاب الذي يعتبر معرضا لآراء كبار العلماء في الحديث، واللغة، والكلام، والفقه، والأصول على اختلاف مذاهبهم وتعدد مشاربهم، كما تظهر قيمة النقول المستفيضة عنهم فيما حكاه عن كتبهم الضائعة.
ولصنيع ابن العربي في تآليفه عموما ـ ومنها المسالك ـ توالت عبارات الثناء عليها فقد قال ابن فرحون: «وصنف في غير فن تصانيفَ مليحةً كثيرةً حسنةً مفيدة منها: ... "المسالك في شرح موطأ مالك".
ولهذا كان من الطبيعي أن تعتمد كتبه من قِبَلِ من بعده، وذلك لقوة رأيه ورجاحة ذهنه.
صدر كتاب «المسالك في شرح موطأ مالك» عن دار الغرب الإسلامي في ثماني مجلدات، بتحقيق محمد بن الحسين السليماني، وعائشة بنت الحسين السليماني، وتقديم الإمام القرضاوي الطبعة الأولى 1428هـ/2007م.
------------------------------
الغنية (ص66)،
الصلة (2/558)،
بغية الملتمس (ص92)،
الديباج المذهب (2/233)
تصفح وحمل أجزاء الكتاب الثمانية :
http://www.kabah.info/uploaders/o_zahra/masalik/masalik0.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_zahra/masalik/masalik1.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_zahra/masalik/masalik2.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_zahra/masalik/masalik3.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_zahra/masalik/masalik4.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_zahra/masalik/masalik5.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_zahra/masalik/masalik6.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_zahra/masalik/masalik7.pdf
http://www.kabah.info/uploaders/o_zahra/masalik/masalik8.pdf