العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تواليف مالكية مهمة 43: تحرير المقالة في شرح نظائر الرسالة / للحطاب

شهاب الدين الإدريسي

:: عضو مؤسس ::
إنضم
20 سبتمبر 2008
المشاركات
376
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
حظيت رسالة ابن أبي زيد القيرواني بكبير عناية واهتمام من لدن علماء المذهب المالكي قديماً وحديثاً، فكان الاشتغال عليها نظماً وشرحاً وتقييداً، ويعد كتاب:«نظائر الرسالة» لابن غازي المكناسي (ت919هـ) أهم عمل علمي خدم الرسالة؛ إذ نظم فيه صاحبه جميع ما أشكل من المسائل في رسالة ابن أبي زيد على بحر الرجز، في أوجز عبارة وأدقّ لفظ، تيسييراً على طلاب العلم في حفظها، وبيانها، واستيعابها.

ولأهمية هذا النظم وقيمته العلمية، انبرى لشرحه وبيانه الفقيه العلامة النظار الأبرع أبو عبد الله شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعيني، المعروف بالحطاب(ت954هـ)، من أسرة الرعينيين العلمية ذات الأصل الأندلسي، في كتاب سمّاه:«تحرير المقالة في شرح نظائر الرسالة»، ويكتسي الكتاب أهميته من حيث كونه أخذ مكانة مرموقة بين تراث الحطاب بخاصة، وتراث الفقه المالكي بوجه عام، فمحرره عُدّ خاتمة أئمة المذهب في وقته، وشُهد له بعلو الرواية، ورسوخ الدراية بأصول الفقه المالكي ودقائقه، وسعة الإحاطة بنصوصه، واستيعاب أقوال أئمة المذهب من عهد الإمام مالك إلى وقته.
قال التنبكتي في الحطاب: "كان من سادات العلماء، وسراتهم، جامعا فنون العلم، متقنا، محصلا، متفننا، نقادا، عارفا، بالتفسير ووجوهه، محققا في الفقه وأصوله، عارفا بمسائله، مقتدرا على استنباطه، يقيس على المنصوص غيره"

وبخصوص سبب تأليف الكتاب، ذكر الحطاب في مقدمته أنه لما وقف على نظم ابن غازي وجده جمع فيه فوائد شريفة، ونبّه فيه على نكت لطيفة، لكنه قصد الإشارة والرمز، بحيث لا يفهمه إلا من كانت له ممارسة ودربة مع رسالة ابن أبي زيد، لهذا سعى الحطاب إلى بيان هذه الرموز التي أشار إليها ابن غازي، وكذا معانيه التي قصدها، لينتفع به كل من رآه أو حفظه.

ومن خلال محتوى الكتاب يظهر الجهد الذي بذله الإمام الحطاب في توضيح كل مسألة أو نظير من نظائر الرسالة: شرحاً وبياناً، أو مقابلةً واستيعاباً، أو نقداً واستدراكاً، وقد اشتمل كتاب نظم النظائر وشرحه على مقدمة وسبعة عشر باباًً، ذكر ابن غازي في نظمه منها أربعة عشر، منها على سبيل التمثيل:«المسائل المشكلة»، و«المسائل التي ضعف فيها الشيخ ابن أبي زيد قول ابن القاسم العتقي»، و«ذكر الظن»، و«المسائل التي قال فيها مالك بالاستحسان»، و«شروط الصيد»، وغيرها، وزاد الحطاب عليها ثلاثة مسائل نظمها وشرحها، وهي:«المسائل التي خالف ابن أبي زيد فيها المشهور»، و«المسائل التي أطلق فيها الشيخ الخلاف ولم يبين الراجح»، و«المسائل التي استعمل فيها الشيخ: أو مكان قيل»، وكان مجموع ما أضافه الإمام الحطاب واستدركه إحدى وستين مسألة من دقيق مسائل الفقه المالكي، حرّر فيها ألفاظ المصطلح، وعرض مواضيع الخلاف فيها بين الأئمة، وذكر المعتمد منها في المذهب، أو المشهور من أقوال أئمته.

وقد سعى الفقيه الحطاب إلى أن ييسّر هذه المنظومة لطلاب العلم، فبسط مجملها، وأوضح مبهمها، وسعى إلى حل الرموز التي أشار إليها الناظم، وبيان النكت الفقهية اللطيفة المبثوثة في النظم، كما أنه لم يغفل التحقيق في النظائر ومشكلاتها، واستقصاء ما فيها من أقوال الأئمة في أمهات كتب المذهب المالكي، ابتداءً من الموطأ والمدونة، إلى الشروح الكبرى المعروفة لرسالة ابن أبي زيد، وكذا تقديم الشواهد من نصوصها، ثم إنه استدرك على ابن غازي ما فاته من نظائر في الرسالة، ونبّه على مواضع الإطلاق فيها حيث ينبغي التقييد، وأخرى من مسائل الخلاف، لم يذكر فيها المعتمد في المذهب أو المشهور من أقوال الأئمة.

وبالجملة فحُقّ لنا أن نقدر عمله حق قدره؛ إذ جاء إكمالا لما قدّمه ابن غازي، وابن أبي زيد قبله، مع تيسّر الانتفاع به، وتقريب تناوله.

ومما يشهد بسعة اطلاع مؤلفه كثرة المصادر التي نهل منها وضمّنها شرحه، مع صغر حجم الكتاب، فنجده ينقل عن الإمام مالك وتلامذته من أمثال ابن القاسم، وابن وهب، وكذا عن معظم -إن لم نقل جل- ما وقف عليه من أقوال أئمة المذهب كابن حبيب، والقاضي عبد الوهاب، وابن العربي، وعياض، وابن الحاجب، وابن عبد السلام، وخليل، وابن الفاكهاني، والجزولي، وابن عرفة، وابن ناجي، والأنفاسي، وغيرهم من المتأخرين، ومن عاصره من شيوخه.

ومما يدل على أهمية هذا الشرح الذي وضعه الحطاب، كثرة نسخه التي بلغت فقط في الخزائن المغربية العامرة ما يفوق عشرين نسخة مخطوطة، فالكتاب كان متداولاً بين الفقهاء فيما بين عصر المؤلف والعصر الحاضر، وشهرته وصلت إلى ما يشبه الاستفاضة.

وقد صدر الكتاب عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، عام 1409هـ/1988م، بتحقيق د. أحمد سحنون.

----------------------------------------------
نيل الابتهاج:(592-594)،
توشيح الديباج:(229-231)،
درة الحجال:(2/188- 189)


لتحميل الكتاب اضغط هنا
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزاك الله خيرا
 
إنضم
18 ديسمبر 2009
المشاركات
16
التخصص
ميكانيك عام
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
سلفي
رد: تواليف مالكية مهمة 43: تحرير المقالة في شرح نظائر الرسالة / للحطاب

جزاك الله خيرا
 
أعلى